مسؤول أمريكي.. إيران فشلت في إصابة أهدافها بالصواريخ.. وترامب لا يريد التصعيد

قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، إن الإدارة الأمريكية كانت على علم مسبق بأن إيران سترد على الضربات التي استهدفت مواقعها النووية، مؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب في تصعيد الوضع عسكريا، لكنه لن يتردد في التصعيد إذا اقتضت الضرورة.
مسؤول أمريكي.. الرد الإيراني كان متوقعًا
ونقلت شبكة «CNN» الأمريكية، صباح الإثنين، عن مسؤول بارز في إدارة البيت الأبيض، أن واشنطن توقعت الرد الإيراني بعد ساعات من تنفيذ الغارات الأمريكية فجر الأحد، والتي استهدفت منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ومواقع للحرس الثوري.
وقال المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه: «كنا نعلم أنهم سيردون. لقد كان لديهم رد مشابه بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020»، في إشارة إلى قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، الذي استُهدف بطائرة مسيرة أمريكية في بغداد قبل سنوات.
ترامب لا يريد التصعيد... لكنه جاهز له
ورغم تأكيده أن الرد الإيراني لم يكن مفاجئًا، شدد المسؤول في تصريحاته على أن الرئيس ترامب لا يسعى إلى تصعيد المواجهة العسكرية في منطقة الخليج، موضحًا أن «الرئيس لا يريد حربًا جديدة في الشرق الأوسط»، لكنه بالمقابل «لن يقف مكتوف الأيدي إذا استمرت طهران في تهديد مصالح واشنطن أو حلفائها».
وأضاف: «الرئيس مستعد لتصعيد التدخل العسكري الأميركي إذا لزم الأمر، لكنه سيظل يعطي الأولوية لحماية القوات الأمريكية والمصالح الاستراتيجية».
التقييم الأولي.. الصواريخ الإيرانية لم تصب أهدافها
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن التقييمات الأولية للضربات الإيرانية، والتي جاءت ردًا على الغارات الأمريكية، تُظهر أن الصواريخ التي أطلقتها طهران لم تحقق إصابات مباشرة على الأهداف المحددة، دون أن يكشف عن عدد الصواريخ أو طبيعة المواقع المستهدفة.
وقال: «هناك مراجعات جارية من وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات، لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على وقوع إصابات أو دمار بالغ نتيجة الرد الإيراني».
تصعيد متبادل.. ولكن بضوابط
وكانت إيران قد أطلقت فجر اليوم الإثنين، سلسلة من الصواريخ على قواعد أمريكية في منطقة الخليج، أبرزها قاعدة العديد في قطر وقاعدة عين الأسد في العراق، بحسب تقارير إعلامية دولية، وذلك في إطار ما أسمته طهران عملية «بشائر الفتح»، وهي أول رد رسمي مباشر على تورط واشنطن في دعم الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حاد في التوترات بالمنطقة، بعد أن شنت الولايات المتحدة هجوم خاطف استهدف منشآت إيرانية، وسط اتهامات لطهران بالمضي قدمًا في برنامجها النووي بعيدًا عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
طهران تهدد وواشنطن تُناور
في المقابل، توعدت إيران بالرد بقوة على أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي جديد، حيث قال مسؤولون بالحرس الثوري إن «يدنا على الزناد، والرد هذه المرة سيكون بلا خطوط حمراء»، فيما دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الشعب الإيراني إلى «الصبر والوحدة»، مؤكدًا أن بلاده «لن تركع أمام التهديدات الغربية».
بينما تسعى واشنطن إلى التوازن بين إظهار الحزم، وتفادي الدخول في حرب واسعة، خصوصًا في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة، إذ يتعرض الرئيس ترامب لانتقادات داخلية بشأن سياسته الخارجية، مع تحذيرات من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى نزاع طويل الأمد.
تحذيرات دولية وتوتر في الأجواء
وتزامن التصعيد بين طهران وواشنطن مع موجة إغلاقات في الأجواء الإقليمية، شملت العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات، وسط تحذيرات من أن تتسع رقعة المواجهة وتخرج عن السيطرة، خاصة في ظل إعلان إيران امتلاكها القدرة على استهداف مواقع بعيدة باستخدام صواريخ دقيقة.
كما أعربت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية عن قلقها البالغ من التطورات، داعية إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة، لتفادي انزلاق الشرق الأوسط نحو مواجهة كبرى قد تكون لها تبعات خطيرة على الاستقرار العالمي وأسواق الطاقة الدولية.