لماذا يبدو بطن الرضيع منتفخا؟ «دليل للأمهات الجدد»

يُعد «بطن الرضيع» المنتفخ من أكثر الأمور التي تثير قلق الأمهات الجدد، فالكثير من الأمهات يلاحظن أن بطن أطفالهن يبدو أكبر حجمًا من باقي الجسم، مما يجعلهن يتساءلن هل هذا طبيعي أم يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى استشارة الطبيب، في الحقيقة إن «بطن الرضيع» في الأشهر الأولى يكون مستديرًا وبارزًا قليلًا لأن عضلات البطن لم تكتمل قوتها بعد، ولأن الجهاز الهضمي للطفل ما زال في مرحلة التكيف مع عملية الرضاعة والهضم، ولهذا فإن شكل البطن لا يكون مؤشرًا مقلقًا في معظم الحالات طالما لا توجد علامات ألم أو تغير في سلوك الطفل أو لون جلده.
الخصائص الطبيعية لبطن الرضيع
إن «بطن الرضيع» الطبيعي يتميز بأنه ناعم ومرن عند اللمس، وقد يبرز قليلًا بعد الرضاعة مباشرة بسبب امتلاء المعدة بالحليب، وغالبًا ما يعود إلى حجمه الطبيعي بعد فترة قصيرة، كما أن ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة أو البكاء يسبب تراكم الغازات في الأمعاء مما يجعل البطن أكثر انتفاخًا مؤقتًا، وهذا لا يعد أمرًا خطيرًا بل هو من العلامات الشائعة التي يمر بها جميع الأطفال تقريبًا، ولهذا يُنصح الأهل دائمًا بضرورة مساعدة الطفل على التجشؤ بعد كل رضعة لتقليل كمية الهواء التي يبتلعها والتي تسبب هذا الانتفاخ البسيط.
أسباب شائعة لانتفاخ بطن الرضيع
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى بروز أو انتفاخ «بطن الرضيع»، ولعل أبرزها الغازات الناتجة عن الرضاعة السريعة أو عدم وضعية الطفل الصحيحة أثناء الرضاعة، كما أن استخدام الحليب الصناعي في بعض الأحيان قد يسبب صعوبة في الهضم لاحتوائه على بروتينات مختلفة عن الموجودة في حليب الأم، كذلك يُعد الإمساك من الأسباب الشائعة التي تجعل «بطن الرضيع» يبدو منتفخًا لأن البراز المتراكم داخل الأمعاء يمنع خروج الغازات، ومن الأسباب الأخرى الحساسية من بروتين الحليب أو «اللاكتوز» التي تظهر عند بعض الأطفال مسببة مغصًا وانتفاخًا واضحًا، بالإضافة إلى أن عدم نضج الجهاز الهضمي يجعل عملية الإخراج غير منتظمة في الأشهر الأولى مما يؤدي إلى تراكم الهواء داخل البطن.
متى يكون انتفاخ بطن الرضيع طبيعيًا؟
من المهم أن تعرف الأم متى يكون انتفاخ «بطن الرضيع» طبيعيًا ولا يستدعي القلق، ففي أغلب الأحيان يكون الانتفاخ مؤقتًا ويزول من تلقاء نفسه عندما يتجشأ الطفل أو يتبرز، طالما أن الرضيع يتغذى جيدًا ويزيد وزنه ويبدو نشيطًا ومبتسمًا فكل شيء طبيعي، وقد يلاحظ الأهل أن البطن يبرز أكثر بعد الرضاعة وهذا نتيجة امتلاء المعدة الصغيرة للحليب، أو عند الاستلقاء حيث تدفع الجاذبية الأعضاء للأمام فيبدو البطن أكبر قليلًا، هذه المظاهر لا تحتاج إلى تدخل طبي طالما لم يرافقها أعراض أخرى كالألم أو القيء أو صعوبة التنفس.
