فصيلة دم «CRIB» النادرة تثير الجدل بعد اكتشافها لدى امرأة هندية

فصيلة دم نادرة تُعرف باسم «CRIB» تثير اهتمام العلماء والأطباء حول العالم بعد أن تم اكتشافها لأول مرة لدى امرأة هندية في واقعة تُوصف بأنها «فريدة من نوعها» وتُسلط الضوء على عالم فصائل الدم الغامض والمليء بالأسرار حيث دفعت هذه الحالة النادرة الباحثين إلى إعادة التفكير في بعض المفاهيم التقليدية المرتبطة بتصنيف فصائل الدم وتأثيرها على التبرع والنقل والتطابق بين الأفراد.
ظهور فصيلة جديدة لم تُسجل من قبل
بدأت القصة حينما تقدمت امرأة هندية في العقد الرابع من عمرها إلى أحد المستشفيات لإجراء عملية جراحية روتينية وخلال الفحوصات التحضيرية تبين أن فصيلة دمها لا تتطابق مع أي فصيلة معروفة ضمن أنظمة التصنيف التقليدية مثل ABO أو Rh مما دفع الفريق الطبي إلى إجراء فحوصات معمقة لتحديد نوع الفصيلة التي تحملها وبعد تحاليل معملية دقيقة تم الإعلان عن اكتشاف فصيلة دم نادرة أُطلق عليها اسم «CRIB» وهي «فصيلة جديدة لم يتم تسجيلها من قبل» في قواعد بيانات الدم العالمية.
معنى «CRIB» وأسباب التسمية
بحسب التقارير الطبية فإن فصيلة «CRIB» هي اختصار لمجموعة محددة من المؤشرات الجينية والبروتينية المرتبطة بسطح خلايا الدم الحمراء والتي لا تتطابق مع المؤشرات الموجودة في الفصائل الأخرى وتعد هذه الخصائص فريدة من نوعها بشكل يجعل مطابقتها مع أي فصيلة تقليدية شبه مستحيلة وقد اختار العلماء هذا الاسم لوصف النمط البيولوجي غير المسبوق لفصيلة الدم التي تم رصدها لدى هذه الحالة كما أن وجود مثل هذه «الفصائل النادرة» يُعد مؤشرًا على التنوع الوراثي الكبير بين الأفراد والشعوب حول العالم.
أهمية الاكتشاف وتأثيره على عمليات نقل الدم
هذا الاكتشاف الطبي يمثل تحديًا كبيرًا في مجال نقل الدم إذ إن العثور على متبرع يمتلك نفس «فصيلة CRIB» يكاد يكون أمرًا مستحيلاً حاليًا ما لم يتم تسجيل حالات مماثلة في المستقبل ولهذا فإن الأطباء يواجهون صعوبة شديدة في إجراء أي عملية نقل دم آمنة لهذه السيدة أو لأي شخص آخر قد يحمل نفس الفصيلة في المستقبل كما أن هذا الحدث يعيد التأكيد على أهمية البحث المستمر في علوم الوراثة والمناعة لتوسيع قاعدة البيانات الخاصة بفصائل الدم وتطوير وسائل أكثر دقة لاكتشاف ومطابقة الفصائل النادرة.
ردود فعل الأطباء والباحثين
أبدى عدد كبير من الأطباء والمتخصصين في علم الدم اندهاشهم من اكتشاف فصيلة دم جديدة لم تُرصد من قبل رغم عقود من الدراسات في هذا المجال واعتبر البعض أن هذا الاكتشاف «يفتح بابًا جديدًا» لفهم أسرار الجهاز المناعي وخلايا الدم ويُحتمل أن يكون هناك العديد من الفصائل الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد خصوصًا في المناطق التي لا تخضع لفحوصات دقيقة مثل بعض القرى أو المناطق الريفية كما أشاروا إلى ضرورة تكثيف الجهود لتسجيل وتحليل كل حالة فصيلة غير معتادة قد تظهر في المستقبل.
فصائل الدم النادرة وندرة المطابقة
تشير الإحصائيات الطبية إلى أن عددًا محدودًا فقط من سكان العالم يحملون فصائل دم توصف بـ «النادرة جدًا» مثل Bombay أو Rh-null والآن تنضم فصيلة «CRIB» إلى هذه القائمة النادرة مما يضع أصحابها في مواقف حرجة عند الحاجة إلى التبرع أو تلقي الدم حيث لا توجد في البنوك العالمية عينات تطابق هذه الفصيلة مما يتطلب تجهيز بنوك دم خاصة للأشخاص النادرين أو البحث عن وسائل بديلة مثل «خلايا الدم الاصطناعية» التي لا تعتمد على المطابقة الكاملة.
هل هناك خطر على حاملة الفصيلة؟
رغم أن فصيلة «CRIB» لا تُصنف حاليًا كعامل مسبب لمشكلة صحية بحد ذاتها إلا أن التحدي يكمن في توفير الدم المناسب لها في حال حدوث نزيف أو الحاجة إلى عمليات جراحية أو علاج طارئ ولهذا ينصح الأطباء من يحملون فصائل نادرة بارتداء أساور تعريفية توضح نوع فصيلة دمهم واستخدام بطاقات طبية خاصة قد تساعد الفرق الطبية في اتخاذ القرار المناسب بسرعة دون التعرض لمخاطر النقل الخاطئ الذي قد يؤدي إلى ردود فعل مناعية شديدة الخطورة.
أهمية توسيع قواعد بيانات فصائل الدم
هذا الاكتشاف النادر يعزز الدعوات إلى توسيع قواعد البيانات الوطنية والعالمية لفصائل الدم بحيث تشمل كافة المتغيرات النادرة والخصائص الوراثية المرتبطة بها كما يدعو الخبراء إلى إجراء تحاليل أكثر تعمقًا للأشخاص الذين لا تتطابق فصائل دمهم مع الفصائل التقليدية وذلك بهدف إنشاء ملف شامل لكل فرد يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية ورفع مستويات الأمان في العمليات التي تتطلب نقل دم خاصة في ظل التزايد المستمر في أعداد المرضى وارتفاع الحاجة إلى خدمات نقل الدم في المستشفيات.
ظهور فصيلة دم جديدة مثل «CRIB» يفتح الباب أمام مزيد من الاكتشافات العلمية في مجال الطب الحيوي ويطرح أسئلة عميقة حول مدى فهمنا الكامل لتنوع الجسم البشري خصوصًا أن كل فصيلة تمثل «بصمة بيولوجية فريدة» تُظهر التعقيد الهائل في التكوين الوراثي للأفراد ويؤكد هذا الحدث أن العالم لا يزال في بدايات فهمه لعالم فصائل الدم وأن المزيد من البحث والاستكشاف هو الطريق الوحيد لفهم هذه الألغاز وضمان تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لجميع البشر مهما كانت فصائلهم أو خصائصهم الوراثية.