الخطيب يودع الأهلي.. هل كان للوزير دور في القرار؟

شهدت الساحة الرياضية خلال الـ48 ساعة الماضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ النادي الأهلي، بعدما أعلن محمود الخطيب، رئيس القلعة الحمراء، اعتذاره عن عدم الترشح لولاية جديدة، مبررًا قراره بظروف صحية تمنعه من الاستمرار في منصبه.
لم تتوقف القصة عند البيان الرسمي، إذ سرعان ما تحولت إلى مادة مشتعلة للتكهنات بين من يراها استقالة اضطرارية لأسباب صحية، ومن يعتبرها اعتزال جاء بضغوط سياسية أو بسبب ملفات عالقة.
وزارة الرياضة ترد
ترددت أنباء حول ضغوط مورست من وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، لإبعاد الخطيب، لكن خرجت مصادر مطلعة داخل الوزارة لتنفي الأمر جملة وتفصيلًا.
وأكدت أن الوزير ليس له علاقة من قريب أو بعيد بقرار بيبو، مشيرة إلى أن الحديث عن خلافات بسبب قانون الرياضة الجديد أو ملفات مالية داخل الأهلي، لا يعدو كونه اجتهادات إعلامية غير دقيقة.
وأوضحت أن الوزارة بالفعل تلقت شكاوى من أعضاء بالجمعية العمومية للنادي، تخص عقد كولر وبعض التعاقدات، وهو ما استدعى تحركًا طبيعيًا بتشكيل لجنة لفحص الملفات المالية والإدارية إلا أن هذا الإجراء، يدخل في إطار الدور الرقابي الذي يمارسه الجهاز الإداري على كل الأندية والاتحادات، ولا يعني بأي حال استهداف الأهلي أو رئيسه.
رقابة الدولة وحق الجمعية العمومية
وشددت التوضيحات على أن دور وزارة الشباب والرياضة لا يتجاوز الرقابة المالية والإدارية، بهدف ضبط المنظومة الرياضية وتحقيق مبدأ الحوكمة، بينما يبقى القرار النهائي في بقاء أو رحيل مجالس الإدارات بيد الجمعيات العمومية للأندية.
مرتضى منصور يكشف كواليس رحيل الخطيب
أصدر المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الأسبق، بيانًا مطولًا عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، تناول فيه قراره بعدم الترشح لانتخابات الزمالك، مهاجمًا في الوقت نفسه وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وعددًا من الشخصيات الرياضية، بجانب الرد على بيان محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، الذي تضمن أسباب اعتذاره عن استكمال مشواره في رئاسة القلعة الحمراء.
مرتضى منصور يرد على بيان الخطيب
قال منصور إن ما جاء في بيان الخطيب الذي أعلن فيه اعتذاره عن استكمال مشواره في رئاسة الأهلي لا يعبر عن الأسباب الحقيقية، مشيرًا إلى أن المناخ الرياضي الحالي أصبح مليئًا بما وصفه بـ"الحقد والكراهية والمؤامرات"، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار الانسحاب من المشهد الانتخابي، احترامًا لنفسه وتاريخه.
وخلال البيان، أعاد منصور فتح ملفات قديمة، موضحًا أن خلافه مع وزير الشباب والرياضة يعود إلى سنوات مضت، حيث اتهمه بالتدخل في شؤون الرياضة عبر تعيين شخصيات بعينها، مثل حسين لبيب، في مواقع مؤثرة داخل الوسط الرياضي، كما أشار إلى أن صبحي كان وراء ما اعتبره محاولات متكررة لإبعاده عن الساحة، إلى جانب موقفه من فتح بعض الملفات الخاصة ببطولات الأهلي وقرارات لجنة الانضباط.
كما تناول منصور علاقته مع الكابتن محمود الخطيب، مشددًا على أن الأخير حاول مرارًا إقصاءه، لكنه في المقابل رفض الانسياق وراء ما وصفها بـالمؤامرات، مؤكدًا أن ما يربطه بجماهير الأهلي والزمالك أكبر من الخلافات.
وأضاف أن القانون الأخير الذي يمنع الترشح لأكثر من ثلاث دورات متتالية أثّر أيضًا على مستقبل الخطيب، ما يجعله بدوره ضحية لهذا التشريع، قبل تعديله من جانب الرئيس السيسي.
وتطرق منصور إلى بعض المواقف التي قال إنها تعكس "الكيل بمكيالين" في التعامل مع الأندية، مشيرًا إلى أنه لم ينس تجاهل حضوره في مناسبات كبرى، رغم مكانته ودوره في الزمالك، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا يحمل أي ضغينة شخصية، وإنما قرر الابتعاد حفاظًا على تاريخه وكرامته.
وفي ختام بيانه، شدد منصور على أنه اختار السلامة والهدوء على الدخول في صراعات جديدة، مؤكدًا أنه يحترم نفسه وجماهير الزمالك التي دعمته لسنوات طويلة، وأن انسحابه لا يعني فشله بل هو قرار اتخذه عن قناعة، ليبتعد عن أجواء وصفها بأنها لم تعد صالحة للعمل الرياضي الجاد.