كيفية التعامل السليم مع «لدغات قنديل البحر» أثناء المصيف لحماية صحتك
البحر مصدر للسعادة والانتعاش في فصل الصيف ولكن أحيانًا يحمل بعض المخاطر مثل لدغات قنديل البحر التي قد تؤدي إلى آلام شديدة ومضاعفات صحية إن لم تُعالج بالطريقة الصحيحة.
في كل موسم صيفي يتوجه الملايين إلى الشواطئ للتمتع بجمال «البحر» ومياهه الزرقاء المنعشة ولكن في الوقت نفسه قد يتعرض البعض إلى موقف مفاجئ مثل «لدغة قنديل البحر» التي تُسبب إحساسًا قويًا بالحرق والألم ولهذا من الضروري أن يكون كل مصطاف على دراية بـ«كيفية التصرف» السليم عند حدوث هذا الأمر لحماية صحته وتفادي المضاعفات المحتملة.
في السطور التالية يستعرض القارئ نيوز خطوات التعامل الآمن مع لدغات قنديل البحر ونوضح الأعراض المصاحبة لها بالإضافة إلى أهم المحاذير التي يجب الانتباه إليها أثناء التواجد على شاطئ «البحر».
ما هي لدغة قنديل البحر؟
تحدث لدغة قنديل البحر نتيجة احتكاك جلد الإنسان بالمجسات اللاسعة التي تخرج من جسم القنديل وتحتوي هذه المجسات على خلايا خاصة تُطلق السم عند ملامستها للبشرة ما يؤدي إلى شعور فوري بالألم والاحمرار وقد تتفاقم الحالة في بعض الأحيان وتُسبب التورم أو الحساسية المفرطة خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
من الجدير بالذكر أن قناديل «البحر» ليست جميعها سامة ولكن بعضها يحتوي على مواد تسبب «تهيجًا جلديًا شديدًا» وتختلف حدة الأعراض حسب نوع القنديل ومدة الاحتكاك ودرجة تحسس الجلد.
علامات التعرض للدغة قنديل البحر
عند دخولك إلى مياه «البحر» قد لا تلاحظ القنديل مباشرة ولكن فور تعرضك للدغة ستشعر بأعراض واضحة تشمل شعورًا لاذعًا في الجلد يشبه الحرق وظهور خطوط حمراء أو بنفسجية على المنطقة المصابة وتورم في الجلد بالإضافة إلى حكة شديدة في بعض الحالات.
في الحالات الأكثر شدة قد تظهر أعراض أخرى مثل صعوبة في التنفس أو الغثيان أو اضطراب في ضربات القلب وهنا يكون من الضروري اللجوء إلى الطبيب فورًا لأن هذه الأعراض قد تشير إلى تفاعل تحسسي حاد.
الخطوات السليمة بعد التعرض للدغة
إذا تعرضت للدغة أثناء السباحة في «البحر» فاتبع الخطوات التالية للتقليل من تأثير السم وتسريع الشفاء
أولًا اخرج فورًا من الماء لتجنب التعرض للمزيد من المجسات اللاسعة ثم حافظ على هدوئك ولا تفرك المنطقة المصابة لأن ذلك يساعد على انتشار السم في الجلد.
بعد ذلك حاول إزالة أي بقايا من مجسات القنديل باستخدام ملقط أو بطرف بطاقة بلاستيكية دون استخدام اليد المجردة وبعدها قم بشطف المنطقة بماء البحر وليس بالماء العذب لأن الماء العذب قد يحفز انطلاق السم من الخلايا اللاسعة المتبقية.
يمكنك أيضًا وضع كمادات من الخل أو محلول بيكربونات الصوديوم لمدة 15 إلى 20 دقيقة لأن ذلك يساعد على تعطيل مفعول السم ثم ضع كيس ثلج ملفوفًا بقماش لتقليل التورم وتسكين الألم.
ماذا يجب تجنبه بعد الإصابة؟
هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند التعامل مع لدغة قنديل البحر حيث يعتقد البعض أن استخدام الماء الساخن أو الكحول يخفف الألم ولكن هذا خطأ لأن الحرارة العالية أو الكحول قد يزيدان من تهيج الجلد وانتشار السم.
كذلك يُمنع فرك الجلد بالرمل أو غسل المنطقة بالبول وهي ممارسات خاطئة ومنتشرة بين البعض وتؤدي إلى تدهور الحالة بدلًا من تحسنها.
متى تزور الطبيب؟
في الغالب تختفي أعراض لدغة قنديل البحر خلال يومين إلى ثلاثة أيام مع العناية الجيدة ولكن هناك حالات تستدعي التدخل الطبي العاجل منها ظهور أعراض تنفسية أو فقدان للوعي أو استمرار الألم الشديد رغم العلاج المنزلي وكذلك إذا كانت الإصابة لطفل صغير أو شخص يعاني من أمراض مزمنة.
الوقاية أثناء التواجد في البحر
أفضل طريقة لحماية نفسك من لدغات قنديل البحر هي اتباع إجراءات الوقاية خاصة عند التوجه إلى «البحر» في شهور الصيف التي تكثر فيها هذه الكائنات البحرية.
يمكنك ارتداء بدلة سباحة تغطي الجلد بالكامل أو اختيار الشواطئ التي تتوفر بها خدمات الإنقاذ والرعاية الطبية السريعة كما يُفضل سؤال رجال الإنقاذ عن وجود تحذيرات متعلقة بظهور قناديل «البحر» قبل النزول.
كما أن «الوعي» هو المفتاح الأهم فكلما كنت مستعدًا للتصرف السليم وتجنبت الأماكن المزدحمة بالقناديل كلما كانت فرصتك أكبر في قضاء وقت آمن وممتع على شاطئ «البحر».
لدغة قنديل البحر ليست بالأمر الذي يدعو إلى الذعر ولكنها تستدعي «الهدوء والتصرف الحكيم» لتفادي الألم والمضاعفات ولا تنسَ أن «البحر» سيظل مكانًا للجمال والراحة إذا أحسنت التعامل مع مخاطره المحتملة وعرفت كيف تحمي نفسك ومن معك في كل موقف.
