الخميس 11 سبتمبر 2025 الموافق 19 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الكورتيزول هرمون التوتر الصامت.. كيف يدمر جسدك ويعجل بالشيخوخة دون إنذار

ارتفاع الكورتيزول
ارتفاع الكورتيزول

الكورتيزول هرمون التوتر الصامت.. كيف يدمر جسدك ويعجل بالشيخوخة دون إنذار، هذا العنوان يعكس واحدة من أهم الحقائق الطبية التي يتحدث عنها الأطباء والخبراء باستمرار، فهرمون «الكورتيزول» هو الهرمون الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي لمواجهة الضغوط والتوتر، إلا أن المشكلة تكمن في ارتفاعه بشكل مزمن ومستمر، مما يحول دوره من عنصر منظم لآليات الجسم إلى عامل مدمر يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية بشكل تدريجي وصامت.

ما هو الكورتيزول ولماذا يسمى هرمون التوتر

الكورتيزول هو هرمون تنتجه الغدة الكظرية التي تقع فوق الكلى، ويعمل بشكل أساسي على تنظيم استجابة الجسم للتوتر والضغط العصبي، فعندما يواجه الإنسان مواقف صعبة أو خطرة يقوم الكورتيزول بزيادة مستويات الطاقة عبر رفع مستوى السكر في الدم، كما يحفز المخ والجهاز العصبي على الاستجابة بسرعة، لذلك فهو يعد مهمًا للبقاء على قيد الحياة، لكن ارتفاع الكورتيزول بشكل متواصل يجعل الجسم في حالة استنفار دائم مما يؤدي إلى استنزاف الأجهزة الحيوية.

الكورتيزول وتأثيره على الجهاز المناعي

أحد أبرز الآثار السلبية لارتفاع «الكورتيزول» هو إضعاف الجهاز المناعي، فبينما يساعد في حالات الطوارئ على تقليل الالتهابات، فإن ارتفاعه المزمن يؤدي إلى العكس تمامًا حيث تصبح المناعة أقل قدرة على مقاومة العدوى، ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما أن الجروح تلتئم بشكل أبطأ ويزداد خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة.

الكورتيزول وعلاقته بالشيخوخة المبكرة

يرتبط ارتفاع الكورتيزول بشكل وثيق مع ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، حيث يساهم في تكسير الكولاجين والإيلاستين وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة وشباب البشرة، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة، كما أن «الكورتيزول» يعجل من فقدان مرونة الجلد ويزيد من فرص ظهور الشعر الأبيض المبكر، وهذا ما يجعل العلماء يصفونه بالهرمون الذي يسرع من عجلة الشيخوخة.

الكورتيزول وتأثيره على النوم

من المعروف أن النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية والجسدية، إلا أن ارتفاع الكورتيزول يعيق هذه العملية، حيث يؤدي إلى الأرق وصعوبة الدخول في النوم العميق، ويجعل الشخص في حالة يقظة مستمرة، ومع قلة النوم ترتفع مستويات التوتر بشكل أكبر، مما يدخل الجسم في دائرة مغلقة من الإرهاق والتوتر المزمن، وهذا الأمر يضعف التركيز ويؤثر على الذاكرة ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية.

الكورتيزول وزيادة الوزن

أحد التأثيرات المقلقة لارتفاع الكورتيزول هو ارتباطه بزيادة الوزن، حيث يحفز هذا الهرمون الجسم على تخزين الدهون خاصة في منطقة البطن، كما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية، وهذا يؤدي إلى السمنة التي ترتبط بدورها بمشاكل صحية خطيرة مثل السكري وأمراض القلب، وبالتالي فإن ارتفاع الكورتيزول لا يضر فقط بمظهر الجسم بل يزيد من مخاطر الأمراض المزمنة.

الكورتيزول والصحة النفسية

لا يتوقف تأثير الكورتيزول عند الصحة الجسدية فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية، فارتفاع مستوياته يرتبط بزيادة القلق والاكتئاب والتقلبات المزاجية، كما يقلل من القدرة على التحكم في الغضب، ويضع الشخص في حالة توتر دائم، ومع مرور الوقت قد يؤثر ذلك على العلاقات الاجتماعية ويزيد من العزلة والشعور بالضغط النفسي المستمر.

كيف يمكن السيطرة على مستويات الكورتيزول

للحد من الآثار السلبية لارتفاع الكورتيزول، ينصح الأطباء بمجموعة من الاستراتيجيات الطبيعية، من بينها ممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي أو اليوغا التي تساعد على خفض التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم المنتظم، وتناول نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه، كما أن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق تساعد على تقليل إنتاج الكورتيزول، بالإضافة إلى ضرورة تقليل استهلاك الكافيين والابتعاد عن المواقف التي تثير القلق قدر الإمكان.

الكورتيزول بين الفائدة والضرر

من المهم الإشارة إلى أن الكورتيزول ليس هرمونًا ضارًا بشكل مطلق، فهو يلعب أدوارًا أساسية في تنظيم ضغط الدم ومستويات الطاقة والتوازن الأيضي، لكن الخطر يكمن في ارتفاعه المزمن الذي يحول دوره من عنصر مفيد إلى عامل خطر، وبالتالي فإن التوازن هو المفتاح، حيث يجب أن تكون مستويات الكورتيزول في حدودها الطبيعية ليستفيد الجسم من فوائده دون أن يعاني من أضراره.

«الكورتيزول» هو هرمون يحمل وجهين متناقضين، فهو من جهة يساعد الجسم على مواجهة الضغوط، لكنه من جهة أخرى يتحول إلى عدو صامت يدمر الجسد ويعجل بالشيخوخة عند ارتفاعه المزمن، لذلك فإن الحفاظ على نمط حياة متوازن والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية يعدان الطريق الأمثل للسيطرة على هذا الهرمون، ومن ثم حماية الجسم من تأثيراته السلبية.

تم نسخ الرابط