السبت 11 أكتوبر 2025 الموافق 19 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الانزلاق الغضروفي».. تعرف على أسبابه وطرق الوقاية منه

الانزلاق الغضروفي
الانزلاق الغضروفي

يُعد «الانزلاق الغضروفي» من أكثر المشكلات الصحية التي تصيب العمود الفقري وتؤثر على قدرة الإنسان على الحركة والنشاط اليومي، إذ يحدث هذا «الانزلاق الغضروفي» نتيجة خروج أحد الأقراص الغضروفية من مكانها الطبيعي بين الفقرات مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب مسببا آلاما شديدة قد تمتد إلى الأطراف وتؤثر على جودة الحياة بشكل ملحوظ، ويُعرف أيضا بأنه من «الأمراض الصامتة» التي تتطور ببطء حتى تظهر أعراضها المفاجئة.

ما هو الانزلاق الغضروفي

يحدث «الانزلاق الغضروفي» عندما يتعرض القرص المرن الذي يقع بين فقرات العمود الفقري إلى تمزق أو ضعف في جداره الخارجي، مما يسمح للمادة الداخلية اللينة بالاندفاع إلى الخارج، وهذا الانزلاق قد يضغط على جذور الأعصاب مسببا ألما وتنميلا في الساقين أو الذراعين، ويظهر «الانزلاق الغضروفي» غالبا في الفقرات القطنية أسفل الظهر إلا أنه قد يصيب أيضا الفقرات العنقية في الرقبة مما يؤدي إلى أعراض مختلفة تبعا لمكان الإصابة.

أسباب الانزلاق الغضروفي

تتعدد أسباب «الانزلاق الغضروفي» وتتنوع بين عوامل ميكانيكية وسلوكية، فمن أهم الأسباب التقدم في العمر حيث يفقد الغضروف مرونته وتضعف أليافه مع مرور الوقت، كما يؤدي رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة إلى إجهاد كبير على الفقرات، ويُعد الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب أو القيادة لساعات متواصلة من أكثر العوامل التي تسرع من حدوث «الانزلاق الغضروفي»، إضافة إلى زيادة الوزن التي تضع عبئا زائدا على العمود الفقري، وكذلك ضعف العضلات الداعمة للظهر، كما أن قلة ممارسة الرياضة اليومية تساهم في زيادة احتمالية الإصابة، فضلا عن التدخين الذي يقلل تدفق الدم إلى الأقراص الغضروفية مما يضعف قدرتها على التجدد والإصلاح.

أعراض الانزلاق الغضروفي

تختلف أعراض «الانزلاق الغضروفي» من شخص إلى آخر بحسب موضع القرص المنزلق ومدى الضغط على العصب، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعا تشمل الشعور بآلام حادة في الظهر تمتد إلى الساق أو الذراع، مع الإحساس بالتنميل أو الخدر في الأطراف، كما قد يشعر المريض بضعف في العضلات وصعوبة في القيام بالأنشطة اليومية مثل المشي أو الانحناء، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يعاني المريض من فقدان السيطرة على التبول أو الإخراج، وهو ما يستدعي تدخلا طبيا عاجلا، ومن العلامات المميزة أيضا أن الألم يزداد عند السعال أو العطس أو الجلوس لفترات طويلة، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.

تشخيص الانزلاق الغضروفي

يعتمد تشخيص «الانزلاق الغضروفي» على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب المتخصص حيث يقوم بتقييم قوة العضلات وردود الأفعال العصبية، كما تُستخدم تقنيات التصوير الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي لتحديد موضع القرص المنزلق بدقة، وتُعد هذه الفحوصات ضرورية لمعرفة مدى تأثير الانزلاق على الأعصاب المحيطة، ويُفضل دائما عدم التأخر في التشخيص لأن التدخل المبكر يسهم في تسريع التعافي وتقليل المضاعفات المحتملة.

علاج الانزلاق الغضروفي

يتنوع علاج «الانزلاق الغضروفي» بحسب شدة الحالة، ففي المراحل البسيطة يمكن الاعتماد على العلاج الدوائي لتخفيف الألم والالتهاب مع الراحة وتجنب المجهود، كما تساعد جلسات العلاج الطبيعي على تقوية العضلات وتحسين مرونة العمود الفقري، وهناك أيضا العلاج اليدوي الذي يقوم به المختصون لتخفيف الضغط على الفقرات وإعادة التوازن للجسم، وفي الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج التحفظي قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لإزالة الجزء المنزلق من الغضروف وتخفيف الضغط على العصب، ومع تطور الطب الحديث أصبحت العمليات الجراحية أكثر أمانا بفضل التقنيات الميكروسكوبية التي تقلل من المضاعفات وتسرع الشفاء.

طرق الوقاية من الانزلاق الغضروفي

الوقاية من «الانزلاق الغضروفي» تبدأ من العادات اليومية البسيطة التي تحافظ على صحة العمود الفقري، وأولها الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة تزيد من الضغط على الفقرات، كما يجب ممارسة الرياضة بانتظام مثل السباحة والمشي وتمارين التمدد لأنها تقوي العضلات وتزيد المرونة، ويُنصح دائما بتجنب الجلوس لفترات طويلة، مع الحرص على الجلوس في وضعية صحيحة يكون فيها الظهر مستقيما والقدمين على الأرض، كذلك يجب رفع الأشياء الثقيلة بطريقة سليمة بثني الركبتين وليس الظهر، إلى جانب تجنب التدخين الذي يؤثر سلبا على تدفق الدم للغضاريف، كما أن النوم على مرتبة متوسطة الصلابة يخفف من الضغط على العمود الفقري أثناء الراحة.

نمط الحياة ودوره في الحد من الانزلاق الغضروفي

يلعب نمط الحياة دورا محوريا في الوقاية من «الانزلاق الغضروفي»، فالالتزام بعادات صحية مثل التغذية المتوازنة الغنية بالكالسيوم والفيتامينات يساهم في تقوية العظام والغضاريف، كما أن الابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية يقلل من تقلص العضلات الذي قد يؤدي إلى زيادة الألم، ومن المهم أيضا تجنب حمل الحقائب الثقيلة على كتف واحد لأنها تسبب خللا في توزيع الوزن على العمود الفقري، كما يُنصح بالحرص على الراحة الدورية خلال ساعات العمل الطويلة للوقوف والتمدد، مما يحافظ على مرونة الفقرات ويمنع إجهاد العضلات.

متى يجب زيارة الطبيب

ينبغي زيارة الطبيب فور ظهور أي أعراض تشير إلى احتمال وجود «الانزلاق الغضروفي» مثل الألم المستمر أو التنميل أو ضعف العضلات، لأن التشخيص المبكر يتيح علاج الحالة قبل تفاقمها، وتأجيل العلاج قد يؤدي إلى تدهور الحالة واحتياج المريض إلى تدخل جراحي، لذا فإن الوعي بأهمية الكشف المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة يظل أفضل وسيلة للحفاظ على صحة العمود الفقري والوقاية من مضاعفات «الانزلاق الغضروفي». 

تم نسخ الرابط