لهو بريء ينتهي بكارثة.. طفلة تفقد حياتها بعد سقوطها من الطابق الرابع

شهدت منطقة العمرانية التابعة لمحافظة الجيزة مأساة إنسانية مؤلمة، حيث لقيت طفلة مصرعها إثر سقوطها من الطابق الرابع في أحد العقارات السكنية، أثناء لهوها قرب نافذة الشقة، ما أدى إلى وفاتها في الحال متأثرة بإصابات جسيمة.

بداية الواقعة.. بلاغ عاجل إلى قسم الشرطة

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بلاغا من أحد المواطنين يُفيد بسقوط طفلة صغيرة من أعلى عقار سكني بمنطقة العمرانية، وعلى الفور تحركت قوة من رجال المباحث إلى مكان البلاغ، برفقة سيارة إسعاف، وتبين وفاة الطفلة في مكان الحادث قبل وصولها إلى المستشفى.

وتبين من المعلومات الأولية أن الطفلة تدعى (ي.م) وتبلغ من العمر خمس سنوات، وكانت تقيم مع أسرتها في الطابق الرابع من العقار.

تحريات المباحث.. لحظة لعب تحولت إلى كارثة

باشرت الأجهزة الأمنية تحرياتها فورا، وتبين من المعاينة وسماع أقوال الشهود أن الطفلة كانت تلعب داخل المنزل، واقتربت من نافذة مفتوحة تطل على الشارع، وأثناء ذلك اختل توازنها وسقطت من ارتفاع شاهق.

وأكدت التحريات عدم وجود شبهة جنائية في الحادث حتى الآن، وأن الواقعة تمت في لحظة غفلة أثناء لهو الطفلة دون وجود أحد من الكبار بجوارها.

وقال أحد الجيران إن الحادث وقع بشكل مفاجئ، حيث سُمع صوت ارتطام قوي، تبين لاحقًا أنه سقوط الطفلة، فيما هرع سكان المنطقة لمساعدتها، لكن الإصابة كانت قاتلة.

نقل الجثمان وفتح تحقيق موسع

قام رجال الإسعاف بنقل جثة الطفلة إلى ثلاجة أحد المستشفيات القريبة تحت تصرف النيابة العامة، وتم إخطار جهات التحقيق التي حضرت إلى موقع الحادث لمباشرة الإجراءات.

وقامت النيابة بسماع أقوال والدي الطفلة وعدد من الشهود، كما أمرت بتشريح الجثمان للوقوف على أسباب الوفاة بشكل دقيق، والتأكد من عدم وجود أي علامات تشير إلى عنف أو شبهة جنائية.

كما طلبت النيابة تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وأمرت بإخلاء سبيل ذوي الطفلة لحين الانتهاء من إجراءات التحقيق.

حادثة تكررت.. وأسر تطالب بإجراءات سلامة

أثارت هذه الواقعة الحزن والأسى بين سكان الحي، ودفعت الكثير من الأهالي إلى المطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لتأمين النوافذ في المنازل، خصوصا في الأدوار العليا، حيث تكررت مثل هذه الحوادث في مناطق مختلفة خلال السنوات الأخيرة.

وأكدت سيدة من سكان العقار أن الأطفال بطبعهم فضوليون، وغالبا ما ينجذبون إلى النوافذ، خصوصا إذا كانت مفتوحة أو دون حماية، مطالبة بوضع تعليمات صارمة لكل الأسر بعدم ترك الأطفال بمفردهم في الأماكن المرتفعة، لا سيما مع انتشار الحوادث المماثلة.

مختصون في السلامة يحذرون.. «الأمر يمكن منعه بسهولة»

في السياق ذاته، قال خبير في السلامة المنزلية إن معظم حوادث سقوط الأطفال من النوافذ يمكن تجنبها باتخاذ إجراءات بسيطة مثل:

تركيب شِباك أمان أو حواجز معدنية للنوافذ.

إبعاد الكراسي أو قطع الأثاث التي تُسهّل الوصول للنوافذ.

عدم ترك الأطفال دون رقابة في الغرف المرتفعة.

استخدام أقفال أمان للنوافذ سهلة الفتح.

وأضاف أن كثيرًا من الأهالي يستهينون بخطورة النوافذ المفتوحة، خصوصًا في المنازل الصغيرة أو ذات التهوية الضعيفة، مما يجعل الطفل ينجذب إليها تلقائيًا.

رسالة إنسانية.. وواجب إعلامي

تعيد هذه الحادثة المؤلمة إلى الواجهة أهمية التوعية المستمرة للأسر بشأن إجراءات السلامة المنزلية، خاصة مع وجود أطفال صغار.

فرغم بساطة السبب، إلا أن العواقب تكون كارثية ومفجعة، ما يضع المسؤولية على عاتق الأسر ووسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بالأمومة والطفولة.

وقد عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم وتعاطفهم مع الأسرة، داعين الله أن يربط على قلوبهم، ومطالبين بحملة توعوية جادة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.

النيابة تواصل التحقيق

ولا تزال النيابة العامة تباشر التحقيقات للوقوف على كافة تفاصيل الواقعة، فيما تستعد الأسرة لتشييع جثمان الطفلة وسط حالة من الحزن الشديد.