الأحد 10 أغسطس 2025 الموافق 16 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

علامات تنذر بـ«قصور القلب الاحتقاني» وأسبابه التي تعيق تدفق الدم بكفاءة

قصور القلب الاحتقاني
قصور القلب الاحتقاني

القلب هو العضو الحيوي الذي يضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وعندما يتعرض لمشكلة «قصور القلب الاحتقاني» فإن قدرته على ضخ الدم بكفاءة تتأثر بشكل كبير، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم ويؤثر على صحة المريض بشكل عام، ويعد «قصور القلب الاحتقاني» حالة مزمنة قد تتطور ببطء أو تظهر فجأة نتيجة مشاكل في الشرايين أو الصمامات أو عضلة القلب نفسها، وفهم علامات هذه الحالة وأسبابها يعد خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

ما هو قصور القلب الاحتقاني؟

قصور القلب الاحتقاني هو حالة يصبح فيها القلب غير قادر على ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والعناصر الغذائية، وهذا الخلل قد يحدث بسبب ضعف في عضلة القلب أو زيادة الحمل عليها، مما يؤدي إلى تراكم الدم في الأوعية واحتباس السوائل في الرئتين أو الأطراف، ويعتبر «قصور القلب الاحتقاني» من أكثر أمراض القلب شيوعًا خاصة بين كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

علامات تنذر بوجود قصور القلب الاحتقاني

هناك مجموعة من العلامات التي يجب الانتباه إليها والتي قد تشير إلى الإصابة بقصور القلب الاحتقاني، ومن أبرز هذه العلامات «ضيق التنفس» سواء أثناء النشاط البدني أو حتى أثناء الراحة، حيث يعاني المريض من صعوبة في التنفس نتيجة تراكم السوائل في الرئتين، كذلك «تورم القدمين أو الكاحلين» الذي يحدث بسبب احتباس السوائل في الجسم، إضافة إلى «زيادة الوزن المفاجئة» والتي تكون نتيجة احتباس السوائل وليس زيادة الدهون، كما قد يشعر المريض بـ«إرهاق شديد وضعف عام» يمنعه من أداء أنشطته اليومية المعتادة، وأحيانًا يعاني المصاب من «سعال مستمر أو صفير» في الصدر خاصة عند الاستلقاء، وهذه الأعراض جميعها تشير إلى أن القلب لا يضخ الدم بكفاءة.

الأسباب الرئيسية لقصور القلب الاحتقاني

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة القلب بهذه الحالة، ومن أهمها «أمراض الشرايين التاجية» التي تقلل من تدفق الدم إلى عضلة القلب وتؤدي إلى ضعفها، إضافة إلى «ارتفاع ضغط الدم» الذي يفرض جهدًا زائدًا على القلب على المدى الطويل، كما أن «مشكلات صمامات القلب» قد تعيق تدفق الدم الطبيعي بين الحجرات القلبية، مما يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، كذلك يمكن أن تسبب «الاعتلالات العضلية القلبية» ضعفًا مباشرًا في قدرة القلب على الانقباض، وهناك عوامل أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية أو فقر الدم المزمن أو الإصابات السابقة بالنوبات القلبية التي تزيد من خطر الإصابة.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة

هناك عدة عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب الاحتقاني، منها التقدم في العمر، إذ تقل كفاءة القلب مع السنوات، وأيضًا التاريخ العائلي لأمراض القلب، إلى جانب العادات غير الصحية مثل التدخين أو قلة النشاط البدني أو اتباع نظام غذائي غني بالدهون والأملاح، كما أن الإصابة بمرض السكري أو السمنة المفرطة أو أمراض الكلى قد تزيد من احتمالية تطور هذه الحالة.

التشخيص وأهمية الاكتشاف المبكر

التشخيص المبكر لقصور القلب الاحتقاني يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة المريض، ويعتمد التشخيص على «الفحص السريري» الذي يجريه الطبيب للاستماع إلى أصوات القلب والرئتين وملاحظة أي تورم في الأطراف، بالإضافة إلى إجراء «اختبارات الدم» التي تكشف عن وجود مؤشرات على ضعف القلب، و«الأشعة السينية للصدر» لمعرفة ما إذا كان هناك احتقان في الرئتين، كما يلجأ الأطباء إلى «تخطيط القلب الكهربائي» و«تخطيط صدى القلب» لتقييم كفاءة عضلة القلب وحركة الصمامات.

طرق العلاج والسيطرة على الحالة

يعتمد علاج قصور القلب الاحتقاني على مزيج من الأدوية وتغيير نمط الحياة، وتشمل الأدوية «مدرات البول» لتقليل احتباس السوائل، و«مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» التي تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتخفيف العبء عن القلب، و«حاصرات بيتا» التي تحسن من أداء عضلة القلب، إضافة إلى أدوية أخرى لضبط ضغط الدم أو علاج مشاكل الصمامات، أما من حيث نمط الحياة، فيجب تقليل استهلاك الملح، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والامتناع عن التدخين والكحول، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي مثل تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب أو زراعة القلب.

الوقاية من قصور القلب الاحتقاني

الوقاية تعتمد بشكل أساسي على الحفاظ على صحة القلب من البداية، وهذا يشمل «اتباع نظام غذائي متوازن» غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وقليل الدهون المشبعة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والسيطرة على الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والمتابعة الطبية الدورية خاصة لمن لديهم عوامل خطر، كما أن الابتعاد عن التدخين وتقليل التوتر النفسي يلعبان دورًا مهمًا في الوقاية.

قصور القلب الاحتقاني ليس حكمًا نهائيًا على حياة المريض، بل يمكن التعايش معه والسيطرة على أعراضه إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع خطة علاجية مناسبة، «الوعي بالأعراض وأسباب هذه الحالة هو الخطوة الأولى للحفاظ على صحة القلب» والتمتع بحياة أكثر نشاطًا وجودة.

تم نسخ الرابط