التحقيق مع بدرية طلبة في نقابة المهن التمثيلية بعد تصريحات مثيرة للجدل

قررت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، استدعاء الفنانة بدرية طلبة للتحقيق، وذلك على خلفية اللايف الذي خرجت به عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهت خلاله انتقادات حادة لبعض متابعيها.

وقالت بدرية في البث المباشر عبارات اعتبرها الكثيرون جارحة، حيث وصفت بعض التعليقات التي تتعرض لها بأنها «غيرة وحقد وحسد»، مؤكدة أن الفنانين يمثلون قيمة مضافة للبلد، بل وصل الأمر إلى وصفهم بأنهم «أسياد البلد»، وهو ما أثار غضبًا واسعًا لدى الجمهور.

تصريحات بدرية طلبة التي أشعلت الجدل

في التفاصيل، ظهرت بدرية طلبة في بث مباشر عبر حسابها على تطبيق «تيك توك»، وقالت: «المشخصاتية دي أشكالك بيوقفوها في الشارع وبيقولولها نتصور معاكي يا فنانة.. المشخصاتية دي بتشرف بلدها في أي دولة بتروحها.. دي غيرة وحقد وحسد على الفنانين عشان هما أسياد البلد».

هذه الكلمات كانت الشرارة التي أشعلت عاصفة من الانتقادات، إذ اعتبرها الكثيرون انتقاصًا من مكانة الجمهور، وإيحاءً بأن الفنانين يتعالون على الناس.

لايف آخر يزيد الأزمة

ولم تتوقف بدرية طلبة عند هذا الحد، بل خرجت في لايف آخر، استكملت خلاله الهجوم على متابعيها. 

وقالت: «بتشوفونا في الشارع تقولولنا عايزين تتصوروا معانا ليه؟ أنا قاعدة في فيلتي والبسين ورايا، واللي بيطبل بيكون محتاج، أنا مش محتاجة، ووفاء عامر قاعدة في فيلتها.. قاهركوا إننا بنمثل ومعانا ملايين وبرضه بندخل التيك توك نجيب فلوس؟».

هذا المقطع زاد من حدة الغضب الجماهيري، خصوصًا مع شعور قطاع كبير من المتابعين بأن تصريحات بدرية تحمل استعلاءً وإهانة للجمهور الذي يعد أساس نجاح الفنان.

رد فعل الجمهور

فور انتشار تلك التصريحات، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة، عبّر خلالها الجمهور عن استيائه من وصف الفنانين بـ«أسياد البلد». واعتبر البعض أن هذا الكلام يتنافى مع القيم المجتمعية، ويعكس صورة غير لائقة عن دور الفن والفنان.

وطالب آخرون النقابة بالتدخل السريع لوقف مثل هذه التجاوزات، خاصة أن الفنانين يمثلون واجهة لمصر أمام العالم، وأي تصريح مسيء يمكن أن يؤثر على صورة الفن المصري.

موقف نقابة المهن التمثيلية

استجابت نقابة المهن التمثيلية سريعًا، وقررت برئاسة الدكتور أشرف زكي تحويل بدرية طلبة للتحقيق. 

وأكدت النقابة أن الفنانين يحملون مسؤولية كبيرة، ولا يجوز لهم استخدام منصاتهم للتقليل من شأن الجمهور أو الإساءة إليه.

وقال أشرف زكي في بيان رسمي: «أيها الفنانون وأيتها الفنانات، يا من تحملون مشاعل الإبداع وروح الجمال، نخاطبكم اليوم من منطلق محبة وتقدير، ومن حس وطني واجتماعي، وإدراكًا لدوركم المركزي بوصفكم القوى الناعمة التي تؤثر في العقول وتحرك المشاعر وتصوغ وجدان الأجيال».

الفن بين المسؤولية والشهرة

وأضاف نقيب الممثلين: «لقد كان الفن عبر العصور مرآةً للمجتمع، وضميرًا للناس، وصوتًا للثقافة والهوية. وكان الفنان، ولا يزال، رمزًا للمسؤولية قبل أن يكون رمزًا للشهرة. 

ومن هنا فإننا نناشدكم ألا يُساء استخدام هذا الدور العظيم، وألا يُمس بالمبادئ التي يقوم عليها مجتمعنا أو تُهَّمش القيم التي نشأنا عليها، والتي تمس كل نسيج هذا الوطن وركائزه الأخلاقية والثقافية».

أهمية ضبط الخطاب على السوشيال ميديا

تأتي هذه الواقعة لتفتح ملفًا أكبر يتعلق باستخدام الفنانين لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت هذه المنصات وسيلة مباشرة للتواصل مع الجمهور، لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى أداة تهدد صورة الفنان إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

ويرى خبراء الإعلام أن ما قالته بدرية طلبة مثال واضح على خطورة الانفعال عبر البث المباشر، إذ إن أي كلمة غير محسوبة يمكن أن تتحول إلى أزمة كبيرة تسيء للفنان وللمجتمع ككل.

هل يواجه الفن أزمة ثقة مع الجمهور؟

الأزمة الأخيرة أثارت نقاشًا واسعًا حول علاقة الفنان بالجمهور. فبينما يرى البعض أن الفنان حر فيما يقول ويفعل، يؤكد آخرون أن للفنان مسؤولية أخلاقية وثقافية، وأن مكانته لا تأتي من الشهرة أو المال فقط، بل من قدرته على أن يكون صوتًا يعبر عن الناس لا فوقهم.

تبقى أزمة بدرية طلبة جرس إنذار للفنانين بضرورة الانتباه لكل كلمة تخرج منهم عبر السوشيال ميديا.

فالجمهور هو الركيزة الأساسية لنجاح أي فنان، وأي مساس به يعني فقدان الثقة، وهو ما قد يؤثر على مستقبل الفنان نفسه.

 وبينما تستعد النقابة للتحقيق في الواقعة، يبقى السؤال مطروحًا: هل تكون هذه الأزمة نقطة تحول في تعامل الفنانين مع الجمهور؟