آبل تطلق خدمة حماية ذكية لأجهزتها باشتراك شهري منخفض

آبل كشفت مؤخرًا عن إطلاق «خدمة حماية ذكية» جديدة لأجهزتها المتنوعة وذلك ضمن خطة توسعية جديدة تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدم وتقديم حلول تقنية أكثر شمولًا وتوفيرًا، وتأتي هذه الخدمة من آبل تحت اسم «Apple Protect+» وتعد خطوة مبتكرة تتيح للمستخدمين حماية أجهزتهم مثل الآيفون والآيباد والماك مقابل اشتراك شهري منخفض مقارنة بالتكاليف التقليدية المرتفعة المرتبطة بإصلاح الأجهزة أو استبدالها في حال حدوث أعطال أو تلف مفاجئ.
حماية ذكية تجمع بين الأمان والتوفير
أوضحت آبل أن «الخدمة الجديدة» ترتكز على مفهوم توفير أقصى درجات الحماية دون إرهاق المستخدمين ماليًا، إذ تمنحهم إمكانية تغطية شاملة تشمل «الإصلاحات»، و«الاستبدال»، والدعم الفني المتواصل على مدار الساعة، ويُمكن الاشتراك في الخدمة مباشرة من خلال إعدادات الجهاز دون الحاجة لزيارة فروع آبل أو التعامل مع وسطاء.
وتتيح الخدمة الجديدة للمستخدمين اختيار الباقة المناسبة من بين عدة مستويات، تبدأ من اشتراك شهري رمزي وتصل إلى باقات سنوية مخصصة للشركات والمستخدمين المحترفين، وتقول آبل إن هذه «المرونة في الاشتراك» تمنح الجميع فرصة الوصول إلى «حماية عالية» بأسعار في المتناول.
دعم فني متواصل وتقنيات ذكية
اعتمدت آبل في تصميم هذه الخدمة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الأجهزة والتنبؤ بأي أعطال محتملة، مما يمنح المستخدمين تنبيهات فورية ويُسرّع من عملية الإصلاح أو الدعم الفني، كما توفر آبل تطبيقًا مدمجًا لمتابعة حالة الجهاز وتحديثات الحماية بشكل لحظي.
وأكدت الشركة أن فريق الدعم الفني التابع لها سيكون متاحًا طوال أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة لتقديم «الدعم المباشر» لأي مشكلات تواجه المستخدمين، سواء كانت تتعلق بالأداء أو الحماية أو الأعطال الطارئة، وهو ما يعكس التزام آبل بـ«راحة عملائها» و«الابتكار المستمر».
اشتراك منخفض دون التنازل عن الجودة
ما يميز هذه الخدمة من آبل هو أنها تقدم باقات اشتراك تبدأ من 4 دولارات فقط شهريًا وهو ما اعتبره كثير من المحللين نقلة نوعية في سياسة الشركة التي اعتادت تقديم خدماتها بأسعار مرتفعة، ومع ذلك تؤكد آبل أن «انخفاض السعر» لم يؤثر على جودة الخدمة أو مدى تغطيتها، حيث تشمل أيضًا حالات «تلف الشاشة»، «تعطل البطارية»، «الأضرار الناتجة عن السوائل»، وغيرها من المشاكل الشائعة.
وقد أوضحت آبل أن هذا السعر المنخفض هدفه توسيع نطاق الخدمة لتشمل أكبر عدد من المستخدمين حول العالم وخاصة في الأسواق الناشئة التي تبحث عن بدائل «مريحة وآمنة» لحماية أجهزتها باهظة الثمن.
توسع تدريجي في الأسواق العالمية
أعلنت آبل أن خدمة Apple Protect+ ستكون متاحة مبدئيًا في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، على أن يتم تعميمها في باقي الأسواق تدريجيًا خلال الأشهر القادمة، وستكون الخدمة متوفرة عبر متاجر آبل الرسمية والموقع الإلكتروني بالإضافة إلى تطبيق «الدعم الفني» الموجود مسبقًا على الأجهزة.
وقد بدأت آبل بالفعل التواصل مع شركائها المعتمدين في الشرق الأوسط وآسيا لإتاحة الخدمة بلغات متعددة وبطرق دفع تناسب كل سوق، مما يعكس رؤية آبل نحو «عالمية الخدمة» و«تحقيق الأمان الرقمي» للجميع.
تكامل مع الخدمات الأخرى من آبل
اللافت أيضًا أن خدمة الحماية الجديدة تتكامل مع باقي خدمات آبل مثل iCloud وAppleCare مما يعني أن المستخدم لن يحتاج إلى الاشتراك في خدمات متفرقة أو تحمل تكاليف زائدة، فكل شيء بات متاحًا من خلال منصة واحدة تتيح التحكم الكامل في بياناتك وجهازك ومستوى الحماية المطلوب.
وتعمل آبل على دمج ميزة «استرداد البيانات» في حال فقدان أو تعطل الجهاز ضمن خطة الحماية، وهي ميزة كانت متاحة فقط ضمن خدمات الشركات الكبرى، كما توفر «تقارير شهرية» عن أداء الجهاز وحالته الأمنية للمستخدمين لمتابعة كل ما يتعلق بأجهزتهم بشكل دقيق وموثوق.
مستقبل واعد لخدمات آبل الرقمية
يرى خبراء التقنية أن هذه الخدمة تعكس تحول آبل نحو تبني استراتيجية «الاشتراك المستدام» بدلًا من نموذج الشراء التقليدي، حيث تضمن الشركة من خلالها تدفقًا ماليًا ثابتًا في مقابل تزويد المستخدم بخدمات ذات قيمة فعلية، وهو ما يعزز من «ولاء المستخدم» ويزيد من فرص الاحتفاظ به ضمن منظومة آبل الرقمية.
ولا يخفى أن هذا التوجه يتماشى مع سياسات شركات التقنية الكبرى التي بدأت تعتمد على الاشتراكات بدلًا من المبيعات المباشرة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لنمو آبل في مجالات «الخدمات» و«الحماية الرقمية» و«الذكاء الاصطناعي».
اهتمام المستخدمين وردود الفعل الأولية
منذ الإعلان عن الخدمة بدأت ردود الفعل الإيجابية تتوالى من مستخدمي آبل حول العالم، حيث عبر كثيرون عن ارتياحهم لهذا الطرح الجديد الذي يتيح لهم حماية أجهزتهم باشتراك منخفض دون الحاجة لتحمل مصاريف طائلة في حال حدوث أعطال مفاجئة.
وقد رصدت آبل ارتفاعًا كبيرًا في عمليات الاشتراك خلال أول أسبوع من الإطلاق مما يشير إلى أن الخدمة تلبي حاجة فعلية لدى المستخدمين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على أجهزتهم في أعمالهم اليومية ويحتاجون إلى ضمان موثوق لاستمرارية الأداء والجودة.
بهذا تكون آبل قد خطت خطوة جديدة نحو «تحقيق الأمان الرقمي الشامل» لمستخدميها حول العالم، وجعلت من الحماية الذكية خدمة سهلة الوصول و«أقل تكلفة» وأكثر شمولًا، وتثبت مجددًا أنها لا تسعى فقط لبيع الأجهزة بل لبناء منظومة متكاملة تراعي «احتياجات المستخدم» و«تحافظ على قيمة التكنولوجيا» التي تقدمها.