«البلشي» ينفي إلغاء زيادة بدل التدريب.. «لن أكون أداة عقاب للصحفيين»

في موقف حاسم جاء لطمأنة جموع الصحفيين، نفى الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، ما تردد في بعض الأوساط الإعلامية بشأن إلغاء أو تجميد الزيادة المنتظرة في بدل التدريب والتكنولوجيا، مشددا على أن ما يروج حول هذا الأمر لا يمت للحقيقة بصلة، مؤكدا أن الإجراءات الخاصة بالزيادة تسير في مسارها الصحيح، بالتنسيق مع وزارة المالية.

وقال البلشي خلال اجتماع موسع مع محرري النقابة عقده مساء الأحد، إن النقابة تواصلت بالفعل مع جميع الأطراف المعنية بملف البدل، وعلى رأسهم وزارة المالية، في إطار سعيها الدائم لتحسين الأوضاع المعيشية للصحفيين، في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تمر بها المهنة.

لقاء رسمي مع وزير المالية.. ووعود واضحة

وأكد نقيب الصحفيين أنه التقى وزير المالية عقب انتخابات التجديد النصفي مباشرة، وكان اللقاء مثمرًا وواضحًا، مشيرا إلى أن الوزير تعهّد بصرف الزيادة، قائلاً نصًا: «إحنا مش هنضحك على الصحفيين.. سيتم صرف زيادة البدل».

وأضاف البلشي: «التواصل لم ينقطع مع الجهات الرسمية، وتلقينا بالفعل مخاطبات من وزارة المالية بشأن إقرار الزيادة، ونحن بانتظار الإعلان الرسمي من الحكومة، والذي فضّلت النقابة أن يصدر منها دون تدخل، حتى لا تُستغل الخطوة في مزايدات أو أغراض سياسية».

نفي شائعات الإلغاء وربطها بالانتخابات

وردّ البلشي بحزم على ما وصفه بـ «الشائعات المغرضة» التي انتشرت في الأيام الماضية وتزعم إلغاء البدل كنوع من العقاب على اختياره نقيبا للصحفيين، قائلاً: «هذا كلام غير مسؤول، ولا يجب أن يطرح من الأساس. أنا لن أكون أداة لعقاب الصحفيين، والنقابة لا يمكن أن تكون أداة عقاب في أي وقت».

وشدد على أن حقوق الصحفيين «لا تُدار بالعواطف أو الحسابات الشخصية»، مؤكدًا أن النقابة لن تسمح بتسييس الملفات النقابية، وعلى رأسها الملف المالي، مشيرًا إلى أن دوره ومجلسه هو الدفاع عن المصالح الجماعية للمهنة، دون أي مواءمات.

زيادة البدل.. حق أصيل لا منّة

وأوضح البلشي أن بدل التدريب والتكنولوجيا ليس منحة حكومية كما يروج البعض، بل هو حق مستحق للصحفيين، يساهم في دعم قدراتهم المهنية وتعويضهم نسبيا عن تدهور الأوضاع المادية للصحف، خصوصًا القومية منها، مؤكدًا أن المطالبة بزيادته تأتي ضمن دور النقابة في تحسين بيئة العمل الصحفي.

وأضاف: «لسنا في موقف دفاع.. زيادة البدل استحقاق، والتعامل معه على أنه منحة أمر مرفوض، والنقابة ستظل تدافع عنه كحق أصيل».

التزام بالشفافية وإعلام الصحفيين أولاً بأول

وأكد البلشي خلال حديثه التزامه الكامل بمبدأ الشفافية مع أعضاء الجمعية العمومية، موضحًا أنه حرص على إعلان كل خطوة اتخذها المجلس فيما يتعلق بالبدل، وتطورات التواصل مع وزارة المالية، مشددًا: «لن نخفي أي معلومة عن الصحفيين، ونعلن الحقيقة كما هي دون تجميل أو مبالغة».

كما أكد أن المجلس يرفض تحويل أي ملف نقابي إلى ورقة صراع أو تجاذب سياسي، وأنه يركز على أداء الدور النقابي الخالص في الدفاع عن المهنة وصون كرامة الزملاء وتحسين أحوالهم.

السياق الأوسع.. مطالب نقابية متزايدة

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد القطاع الصحفي ضغوطًا متزايدة، سواء على مستوى الرواتب أو الاستقرار المهني، في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وتراجع إيرادات الصحف، لا سيما الورقية منها، ما يجعل بدل التدريب والتكنولوجيا عنصرا محوريا في الدخل الشهري للصحفيين، ويدفع النقابة لتعزيز جهودها في هذا الملف وغيره من الملفات ذات الأولوية.

يُذكر أن بدل التدريب والتكنولوجيا يتم صرفه شهريا لجميع أعضاء النقابة المقيدين بجدول المشتغلين، وقد شهد على مدار السنوات الماضية عدة زيادات، جرى التفاوض بشأنها مع وزارات المالية والتخطيط ورئاسة الوزراء.

ترقب للإعلان الرسمي

وفي ختام كلمته، طمأن البلشي الصحفيين قائلا: «لا داعي للقلق أو الانجراف وراء الشائعات، نتابع الملف عن كثب، وسنعلن فور صدور أي قرار رسمي من الحكومة. لن نترك حقوق الصحفيين، وسنظل نطالب بما يستحقونه».

كما دعا أعضاء الجمعية العمومية إلى الحفاظ على وحدة الصف النقابي، وعدم الانجرار إلى محاولات التشكيك والتفتيت، مؤكدًا أن قوة النقابة تكمن في تماسك أعضائها، وقدرتهم على الدفاع عن حقوقهم بمسؤولية ووعي.