الجبهة الوطنية تدفع بشريف عناني أمينًا للتنظيم بالجيزة استعدادا للانتخابات المقبلة

في خطوة سياسية تعكس توجه حزب الجبهة الوطنية نحو تعزيز حضوره التنظيمي والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أعلن الحزب تعيين النائب السابق شريف عبد الرؤوف عناني، أمينًا للتنظيم بمحافظة الجيزة، ليقود العمل الحزبي والتنظيمي في واحدة من أكثر المحافظات تأثيرًا في المشهد الانتخابي.

عودة برلمانية بخبرة ميدانية

ويعد شريف عناني من الأسماء المعروفة في محافظة الجيزة، حيث سبق له تمثيل دائرة البدرشين بمجلس الشعب في دورتي 2005 و2010، ويملك باعًا طويلًا في العمل السياسي والشعبي، إلى جانب ارتباط مباشر مع عدد كبير من العائلات والرموز المجتمعية، مما يجعل عودته عبر «الجبهة الوطنية» عاملًا محفزًا لإعادة هيكلة القاعدة الشعبية للحزب في المنطقة.

وقالت مصادر داخل الحزب، إن اختيار «عناني» جاء بعد مشاورات مطولة داخل الأمانة المركزية، في ظل توجه نحو الدفع بقيادات ميدانية قادرة على تنظيم العمل الحزبي وقيادة الحملات الميدانية، وتحقيق التوازن بين العمل السياسي والمجتمعي.

تحركات تنظيمية في المحافظات

ويأتي القرار ضمن خطة موسعة ينفذها الحزب لإعادة التمركز السياسي، وتوسيع قواعده التنظيمية على مستوى الجمهورية، خاصة مع اقتراب خوض أول تجربة انتخابية كبرى، سواء عبر القوائم الوطنية أو من خلال التنافس على المقاعد الفردية.

ويسعى حزب الجبهة الوطنية إلى تقديم نموذج جديد في إدارة العملية السياسية، يقوم على تأهيل الكوادر، والتواجد الميداني الحقيقي في الشارع، والابتعاد عن المظاهر الشكلية التي تفتقر للتأثير الفعلي.

وأكد بيان الحزب أن الفترة المقبلة ستشهد ضخ وجوه جديدة في مواقع قيادية بعدد من المحافظات، لا سيما الصعيد والدلتا، مشيرًا إلى أن الهدف هو تحقيق انطلاقة قوية عبر كوادر تملك الفهم السياسي والدراية المجتمعية.

الشارع أولًا.. برنامج حزبي يعكس هموم المواطن

وفي هذا السياق، قال مصدر بحزب الجبهة الوطنية، إن الحزب يضع نصب عينيه التواصل المباشر مع المواطنين، وتقديم خطاب يعكس واقع الناس، ويطرح حلولًا واقعية للتحديات اليومية، سواء الاقتصادية أو الخدمية أو المجتمعية.

وأوضح أن «الجبهة الوطنية» ستسعى خلال المرحلة المقبلة إلى بلورة برنامج سياسي وتنفيذي، يركز على مشروعات الشباب، وتمكين المرأة، وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة كأداة لتحفيز الاقتصاد الوطني.

كما يعمل الحزب حاليًا على تطوير أدوات التواصل الجماهيري، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، واللقاءات الجماهيرية، وإطلاق قوافل مجتمعية تستهدف المناطق الأكثر احتياجًا، وذلك ضمن خطة لتوسيع التفاعل مع المواطن المصري في جميع المحافظات.

التحالفات السياسية قيد التشكيل

في موازاة التحركات الداخلية، يستعد حزب الجبهة الوطنية لعقد الاجتماع الثالث مع القوى السياسية المشاركة في «القائمة الوطنية»، والتي تضم عددًا من الأحزاب المدنية، بهدف التنسيق حول آليات خوض الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاجتماعات الجارية بين قيادات الأحزاب تسعى إلى تشكيل تحالف انتخابي جامع، قائم على أرضية سياسية مشتركة، تتبنى الدفاع عن الدولة المدنية، وتطرح حلولًا لتحديات المرحلة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي.

وأكدت المصادر أن حزب الجبهة الوطنية يلعب دورًا محوريًا في صياغة هذا التحالف، خاصة في ظل العلاقات الممتدة التي تربطه بعدد من الأحزاب الفاعلة، مشيرة إلى أن هناك توافقًا مبدئيًا حول بعض الدوائر والمرشحين.

رهان على البرلمان القادم

ويراهن «الجبهة الوطنية» على أن يكون البرلمان القادم أكثر تعبيرًا عن طموحات المواطنين، وأكثر قدرة على التشريع والرقابة ومحاسبة الحكومة، لذلك يسعى الحزب إلى الدفع بكوادر تمتلك الكفاءة والخبرة، مع الحرص على تمثيل متوازن لفئات المجتمع.

كما أكد الحزب في أكثر من مناسبة، أن معركته الحقيقية هي معركة وعي، تتطلب مجهودًا كبيرًا لتغيير نظرة الشارع إلى السياسة، وترسيخ ثقافة المشاركة الإيجابية، بعيدًا عن السلبية والعزوف عن صناديق الاقتراع.

خطوة نحو التفعيل الحقيقي للحياة الحزبية

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن حزب الجبهة الوطنية يسعى بجدية إلى أن يكون فاعلًا حقيقيًا في الساحة السياسية، وليس مجرد كيان شكلي. ومع انضمام قيادات بحجم وخبرة شريف عناني، وتوسع الاتصالات التنظيمية، تزداد المؤشرات على أن الحزب بصدد تقديم تجربة جديدة، قد تغيّر من شكل المنافسة في الانتخابات المقبلة.

ويبقى الرهان على قدرة الحزب في ترجمة هذه التحركات إلى نتائج فعلية، سواء من خلال الفوز بمقاعد تمثيلية، أو التأثير في المشهد العام عبر تحالفات وطنية فعالة.