احذر إهماله.. أعراض تكشف ارتفاع «هرمون الكورتيزول»

ارتفاع «هرمون الكورتيزول» في الجسم يعد من الحالات التي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب، حيث يعتبر هذا الهرمون أحد أهم الهرمونات التي يفرزها الجسم استجابة للتوتر والضغوط النفسية، ويُعرف باسم «هرمون التوتر»، إذ يساعد في تنظيم عملية الأيض وضبط مستوى السكر في الدم، لكن عندما ترتفع نسبته بشكل مفرط يبدأ الجسم في إظهار مجموعة من الأعراض المقلقة التي لا يجب تجاهلها على الإطلاق.
ما هو هرمون الكورتيزول ووظيفته في الجسم
يُفرز «الكورتيزول» من الغدة الكظرية الموجودة أعلى الكليتين، ويُعد من الهرمونات الأساسية التي تساعد على تنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية، فهو يعمل على تنظيم ضغط الدم، وموازنة مستويات الطاقة، والسيطرة على الالتهابات، كما يسهم في الحفاظ على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم، ويُفرز «الكورتيزول» بنسب مختلفة خلال اليوم حيث يرتفع في الصباح ليمنح الجسم النشاط والحيوية، وينخفض تدريجيًا في المساء استعدادًا للنوم، إلا أن التعرض المستمر للضغوط النفسية أو الجسدية يؤدي إلى اضطراب هذا التوازن الطبيعي مما يسبب ارتفاعًا مزمنًا في مستوى «الكورتيزول» داخل الدم.
أسباب ارتفاع الكورتيزول
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة إفراز «الكورتيزول» في الجسم، من أبرزها التعرض المستمر للتوتر العصبي والضغوط اليومية سواء في العمل أو الحياة الشخصية، كما أن قلة النوم وسوء التغذية تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز الغدة الكظرية لإفراز كميات أكبر من «الكورتيزول»، ومن الأسباب الأخرى تناول الكافيين بكثرة أو استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة، وقد تؤدي بعض الأمراض المزمنة مثل متلازمة كوشينج إلى زيادة هذا الهرمون بشكل غير طبيعي، لذلك من المهم مراقبة الحالة العامة للجسم والانتباه لأي تغييرات غير معتادة قد تشير إلى ارتفاع «الكورتيزول».
أعراض ارتفاع الكورتيزول التي لا يجب تجاهلها
يظهر ارتفاع «الكورتيزول» في الجسم من خلال مجموعة من العلامات الواضحة التي يجب الانتباه إليها، منها زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن والوجه، بالإضافة إلى ضعف العضلات وإرهاق مستمر حتى مع الراحة، كما قد يعاني الشخص من ارتفاع ضغط الدم والشعور بالقلق والتوتر المستمر، وقد تظهر مشاكل في النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، ومن العلامات الأخرى بطء التئام الجروح وضعف المناعة، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، أيضًا يؤدي ارتفاع «الكورتيزول» إلى تقلبات مزاجية ملحوظة واضطراب في الشهية، فبعض الأشخاص يشعرون بالجوع الدائم بينما يفقد آخرون رغبتهم في تناول الطعام.
تأثير ارتفاع الكورتيزول على الجسم على المدى الطويل
عندما يستمر ارتفاع «الكورتيزول» لفترة طويلة دون علاج، تبدأ آثاره السلبية في الظهور بوضوح، فهو يؤثر بشكل مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما يرفع من مستوى السكر في الدم ويزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويؤدي أيضًا إلى ضعف العظام وفقدان الكتلة العضلية بسبب تأثيره المثبط لتكوين البروتينات، إضافة إلى ذلك فإن ارتفاع «الكورتيزول» المستمر يؤثر على الذاكرة والتركيز ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن، ولهذا من الضروري التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه الحالة لتجنب المضاعفات المستقبلية.
طرق طبيعية لخفض مستوى الكورتيزول
هناك عدة طرق فعالة يمكن اتباعها لتقليل مستويات «الكورتيزول» بشكل طبيعي، وأهمها ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مثل المشي أو اليوغا أو التأمل، فهذه الأنشطة تساعد على تقليل التوتر وتحفيز الجسم لإفراز هرمونات السعادة التي توازن تأثير «الكورتيزول»، كما أن النوم الجيد من العوامل الأساسية في ضبط هذا الهرمون، حيث يحتاج الجسم إلى سبع أو ثماني ساعات من النوم المتواصل لإعادة توازن إفراز الهرمونات، ومن المفيد أيضًا اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة وتجنب الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات، فكل هذه الإجراءات تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل إفراز «الكورتيزول».
التغذية السليمة ودورها في ضبط الكورتيزول
من المهم الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي نتناولها لأنها تؤثر بشكل مباشر على مستويات «الكورتيزول»، فالأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية مثل الأسماك والمكسرات تساهم في تقليل الالتهابات وتنظيم إفراز الهرمون، كما أن شرب الماء بكميات كافية يحافظ على ترطيب الجسم ويمنع زيادة التوتر الداخلي، وينصح بتقليل استهلاك الكافيين لأنه يحفز إفراز «الكورتيزول»، واستبداله بالمشروبات العشبية الهادئة مثل البابونج أو النعناع، كذلك يُفضل تناول الشوكولاتة الداكنة باعتدال لأنها تساعد على تحسين المزاج وتخفيض نسبة «الكورتيزول» بشكل طبيعي.
أهمية الفحص الطبي والمتابعة الدورية
من الضروري ألا يعتمد الإنسان فقط على الملاحظات الشخصية في تشخيص ارتفاع «الكورتيزول»، بل يجب إجراء فحوصات مخبرية لتحديد مستوى الهرمون في الدم أو البول أو اللعاب، حيث يحدد الطبيب بناءً على النتائج السبب الحقيقي وراء الارتفاع سواء كان ناتجًا عن التوتر أو مرض معين، كما يمكن أن يوصي بتعديلات في نمط الحياة أو علاج دوائي عند الحاجة، والمتابعة المنتظمة تساعد على ضبط الحالة قبل تطورها إلى مشكلات صحية أكبر.
يُعد «الكورتيزول» سلاحًا ذا حدين، فهو ضروري للحفاظ على توازن الجسم ومقاومة التوتر، لكنه يصبح خطرًا عند ارتفاعه بشكل مزمن، لذلك يجب الانتباه للأعراض المبكرة مثل زيادة الوزن المستمرة أو اضطرابات النوم أو الإرهاق المزمن، ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى زيادته من خلال تقليل التوتر وتحسين نمط الحياة، فالعناية بالصحة النفسية والجسدية تضمن بقاء «الكورتيزول» في مستوياته الطبيعية وتحمي الجسم من الأمراض الخطيرة التي قد تنتج عن إهماله.