سقوط أصحاب مخابز استغلوا البطاقات التموينية للاستيلاء على الدعم

في إطار جهود وزارة الداخلية لمكافحة جرائم التلاعب بالدعم وحماية حقوق المواطنين، تمكنت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية من توجيه ضربة قوية لشبكة تُدير أعمالاً غير مشروعة في محافظة بني سويف. 

فقد أسفرت حملة أمنية مُحكمة عن ضبط ثلاثة من أصحاب المخابز البلدية، بعد أن كشفت التحريات عن قيامهم بتجميع عدد هائل من البطاقات التموينية الذكية، في محاولة للاستيلاء على قيمة الدعم المخصص للمواطنين وتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المال العام. 

وتُعد هذه العملية خطوة هامة في مسيرة مكافحة الفساد الاقتصادي الذي يُؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر احتياجاً.

تحريات دقيقة تكشف عن شبكة للاستيلاء على الدعم

بدأت تفاصيل الواقعة بورود معلومات سرية إلى الإدارة العامة لشرطة التموين تُفيد بقيام ثلاثة من أصحاب المخابز البلدية في نطاق دائرة مركز شرطة الواسطى بمحافظة بني سويف، بجمع عدد كبير من البطاقات التموينية الذكية من المواطنين.

 لم يكن هذا التجميع بغرض صرف حصص الخبز للمواطنين، بل كان بهدف استغلالها بشكل غير قانوني، والقيام بعمليات صرف وهمية على ماكينات الصرف المخصصة، في نهاية كل شهر.

وقد أكدت التحريات أن المتهمين كانوا يستغلون حاجة بعض المواطنين ويقومون بإيهامهم بتقديم خدمة «صرف الخبز» بالنيابة عنهم، ثم يقومون بتخزين البطاقات واستخدامها لصرف كميات ضخمة من الخبز المدعم بشكل يومي دون وجود مستحقين. 

وتُمكنهم هذه العملية من الحصول على قيمة الدعم المالي المدفوع من الدولة لكل رغيف خبز، دون تحمل تكاليف إنتاجه أو تسليمه للمستفيدين الفعليين، مما يُدر عليهم أرباحًا طائلة بشكل غير مشروع.

عملية الضبط.. ضبط المتهمين متلبسين وبحوزتهم مئات البطاقات

عقب التأكد من صحة المعلومات، واستصدار إذن النيابة العامة، تم تشكيل فريق أمني مُكثف لاستهداف المخابز الثلاثة. 

وفي عملية مُباغتة، تمكنت القوات الأمنية من ضبط المتهمين الثلاثة داخل المخابز، أثناء ممارستهم لنشاطهم الإجرامي.

وخلال عملية الضبط، عُثر بحوزة المتهمين على كمية هائلة من البطاقات التموينية الذكية، بلغ عددها الإجمالي 909 بطاقات.

 تُعد هذه الكمية بمثابة دليل قاطع على حجم النشاط الإجرامي الذي كان يمارسه المتهمون، وتُؤكد على أنهم كانوا يُديرون شبكة مُنظمة تستهدف الاستيلاء على أموال الدعم المخصصة للمواطنين. 

كما عُثر على ماكينات صرف الخبز التي كانوا يستخدمونها لتنفيذ عمليات الصرف الوهمية. وقد اعترف المتهمون، بعد مواجهتهم بالأدلة، بارتكابهم الواقعة وتفاصيلها.

الاستيلاء على أموال الدولة.. كيف تتم سرقة الدعم من جيوب المواطنين؟

تُعد جريمة الاستيلاء على دعم الخبز من أخطر الجرائم الاقتصادية، حيث إنها لا تُؤثر فقط على المال العام، بل تُلحق ضررًا مباشرًا بالمواطنين. 

فمن خلال جمع البطاقات التموينية، يقوم أصحاب المخابز بتسجيل عمليات بيع خبز وهمية على ماكينة الصرف، وكأنهم قاموا ببيع الخبز لمئات المواطنين.

 وفي نهاية كل يوم، تقوم ماكينة الصرف بإرسال إجمالي عدد الأرغفة التي تم بيعها بشكل إلكتروني، ليقوم البنك بصرف قيمة الدعم المستحق لأصحاب المخابز.

وبذلك، يتحصل المتهمون على أموال الدعم دون إنتاج الخبز أو إيصاله لمستحقيه، مما يُؤدي إلى حرمان المواطنين من حقهم الأساسي في الحصول على الخبز المدعم، وخلق سوق سوداء في بعض المناطق، واستغلال حاجة الناس.

 وتُشكل هذه الجريمة خيانة للأمانة الملقاة على عاتقهم كأصحاب مخابز، مُكلفين بتوفير سلعة أساسية ومدعومة للمواطنين.

إجراءات قانونية رادعة.. مصير المتهمين والمواطنين المتضررين

تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين، حيث تم تحرير محضر بالواقعة وعرضهم على النيابة العامة المختصة التي تُباشر التحقيق. 

ومن المتوقع أن تُوجه النيابة للمتهمين تهمًا تتعلق بالاستيلاء على أموال الدعم، وتكوين شبكة إجرامية، والاتجار في السلع المدعومة.

 وتُعد هذه الجرائم من الجنايات التي تصل عقوبتها إلى السجن، بهدف تحقيق الردع العام والخاص.

أما فيما يخص البطاقات التموينية التي تم ضبطها، فسوف يتم فحصها وتحديد هوية أصحابها، ومن ثم سيتم تسليمها للجهات المعنية لضمان عدم حرمان المواطنين منها. 

وتؤكد الأجهزة الرقابية أن حملاتها ستستمر بشكل مُكثف على كافة المخابز لمنع أي تلاعبات جديدة، وضمان وصول الدعم الحكومي لمستحقيه الفعليين.