علامات تستدعي القلق واستشارة الطبيب
في بعض الحالات قد يشير انتفاخ «بطن الرضيع» إلى مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة، مثل إذا كان البطن صلبًا جدًا عند اللمس أو إذا كان الانتفاخ مصحوبًا ببكاء مستمر وألم واضح عند الضغط على البطن، أو في حال توقف الطفل عن الإخراج لأكثر من يومين إلى ثلاثة أيام، كذلك إذا لاحظت الأم تغير لون جلد البطن إلى الشحوب أو الزرقة، أو وجود تورم في السرة أو في إحدى الجهات بشكل غير متماثل، فهذه مؤشرات قد تدل على وجود فتق أو انسداد معوي أو التهابات داخلية، لذلك من المهم في هذه الحالات مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحص اللازم والتأكد من السبب.
طرق طبيعية لتخفيف انتفاخ بطن الرضيع
يمكن للأم أن تساعد في تخفيف انتفاخ «بطن الرضيع» بطرق بسيطة في المنزل، مثل وضع الطفل على بطنه لبضع دقائق يوميًا لتحفيز حركة الأمعاء، أو تدليك البطن بحركات دائرية خفيفة باستخدام راحة اليد في اتجاه عقارب الساعة مما يساعد في إخراج الغازات وتخفيف المغص، كما يمكن ثني ساقي الطفل برفق نحو البطن أثناء الاستلقاء فيساعد ذلك على طرد الهواء الزائد من الأمعاء، وينصح الأطباء أيضًا بتقليل الهواء الذي يبتلعه الطفل أثناء الرضاعة عبر التأكد من أن فمه يغطي الحلمة بالكامل في حالة الرضاعة الطبيعية، أو استخدام زجاجة ذات صمام هوائي في حالة الرضاعة الصناعية، فكل هذه الطرق البسيطة تساعد في جعل «بطن الرضيع» أكثر راحة وتقلل من الانتفاخ.
التغذية ودورها في راحة بطن الرضيع
تلعب التغذية دورًا كبيرًا في تقليل انتفاخ «بطن الرضيع»، فالأم التي تُرضع طبيعيًا يجب أن تراقب نظامها الغذائي لأن بعض الأطعمة مثل البقوليات والملفوف والمشروبات الغازية قد تنتقل آثارها إلى الحليب وتسبب الغازات للطفل، أما في حالة الرضاعة الصناعية فيُفضل استشارة الطبيب لتحديد نوع الحليب الأنسب الذي لا يسبب انتفاخًا أو إمساكًا، كما يجب عدم المبالغة في كميات الحليب المقدمة في كل رضعة لأن المعدة الصغيرة لا تتحمل الزائد، ويُستحسن الالتزام بجدول منتظم للرضاعة لتجنب اضطرابات الهضم.
العناية اليومية ببطن الرضيع
من الجيد أن تعتاد الأم على مراقبة «بطن الرضيع» يوميًا أثناء تغيير الحفاض أو الاستحمام، فملاحظة أي تغير في شكل البطن أو حجمه تساعد في اكتشاف المشكلات مبكرًا، ويجب أن تتجنب الأم استخدام أي أعشاب أو أدوية دون استشارة الطبيب لأن الجهاز الهضمي للطفل حساس جدًا في هذه المرحلة، كما يجب الاهتمام بإعطاء الطفل كميات كافية من السوائل في حال سمح الطبيب بذلك للحفاظ على حركة الأمعاء الطبيعية، ولا مانع من مراجعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من نمو الطفل وصحة جهازه الهضمي، فكل هذه الخطوات تمنح الأم طمأنينة أكبر حول سلامة «بطن الرضيع» وصحته العامة.
انتفاخ «بطن الرضيع» في أغلب الأحيان أمر طبيعي وشائع بين الأطفال في الأشهر الأولى، وهو نتيجة طبيعية لتطور الجهاز الهضمي وتغيراته المستمرة، لكن الانتباه للتفاصيل الصغيرة والتصرف بحكمة عند ظهور علامات غير معتادة هو ما يميز الأم الواعية، لذا فإن «المتابعة الدقيقة» و«الفهم الصحيح» لطبيعة جسم الطفل يساعدان في تجنب القلق الزائد وضمان راحته وسلامته.