لا تتجاهل الأعراض .. تعرف على أسباب «آلام الركبة» أثناء المشي والصعود

أعراض لا يجب تجاهلها، فقد تكون «آلام الركبة» أثناء المشي أو الصعود إشارة إلى مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة وعلاج، فالكثيرون يعانون من «آلام» الركبة في مختلف الأعمار، ولا يقتصر الأمر على كبار السن فقط، بل قد تصيب الشباب والرياضيين وحتى الأطفال، ومع أن بعض «الآلام» قد تكون مؤقتة نتيجة إجهاد بسيط، إلا أن استمرارها أو تكرارها يفرض البحث عن أسبابها لتفادي مضاعفات قد تصل إلى صعوبة الحركة أو الحاجة إلى تدخل جراحي.

أسباب شائعة لآلام الركبة

تتعدد أسباب «آلام الركبة» حيث يمكن أن تكون ناجمة عن إصابات في الأربطة مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي، وهو من الإصابات المنتشرة بين الرياضيين، كما أن التهاب الأوتار حول الركبة من الأسباب المؤلمة التي تحد من الحركة وتسبب تورمًا، إضافة إلى ذلك فإن خشونة المفاصل أو تآكل الغضاريف تعد من أبرز العوامل التي تزيد من شدة «الآلام» مع التقدم في العمر أو الإفراط في استخدام المفصل بشكل خاطئ.

آلام نتيجة الإجهاد اليومي

من أبرز ما يواجهه كثيرون هو الشعور بـ «آلام» الركبة عند صعود السلم أو المشي لمسافات طويلة، وغالبًا ما يرجع ذلك إلى ضعف العضلات الداعمة حول المفصل أو زيادة الوزن التي تضغط على الركبة بشكل مفرط، كما أن ممارسة الأنشطة اليومية دون تمارين تقوية أو إحماء قد تؤدي إلى إجهاد المفصل وتفاقم الألم، وبالتالي فإن العناية باللياقة البدنية وتجنب الجلوس لفترات طويلة من دون حركة يعدان من الوسائل الأساسية لتقليل هذه «الآلام».

أمراض مرتبطة بآلام الركبة

لا يمكن إغفال أن هناك أمراضًا مزمنة قد تكون وراء استمرار «آلام الركبة»، مثل الروماتويد المفصلي أو النقرس، حيث يؤدي تراكم حمض اليوريك إلى التهابات في المفصل تزيد من حدة الألم والتورم، كما أن هشاشة العظام تعتبر سببًا مهمًا لضعف المفاصل وتعرضها للإصابات بسهولة، وهذه الحالات تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وتشخيص واضح لتحديد العلاج المناسب.

العوامل المساعدة على تفاقم الآلام

هناك عدة عوامل تزيد من خطورة «آلام الركبة»، منها الوزن الزائد الذي يمثل ضغطًا مباشرًا على المفاصل، وأيضًا ارتداء أحذية غير مناسبة أثناء المشي أو ممارسة الرياضة، فضلًا عن إهمال التمارين الرياضية التي تحافظ على مرونة المفصل، كل هذه العوامل تجعل الألم أكثر شدة وتؤخر التعافي، لذلك فإن تغيير نمط الحياة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين المناسبة يقلل من احتمالية تفاقم هذه «الآلام».

وسائل علاج آلام الركبة

علاج «آلام الركبة» يختلف باختلاف السبب، ففي الإصابات الطفيفة يمكن الاعتماد على الراحة وتناول المسكنات واستخدام كمادات الثلج لتقليل التورم، أما في الحالات المتقدمة فيلجأ الأطباء إلى الحقن الموضعية مثل حقن الكورتيزون أو الحقن بمادة الهيالورونيك التي تساعد على تحسين حركة المفصل، وفي بعض الحالات التي تتفاقم فيها المشكلة قد يكون التدخل الجراحي أو استبدال المفصل هو الحل الأخير لتخفيف «الآلام» واستعادة القدرة على الحركة.

متى تستشير الطبيب؟

من المهم عدم تجاهل الأعراض، فزيارة الطبيب تصبح ضرورة إذا استمرت «آلام الركبة» لعدة أسابيع أو إذا صاحبها تورم شديد أو صعوبة في الحركة أو سماع صوت فرقعة داخل المفصل، لأن هذه العلامات قد تدل على إصابات خطيرة تحتاج إلى علاج عاجل، كما أن التشخيص المبكر يساعد على تجنب المضاعفات ويحمي المفصل من التلف المستمر.

«آلام الركبة» ليست مجرد مشكلة بسيطة يمكن التغاضي عنها، بل هي عرض قد يخفي وراءه إصابات أو أمراضًا تحتاج إلى رعاية طبية، ومع أن بعض «الآلام» قد تزول بالراحة والعناية الجيدة، إلا أن الأعراض المستمرة تتطلب تدخلًا متخصصًا، لذلك من الضروري أن يهتم الشخص بصحته، وأن يحرص على الحفاظ على وزن مناسب، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واستشارة الأطباء عند الحاجة، لأن الوقاية خير من العلاج.