الأربعاء 05 نوفمبر 2025 الموافق 14 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«قرح الفراش».. تعرف على الأعراض المبكرة وكيفية تجنب المضاعفات

قرح الفراش
قرح الفراش

قرح الفراش تعد من أخطر المشكلات الصحية التي قد تواجه المرضى طريحي الفراش أو كبار السن الذين يلازمون السرير لفترات طويلة، إذ تظهر نتيجة الضغط المستمر على مناطق معينة من الجسم مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم في الجلد والأنسجة، وبالتالي تبدأ مرحلة تآكل الجلد وظهور جروح مؤلمة قد تتحول إلى التهابات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، وتُعرف «قرح الفراش» بأنها مشكلة صحية يمكن الوقاية منها بطرق متعددة إذا توفرت الرعاية الجيدة والمتابعة المستمرة.

ما هي قرح الفراش ولماذا تحدث؟

قرح الفراش هي جروح جلدية تتطور عندما يتعرض الجلد والأنسجة الموجودة تحته لضغط متواصل لفترة طويلة، ويؤدي هذا الضغط إلى منع تدفق الدم الطبيعي في تلك المنطقة، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف والتقرح، وعادة ما تظهر هذه القرح في مناطق الجسم التي تفتقر إلى طبقة دهنية سميكة مثل الكعبين والوركين وأسفل الظهر والكتفين، وتزداد خطورة قرح الفراش عند المرضى غير القادرين على الحركة مثل المصابين بالشلل أو كبار السن الذين يقضون ساعات طويلة في وضعية ثابتة، وهو ما يجعل التدخل المبكر في اكتشاف الأعراض أمرًا ضروريًا لحماية المريض.

الأعراض المبكرة لقرح الفراش

من المهم التعرف على «الأعراض المبكرة» لقرح الفراش حتى يتم التعامل معها بسرعة قبل أن تتفاقم الحالة، إذ تبدأ عادة بظهور احمرار في الجلد مع شعور المريض بألم أو حكة في المنطقة المصابة، وقد يصاحبها ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجلد مقارنة بما حوله، وفي بعض الحالات يشعر المريض بملمس قاسٍ أو مختلف في تلك المنطقة، وهذه العلامات المبكرة تُعد مؤشرًا واضحًا على بداية ظهور قرح تحتاج إلى عناية فورية، وإذا تم تجاهل هذه العلامات فقد تتطور القرح إلى جروح عميقة تصل إلى العضلات والعظام، وهو ما يجعلها أكثر خطورة.

مراحل تطور قرح الفراش

تمر قرح الفراش بعدة مراحل تبدأ بالاحمرار البسيط في الطبقة الخارجية للجلد ثم تتطور إلى جرح سطحي، ومع الإهمال تتحول إلى قرحة أعمق تصل إلى الأنسجة الدهنية والعضلات، وفي المراحل المتقدمة قد تصل القرح إلى العظام مسببة التهابات خطيرة يصعب علاجها، وكلما تم اكتشاف الحالة في مرحلة مبكرة زادت فرص الشفاء وسهولة العلاج، بينما تأخر التدخل الطبي قد يضاعف من المضاعفات ويعرض المريض لمخاطر تهدد حياته.

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بقرح الفراش

هناك عدة عوامل تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بقرح الفراش، مثل البقاء لفترات طويلة في السرير دون تغيير الوضعية، أو الجلوس على الكرسي المتحرك لساعات ممتدة، إضافة إلى سوء التغذية الذي يؤدي إلى ضعف الجلد وقلة مقاومته، كما أن الجفاف المستمر للجلد أو الرطوبة الزائدة نتيجة التعرق أو سلس البول من العوامل المساعدة على ظهور القرح، كذلك الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الأوعية الدموية تزيد من خطر الإصابة وتؤدي إلى بطء عملية الشفاء.

كيفية تجنب مضاعفات قرح الفراش

الوقاية من قرح الفراش تعتمد على اتباع مجموعة من الإجراءات البسيطة ولكنها فعالة، فالمريض يحتاج إلى «تغيير وضعية الجسم» بشكل منتظم لتقليل الضغط على المناطق المعرضة للخطر، كما يجب استخدام وسائد خاصة أو مراتب هوائية تقلل من شدة الضغط على الجلد، ويُعد الاهتمام بالنظافة الشخصية أمرًا جوهريًا للحفاظ على الجلد نظيفًا وجافًا، مع ترطيبه بشكل معتدل لتجنب الجفاف أو التشقق، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات التي تساعد في تقوية الجلد وتسريع عملية التئام الجروح، ولا بد من متابعة المريض بشكل يومي لملاحظة أي تغيرات في الجلد والتعامل معها فورًا.

علاج قرح الفراش في المراحل المبكرة

إذا تم اكتشاف قرح الفراش في مراحلها الأولى فإن العلاج يكون أكثر سهولة، حيث يعتمد على تنظيف المنطقة المصابة بعناية وإبقاء الجلد جافًا ونظيفًا، مع استخدام مراهم طبية تساعد على تجديد الأنسجة، كما أن الضمادات الطبية الخاصة بقرح الفراش تلعب دورًا مهمًا في حماية الجرح ومنع العدوى، وفي بعض الحالات يوصي الأطباء باستخدام المضادات الحيوية إذا ظهرت علامات التهاب، وكل ذلك إلى جانب ضرورة تغيير وضعية المريض باستمرار لتقليل الضغط على المنطقة المصابة.

مخاطر إهمال علاج قرح الفراش

إهمال علاج قرح الفراش قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، حيث يمكن أن تصاب القرح بعدوى بكتيرية تنتشر في الدم مسببة تسممًا خطيرًا، وقد تؤدي الالتهابات المزمنة إلى مشكلات في العظام والمفاصل، كما أن الألم الناتج عن القرح يضعف الحالة النفسية للمريض ويؤثر على جودة حياته بشكل كبير، لذلك فإن «التدخل المبكر» والمتابعة الطبية المستمرة هما خط الدفاع الأساسي لتجنب تلك المخاطر.

دور الأسرة ومقدمي الرعاية

يُعد دور الأسرة أو مقدمي الرعاية محوريًا في حماية المريض من قرح الفراش، فالمتابعة اليومية لحالة الجلد، والتأكد من تغيير وضعية المريض، وتقديم غذاء صحي متوازن، كلها خطوات أساسية لضمان سلامة المريض، كما أن توفير بيئة صحية نظيفة تساعد على سرعة التعافي، ووعي الأسرة بأهمية الوقاية يجعلهم شركاء أساسيين في رحلة العلاج.

«قرح الفراش» ليست مجرد جروح سطحية كما يظن البعض، بل هي مشكلة صحية معقدة قد تتطور بسرعة لتصبح تهديدًا خطيرًا على حياة المريض، ولكن الخبر الجيد أن الوقاية منها ممكنة إذا توفرت الرعاية السليمة والمتابعة المستمرة، فكلما تم التعرف على الأعراض المبكرة وبدأ العلاج في وقت مبكر، كلما زادت فرص التعافي وتجنب المضاعفات، وهنا تبرز أهمية وعي الأسرة والأطباء معًا لحماية المريض من هذه المشكلة وضمان راحته وسلامته.

تم نسخ الرابط