السبت 11 أكتوبر 2025 الموافق 19 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اشتباكات مسلحة بين باكستان وأفغانستان على الحدود المشتركة

اشتباكات بين باكستان
اشتباكات بين باكستان وأفغانستان

تصاعد التوتر الأمني والسياسي على الحدود المشتركة بين أفغانستان وباكستان إلى مستوى «خطير»، حيث اندلعت اليوم السبت «اشتباكات عنيفة ومباشرة» بين قوات البلدين على طول «خط دوراند» الحدودي المتنازع عليه. 

هذه الاشتباكات تُعد تطوراً نوعياً يهدد بتأجيج الصراع بين الجارتين النوويتين، خاصة في أعقاب تزايد الهجمات الإرهابية التي تشنها جماعات متطرفة تنطلق من الأراضي الأفغانية.

أفادت تقارير إعلامية أفغانية بمزاعم خطيرة، حيث أشارت إلى أن قوات أفغانستان تمكنت من «الدخول والسيطرة على عدة مواقع عسكرية تابعة للجيش الباكستاني» خلال المعارك المستمرة.

 وتأتي هذه التطورات لتؤكد أن الاشتباكات تخطت مرحلة تبادل القصف لتشمل عمليات برية، مما يزيد من احتمالية وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.

مزاعم التدمير: استهداف مواقع عسكرية باكستانية

تُشكل المزاعم حول تدمير المواقع العسكرية الباكستانية إشارة واضحة إلى شدة المواجهات والقدرات القتالية التي تم استخدامها من الجانب الأفغاني.

تقارير أفغانية حول الاستهداف

زعمت التقارير الأفغانية بـ«تدمير موقعين عسكريين باكستانيين» بشكل كامل.

تم تحديد مواقع التدمير كالتالي: موقع في ولاية «كونار» الأفغانية، والآخر في ولاية «هلمند» الأفغانية.

يشير الموقع الجغرافي لهذه الهجمات المزعومة إلى أن الصراع لم يعد مقتصراً على نقطة حدودية واحدة، بل امتد ليطال مناطق واسعة على طول «خط دوراند» الذي يمثل نقطة خلاف تاريخية بين البلدين.

سياق التوتر الأمني: هجمات «طالبان باكستان» كـ«محفز»

يُفهم التصعيد العسكري المباشر على أنه رد فعل باكستاني على سلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخراً، والتي تتبناها «حركة طالبان باكستان» (TTP).

هجوم خيبر بختونخوا المزدوج

أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن «هجمات متزامنة» استهدفت قوات الأمن في إقليم «خيبر بختونخوا».

كانت الحصيلة الإجمالية لهذه الهجمات صادمة، حيث أسفرت عن مقتل «23 شخصاً»، من بينهم «20 عنصراً أمنياً و3 مدنيين».

استهداف مركز تدريب الشرطة

أبرز هذه الهجمات كان الهجوم الذي وقع في منطقة «ديرا إسماعيل خان»، حيث:

هاجم مسلحون «مركز تدريب للشرطة» بشكل مباشر.

أدت العملية الإرهابية إلى مقتل «7 شرطيين».

تمكنت قوات الأمن الباكستانية من التعامل مع الموقف بـ«تحييد خمسة من المهاجمين».

أكدت السلطات ضبط «أحزمة ناسفة وكميات من الذخيرة» كانت بحوزة المهاجمين، مما يُظهر التخطيط المسبق لعمليات إرهابية أكبر.

ترى إسلام آباد في هذه الهجمات دليلاً على أن القوات الأفغانية، تحت سيطرة طالبان، لا تتخذ الإجراءات الكافية لمنع استخدام أراضيها كمنطلق لـ«الجماعات الإرهابية» التي تهدد الأمن القومي الباكستاني، وهو ما يفسر اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة على الحدود.

تداعيات الاشتباكات وتأثيرها على المنطقة

يُشكل استمرار الاشتباكات تهديداً لاستقرار المنطقة بأسرها، نظراً للعلاقات الحساسة والمعقدة بين باكستان وأفغانستان. 

التطورات الأخيرة قد تدفع بالطرفين نحو حافة المواجهة الشاملة إذا لم يتم احتواء التوترات عبر القنوات الدبلوماسية فوراً. 

العالم يترقب بحذر مدى قدرة القوتين على التراجع عن حافة الهاوية بعد هذا التصعيد العسكري غير المسبوق.

تزايد الضغوط الدولية والمساعي الدبلوماسية

يُتوقع أن تثير هذه التطورات العسكرية الأخيرة ضغوطاً دولية مكثفة على كل من إسلام آباد وكابول لوقف التصعيد فوراً. 

المجتمع الدولي يدرك خطورة استمرار القتال بين دولتين تمتلكان قدرات عسكرية كبيرة، وقد يؤدي إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها في المنطقة.

 المساعي الدبلوماسية، عبر القنوات الإقليمية والدولية، يجب أن تتكثف لإجبار الجانبين على «التهدئة الفورية» واستئناف محادثات ترسيم الحدود و«مكافحة الإرهاب العابر للحدود».

خلاف «خط دوراند» الجذري

يظل «خط دوراند» الذي يمتد لمسافة 2,640 كيلومتراً، هو نقطة الخلاف الجذري، حيث ترفض الحكومات الأفغانية المتعاقبة، بما في ذلك حكومة طالبان الحالية، الاعتراف به كحدود دولية دائمة. 

هذا الرفض يُتيح للجماعات المسلحة، مثل «طالبان باكستان»، التحرك بحرية أكبر عبر الحدود. 

وتؤكد الاشتباكات الأخيرة أن الخلاف لم يعد دبلوماسياً بحتاً، بل تحول إلى «أزمة عسكرية مباشرة» تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لضمان عدم تفاقم الأوضاع.

تم نسخ الرابط