الجمعة 12 سبتمبر 2025 الموافق 20 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تحذير عاجل من «الصحة العالمية» بشأن تفشي الكوليرا

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

الكوليرا أصبحت في الآونة الأخيرة محور تحذير عاجل من «الصحة العالمية» بعد تسجيل ارتفاع كبير في معدلات الإصابات والوفيات في عدد من الدول، ويأتي هذا التحذير بعد رصد موجات متتالية من تفشي «الكوليرا» في مناطق مختلفة حول العالم، حيث تؤكد البيانات أن «الكوليرا» ما زالت تمثل خطراً صحياً كبيراً يستدعي تحركاً عاجلاً من الحكومات والمؤسسات الصحية، ويشير الخبراء إلى أن «الكوليرا» تنتشر عادة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية للصرف الصحي ونقص إمدادات المياه النظيفة، الأمر الذي يضاعف من احتمالات انتقال العدوى بسرعة كبيرة بين السكان.

تحذيرات منظمة الصحة العالمية

أصدرت منظمة «الصحة العالمية» بياناً رسمياً تؤكد فيه أن مستوى الخطر المرتبط بتفشي «الكوليرا» مرتفع للغاية، وأشارت إلى أن العديد من الدول تواجه حالياً تحديات هائلة في احتواء هذا الوباء، كما شددت المنظمة على ضرورة تعزيز إجراءات الوقاية والمراقبة الصحية في جميع الدول، ولفتت إلى أن «الكوليرا» يمكن أن تؤدي إلى وفيات سريعة في حال عدم تلقي العلاج المناسب، وأوضحت أن الدعم الدولي والتنسيق بين الحكومات باتا أمراً حتمياً للسيطرة على انتشار «الكوليرا».

أسباب انتشار الكوليرا

تحدث خبراء الصحة عن أن تفشي «الكوليرا» يعود إلى تلوث المياه وسوء الصرف الصحي، حيث إن بكتيريا «الفيبريو كوليرا» تعيش في البيئات المائية الملوثة، وعند شرب المياه أو تناول الأطعمة الملوثة تنتقل العدوى إلى الإنسان، كما تسهم الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات في زيادة احتمالات انتشار «الكوليرا» بسبب اختلاط مياه الشرب بالمياه الملوثة، ويؤكد الأطباء أن سرعة الانتقال من شخص لآخر تجعل «الكوليرا» وباءً يصعب السيطرة عليه دون إجراءات صارمة.

أعراض الكوليرا ومخاطرها

تتمثل أبرز أعراض «الكوليرا» في الإسهال الحاد وفقدان السوائل بشكل كبير ما يؤدي إلى الجفاف الشديد، كما قد يصاب المريض بقيء مستمر وارتفاع في درجة الحرارة، وإذا لم يتلق المصاب العلاج الفوري قد يؤدي الجفاف إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة، ويشير الأطباء إلى أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لمخاطر «الكوليرا» بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم، ولهذا توصي الهيئات الصحية بضرورة الانتباه إلى أي علامات مبكرة قد تشير إلى الإصابة بـ«الكوليرا».

إجراءات الوقاية والسيطرة

تؤكد «الصحة العالمية» على أن الوقاية من «الكوليرا» تتطلب توفير مياه شرب آمنة وتحسين شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، كما تنصح بضرورة طهي الطعام جيداً وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة في الشوارع، وتشير التوصيات إلى أهمية التطعيم في المناطق عالية الخطورة حيث يساعد لقاح «الكوليرا» في تقليل احتمالات الإصابة، كما تدعو المنظمة الحكومات إلى نشر حملات توعية صحية توضح مخاطر «الكوليرا» وطرق الحماية منها.

دور الحكومات والمنظمات الدولية

تتحمل الحكومات والمنظمات الدولية مسؤولية كبرى في مواجهة تفشي «الكوليرا»، حيث يجب توفير الموارد المالية والتقنية لضمان وصول المياه النظيفة إلى جميع المجتمعات، كما يجب دعم المستشفيات والمراكز الصحية لتكون قادرة على استقبال أعداد كبيرة من المصابين، وتؤكد التقارير أن الاستثمار في البنية التحتية الصحية هو الحل الأمثل لمنع انتشار «الكوليرا» على المدى الطويل، كذلك يلعب الإعلام دوراً مهماً في توعية المواطنين بمخاطر «الكوليرا» وكيفية تجنب الإصابة بها.

أهمية التعاون المجتمعي

يعد التعاون المجتمعي عنصراً حاسماً في مكافحة «الكوليرا»، إذ ينبغي للسكان المحليين الالتزام بتعليمات النظافة والحفاظ على مصادر المياه من التلوث، كما يمكن للمؤسسات الأهلية والمنظمات غير الحكومية أن تسهم في توعية المجتمعات بضرورة الإبلاغ عن أي حالات إصابة بمرض «الكوليرا» لضمان سرعة التدخل الطبي، ويشدد الأطباء على أن وعي الأفراد هو خط الدفاع الأول أمام تفشي «الكوليرا».

أفق المستقبل في مواجهة الكوليرا

رغم خطورة الوضع الحالي إلا أن هناك أملاً في السيطرة على «الكوليرا» من خلال الجهود الدولية والتقنيات الحديثة في معالجة المياه والكشف المبكر عن المرض، وتعمل مراكز الأبحاث على تطوير لقاحات أكثر فعالية للوقاية من «الكوليرا»، كما تسعى المبادرات الصحية العالمية إلى توفير التمويل اللازم لدعم البلدان الأكثر تضرراً، ويرى المختصون أن استمرار هذه الجهود سيؤدي تدريجياً إلى تقليل حالات الإصابة والوفاة الناتجة عن «الكوليرا»، ليصبح العالم أكثر أماناً أمام هذا الوباء.

تحذير «الصحة العالمية» من تفشي «الكوليرا» يعد جرس إنذار لكل الحكومات والمجتمعات بضرورة الاستعداد والتصدي لهذا الخطر الداهم، فالتهاون في مواجهة «الكوليرا» قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، ومع التزام الأفراد بالإرشادات الصحية ودعم الحكومات للبنية التحتية يمكن الحد من انتشار «الكوليرا» وحماية الأرواح.

تم نسخ الرابط