غدا الأحد.. الأوقاف تعلن إقامة «صلاة الخسوف» بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية

الخسوف حدث كوني نادر يشد أنظار الناس إلى السماء ويثير في القلوب مشاعر الخشوع والرهبة، وقد أعلنت وزارة الأوقاف إقامة «صلاة الخسوف» غدًا الأحد في جميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، وذلك حرصًا على إحياء سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الظواهر الكونية، حيث أكدت الوزارة أن إقامة الصلاة في هذا التوقيت تجسد دور المساجد في نشر الهدي النبوي وربط المصلين بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
دور وزارة الأوقاف في إحياء سنة الخسوف
وزارة الأوقاف أوضحت أن صلاة «الخسوف» ستقام مساء الأحد في المساجد الكبرى بمختلف المحافظات، وقد كلفت الوزارة المديريات الإقليمية بمتابعة وتنظيم الصلاة في وقتها المحدد، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رسالتها في تفعيل دور المساجد باعتبارها منارات لنشر الهدي النبوي وتعزيز الارتباط بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن إقامة صلاة الخسوف في هذا التوقيت تمثل دعوة للناس إلى التفكر في آيات الله الكونية والتقرب إليه بالعبادة والخشوع.
كيفية أداء صلاة الخسوف
صلاة «الخسوف» سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أداها بنفسه حين وقع الخسوف في زمانه، وهي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان بالفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم مع ركوعين وسجدتين، ويُسن أن تكون القراءة جهرًا وأن تطول القراءة والركوع والسجود، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطال في هذه الصلاة ليشعر المصلون بعظمة هذا الحدث الكوني، كما أن هذه الصلاة تذكير للمسلمين بضرورة اللجوء إلى الله عند وقوع الظواهر التي لا يد للبشر فيها.
رسالة الخسوف في حياة المسلمين
وزارة الأوقاف شددت على أن إقامة صلاة الخسوف ليست مجرد أداء عبادة وإنما هي فرصة لإحياء المعاني الإيمانية وتعزيز وعي المسلمين بأن هذه الظواهر الكونية هي آيات من آيات الله، فالخسوف يذكر الإنسان بقدرة الخالق وبأنه لا شيء في الكون يحدث مصادفة بل كله بتقدير وحكمة، لذا فإن صلاة الخسوف تدعو المسلمين إلى الجمع بين العبادة والتفكر في خلق الله، فيدركوا أن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار وأن النجاة تكون بالقرب من الله واتباع سنة نبيه.
الخسوف بين العلم والدين
يرى العلماء أن ظاهرة «الخسوف» يمكن تفسيرها علميًا على أنها حجب ضوء الشمس عن القمر بسبب وقوع الأرض بينهما، إلا أن الإسلام أضاف لهذه الظاهرة بعدًا روحانيًا حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة والدعاء عند وقوعها، وهذا الجمع بين التفسير العلمي والمعنى الديني يعكس شمولية رسالة الإسلام التي تدعو إلى العلم والتفكر مع أداء العبادات، ولذلك تحرص وزارة الأوقاف في كل مرة يحدث فيها الخسوف على إقامة الصلاة وتعريف الناس بأهميتها.
دعوة للتأمل والخشوع أثناء الخسوف
إقامة صلاة الخسوف في المساجد الكبرى لا تقتصر على أداء شعيرة دينية فقط بل هي رسالة مفتوحة للناس جميعًا كي يتأملوا في عظمة الكون وفي تقلباته، فالخسوف حدث يذكرنا بأن هناك قوة أكبر من كل ما نراه وأن الإنسان مهما بلغ من علم وتقدم يبقى عاجزًا أمام آيات الله، لذلك فإن صلاة الخسوف دعوة إلى التواضع والإنابة إلى الله، ومن هنا فإن مشاركة المسلمين في هذه الصلاة في مختلف المساجد الكبرى غدًا الأحد تعد تجديدًا للعهد مع الله واستحضارًا لمعاني الإيمان.
دور المساجد في نشر سنة الخسوف
وزارة الأوقاف أكدت أن المساجد الكبرى ستفتح أبوابها أمام المصلين لإقامة صلاة الخسوف في أجواء إيمانية وخاشعة، مشيرة إلى أن هذه المساجد ليست مجرد أماكن للعبادة بل مراكز لنشر الوعي وتثقيف المجتمع دينيًا وروحيًا، فمن خلال إقامة صلاة الخسوف يتم توجيه رسالة بأن المساجد ستبقى دائمًا محاضن للإيمان ومراكز لإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وربط الناس بآيات الله الكونية.
الخسوف كرسالة إيمانية للمجتمع
لا شك أن الخسوف بما يحمله من رهبة وجلال هو تذكرة بقدرة الله وعظمته، وصلاة الخسوف التي دعت إليها وزارة الأوقاف غدًا الأحد تمثل تذكيرًا بأن هذه الظواهر ليست مجرد أحداث فلكية بل هي آيات تستوجب الخشوع والعبادة، لذا فإن الخسوف سيكون غدًا فرصة جديدة للمسلمين كي يجددوا علاقتهم بالله ويكثروا من الدعاء والاستغفار ويتأملوا في عظمة الخالق، وبذلك يتحقق الهدف الذي تسعى إليه وزارة الأوقاف وهو الجمع بين العبادة والتفكر وإحياء سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.