موعد افتتاح «حديقة الحيوان بالجيزة» بعد التطوير الشامل

حديقة الحيوان في الجيزة تعود من جديد لتتألق بعد تطوير شامل طال جميع أركانها، إذ ينتظر المواطنون «موعد افتتاح حديقة الحيوان» بفارغ الصبر بعد انتهاء أعمال التجديد التي حوّلتها إلى وجهة ترفيهية عالمية ومعلم حضاري يعكس تاريخ مصر العريق في مجال الحدائق العامة، وتعد «حديقة الحيوان» من أقدم الحدائق في المنطقة العربية وإفريقيا، حيث ارتبط اسمها بذكريات الطفولة والزيارات العائلية والمناسبات القومية، ومع إعادة تطويرها ودمجها مع «حديقة الأورمان» المجاورة، أصبحت التجربة المرتقبة أكثر شمولًا وجاذبية.
«أعمال تطوير حديقة الحيوان في الجيزة»
بدأت خطة التطوير الشاملة لـ«حديقة الحيوان» بجهود مكثفة من الدولة بالتعاون مع شركات متخصصة وخبراء عالميين في تصميم الحدائق والبيئات الطبيعية للحيوانات، حيث تم العمل على إعادة تنظيم المسارات الداخلية والممرات لتسهيل حركة الزوار، كما شملت الخطة تحديث البيوت الخاصة بالحيوانات وإعادة توزيعها وفق أساليب حديثة تحاكي بيئاتها الأصلية، مع التركيز على الحفاظ على «المعالم التاريخية» الثمانية التي تشكل جزءًا من هوية الحديقة القديمة.
وتتضمن تلك المعالم التاريخية «كوبري إيفل» الذي يعود إلى الحقبة الخديوية و«القاعة اليابانية» التي تُعد تحفة معمارية نادرة، بالإضافة إلى «القاعة الملكية» التي كانت مخصصة لاستقبال الضيوف من الشخصيات الرفيعة في الماضي، فضلًا عن «جزيرة الشاي» و«الجبلاية» و«المتحف الحيواني» الذي يضم مئات العينات النادرة، وقد تم ترميمها جميعًا لتستعيد «حديقة الحيوان» رونقها التراثي مع لمسة عصرية تواكب التطور العالمي.
«ربط حديقة الحيوان بحديقة الأورمان»
من أبرز ملامح المشروع الجديد هو ربط «حديقة الحيوان» بـ«حديقة الأورمان» عبر نفق حديث التصميم، مما يتيح للزوار التنقل بينهما بسهولة، ليعيشوا تجربة متكاملة تجمع بين الحياة البرية والطبيعة النباتية الخلابة، إذ أصبحت المساحتان بمثابة متنفس بيئي ضخم في قلب الجيزة، يسمح للعائلات بالاستمتاع بجولات ممتدة داخل الحديقتين، مع الحفاظ على النسيج الطبيعي والتراثي لكليهما.
ويأتي هذا الدمج في إطار خطة شاملة لتطوير «حديقة الحيوان» وتحويلها إلى مركز ترفيهي وتعليمي في الوقت ذاته، بحيث تجمع بين السياحة البيئية والتثقيف حول عالم الحيوانات والنباتات، وهو ما يجعلها مشروعًا فريدًا يضع مصر ضمن الدول الرائدة في هذا المجال.
«موعد افتتاح حديقة الحيوان بعد التطوير»
يتساءل المواطنون يوميًا عن موعد افتتاح «حديقة الحيوان» بعد اكتمال مراحل التطوير، وقد أعلنت الجهات المسؤولة أن الافتتاح الرسمي لن يتم قبل عام 2026، وذلك بعد الانتهاء الكامل من جميع المرافق واعتماد المشروع من قبل «الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان» الذي يشرف على عمليات التطوير ويُقيّم جاهزية الحيوانات والمناطق المخصصة لها، لضمان تشغيل آمن وتجربة ترفيهية متكاملة للزوار.
وأكدت الشركة القائمة على المشروع أن جميع مراحل التطوير تمت وفق أعلى المعايير الدولية، بالتعاون مع نخبة من الاستشاريين والمتخصصين في تصميم حدائق الحيوانات حول العالم، لضمان توفير بيئة مناسبة للحيوانات وتقديم تجربة مميزة للزائرين، مع الحفاظ على الطابع التاريخي الذي اشتهرت به «حديقة الحيوان» منذ إنشائها.
«هوية جديدة تجمع بين الأصالة والحداثة»
تهدف خطة التطوير إلى تقديم نموذج جديد لحديقة تجمع بين الأصالة التاريخية واللمسة الحديثة، حيث سيتم إنشاء مسارات تعليمية للأطفال ومنصات عرض تفاعلية تتيح لهم التعرف على أنواع الحيوانات والطيور والنباتات بطريقة علمية ممتعة، كما سيتم توفير مناطق ترفيهية ومطاعم ومقاهٍ صديقة للبيئة، مما يجعل «حديقة الحيوان» مشروعًا متكاملًا يجمع بين السياحة والتعليم والاستجمام.
ولم تغفل الخطة الحفاظ على الأشجار والنباتات التاريخية التي تتميز بها «حديقة الحيوان»، إذ تضم أكثر من ثلاثة آلاف شجرة بعضها نادر الوجود عالميًا، كما سيتم إنشاء نظام ري ذكي للحفاظ على المساحات الخضراء وتقليل استهلاك المياه، مع توفير مناطق ظل ومسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة لضمان تجربة مريحة وشاملة للجميع.
«أقدم حديقة في العالم العربي»
تُعد «حديقة الحيوان» بالجيزة من أقدم الحدائق في العالم، فقد تم تأسيسها في عهد الخديو إسماعيل عام 1891 لتكون منارة للجمال الطبيعي وموطنًا للحيوانات من مختلف القارات، وهي اليوم ثالث أقدم حديقة حيوان في العالم بعد حدائق لندن وباريس، وتبلغ مساحتها 112 فدانًا، وتضم أكثر من 186 نوعًا من الثدييات والطيور والزواحف، ما يجعلها ثروة حيوية وثقافية نادرة، ومع التطوير الجديد، من المتوقع أن تستعيد مكانتها كأحد أهم المعالم السياحية في مصر والمنطقة.
«حديقة الحيوان وجهة ترفيهية عالمية»
تطمح إدارة التطوير إلى تحويل «حديقة الحيوان» إلى وجهة عالمية تستقبل الزوار من داخل مصر وخارجها، بفضل ما ستقدمه من تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة والتعليم والرفاهية، إذ ستضم مناطق للعروض التفاعلية ومراكز تثقيفية للأطفال ومناطق للأنشطة العائلية، إضافة إلى مقاهٍ ومطاعم بتصميمات مستوحاة من الطبيعة، مما يجعلها واحدة من أبرز الحدائق الترفيهية في الشرق الأوسط.
حديقة الحيوان تستعيد مجدها
بعد عقود من التوقف والتدهور تعود «حديقة الحيوان» لتستعيد مجدها التاريخي كرمز للجمال الطبيعي والتراث المصري، فهي ليست مجرد متنزه بل سجل حي لتاريخ طويل من الاهتمام بالحياة البرية والنباتية، ومع اكتمال مشروع التطوير وموعد الافتتاح المنتظر في عام 2026، ستتحول الحديقة إلى نموذج يحتذى به في المزج بين التراث والحداثة، لتبقى «حديقة الحيوان» القلب الأخضر للقاهرة الكبرى ومصدر فخر لكل المصريين.