السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الشفة الأرنبية».. أسباب مفاجئة وطرق علاج مذهلة تعيد الأمل للأطفال

الشفة الأرنبية
الشفة الأرنبية

الشفة الأرنبية من «العيوب الخلقية» التي تصيب الأطفال منذ الولادة وتُعد من أكثر الحالات شيوعًا في العالم حيث تشير الإحصائيات إلى أن طفلاً من كل 700 طفل قد يُولد بهذه الحالة التي تؤثر على شكل الفم والأنف في مرحلة التكوين الجنيني ويحدث هذا الخلل في الفترة الأولى من الحمل حيث لا تكتمل «الأنسجة الوجهية» لتشكل الشفة العليا مما يؤدي إلى فتحة في الشفة قد تكون صغيرة أو ممتدة حتى الأنف وفي بعض الحالات قد ترتبط الشفة الأرنبية بفتحة في سقف الحلق مما يُعرف بـ«شق سقف الحلق» وهي حالة مصاحبة تحدث أحيانًا وتزيد من تعقيد العلاج.

أسباب الشفة الأرنبية

تتعدد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بـالشفة الأرنبية وبعضها ما يزال غير واضح بشكل كامل إلا أن الدراسات العلمية تشير إلى عدة عوامل قد تكون مسؤولة عن هذه الحالة أولها العامل الوراثي فإذا كان أحد الأبوين قد وُلد بـ«الشفة الأرنبية» أو كان هناك تاريخ عائلي للإصابة فإن احتمال تكرار الحالة لدى الأبناء يزداد بشكل كبير كما أن العوامل البيئية تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة حيث تؤكد الأبحاث أن تعرض الأم خلال فترة الحمل إلى «المواد الكيميائية الضارة» أو تناول بعض الأدوية دون استشارة طبية قد يؤدي إلى حدوث تشوهات جنينية من ضمنها الشفة الأرنبية.

كما أن نقص بعض الفيتامينات الهامة مثل «حمض الفوليك» له علاقة مباشرة بتكوين الشفة لدى الجنين فإذا لم تحصل الأم على الكمية الكافية من هذا الفيتامين في الشهور الأولى من الحمل فإن احتمالية حدوث خلل في تشكيل الشفة تزداد كذلك فإن التدخين وتعاطي الكحول خلال الحمل من العوامل المؤثرة سلبًا في صحة الجنين وتكوينه العام بما في ذلك تطور «الأنسجة الفموية».

مضاعفات الشفة الأرنبية

الشفة الأرنبية لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي للطفل بل قد تسبب العديد من المشكلات الصحية منها صعوبة في الرضاعة خاصة عند وجود شق في سقف الحلق ما يعوق قدرة الطفل على المص ويؤدي إلى سوء التغذية في المراحل الأولى من حياته كما يعاني بعض الأطفال من صعوبة في النطق وتأخر في اكتساب اللغة نظرًا لتأثر عضلات الفم لديهم إلى جانب مشاكل في السمع نتيجة التهابات الأذن المتكررة التي تنتج عن ضعف تهوية الأذن الوسطى والتي تكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال المصابين بـ«شق الحنك».

طرق علاج الشفة الأرنبية

تقدمت تقنيات علاج الشفة الأرنبية بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبحت تمثل «نقطة أمل» حقيقية للأطفال وأسرهم ويبدأ العلاج عادةً بالجراحة حيث تُجرى عملية إصلاح الشفة خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل وتُعتبر هذه المرحلة ضرورية لتحقيق نتائج جيدة من حيث المظهر والوظيفة وتُستخدم في هذه الجراحة تقنيات دقيقة لإعادة تشكيل الشفة بطريقة طبيعية قدر الإمكان.

عقب الجراحة قد يحتاج الطفل إلى عمليات تكميلية لتحسين مظهر الشفة أو تعديل شق الحنك إذا وُجد كما يتطلب الأمر متابعة مع فريق طبي متكامل يضم «أخصائيين في جراحة الوجه والفكين» و«أطباء أنف وأذن وحنجرة» و«أخصائيي تخاطب» لتقويم النطق وتحسين المهارات اللغوية.

العلاج لا يقتصر فقط على الجانب الطبي بل يشمل أيضًا الدعم النفسي للطفل والأسرة فبعض الأطفال يشعرون بـ«الحرج الاجتماعي» نتيجة اختلاف شكل الشفة ما قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم لذلك يُنصح الأهل باللجوء إلى الاستشارات النفسية لمساعدة الطفل على تقبّل حالته والتفاعل بثقة مع الآخرين.

أهمية التدخل المبكر

كلما تم اكتشاف الشفة الأرنبية مبكرًا وتحديد الخطة العلاجية المناسبة زادت فرص تحقيق نتائج ممتازة من الناحيتين الصحية والتجميلية كما أن التشخيص قد يتم قبل الولادة من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية حيث يمكن ملاحظة وجود الشفة الأرنبية عند الجنين بدءًا من الأسبوع السادس عشر من الحمل ما يتيح للوالدين التحضير نفسيًا وطبياً لاستقبال الطفل وتوفير الرعاية المناسبة له منذ اللحظة الأولى.

أمل جديد بفضل التطور الطبي

شهد مجال علاج الشفة الأرنبية «نقلة نوعية» بفضل الأبحاث والتقنيات الحديثة وأصبح بالإمكان إعادة بناء الشفة والأنف بشكل دقيق للغاية لدرجة يصعب معها ملاحظة وجود أي آثار سابقة في كثير من الحالات ويمثل هذا التطور مصدر طمأنينة كبير للعائلات التي كانت تعاني سابقًا من «الخوف والقلق» بسبب الشكل الخارجي أو المخاطر الصحية المصاحبة.

كما توفر العديد من المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية فرصًا لعلاج الأطفال من الشفة الأرنبية مجانًا أو بتكاليف رمزية خاصة في الدول النامية ما يُعد مبادرة إنسانية رائعة تعيد الحياة والفرح إلى قلوب آلاف الأسر حول العالم.

الوعي المجتمعي ضرورة

من المهم تعزيز «الوعي المجتمعي» حول الشفة الأرنبية والتشجيع على الفحص المبكر والرعاية الصحية الجيدة أثناء الحمل والتوعية بأهمية تناول المكملات الغذائية والابتعاد عن الممارسات الضارة التي قد تعرض الجنين للخطر كما يجب القضاء على النظرة السلبية تجاه الأطفال المصابين بهذه الحالة فكل طفل يملك الحق في «حياة كريمة» ودعم نفسي واجتماعي كامل.

تم نسخ الرابط