الأحد 28 ديسمبر 2025 الموافق 08 رجب 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الذهب يكسر حاجز الـ6 آلاف».. قفزة قياسية بأسعار الصاغة

الذهب
الذهب

في مشهد لم تألفه الأسواق المصرية من قبل، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات قوية وقاسية خلال تعاملات اليوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، مواصلة مسارها الصعودي القياسي الذي بدأ منذ مطلع الشهر الجاري. 

ولم تكن هذه الزيادة مجرد تحرك عابر، بل جاءت لتقترب بالمعدن الأصفر من تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية له منذ منتصف أكتوبر الماضي، مدفوعة بمزيج معقد من العوامل النقدية المحلية والتوترات الجيوسياسية المتشابكة التي أعادت صياغة خريطة الاستثمار العالمي.

هذا الصعود التاريخي وضع الذهب على قمة الهرم الاستثماري كـ «ملاذ آمن لا يقهره الزمن»، خاصة مع حالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين محلياً وعالمياً.

 ورصدت منصة «أي صاغة»، المتخصصة في رصد أسعار الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، تحركات لحظية تعكس مدى تهافت القوى الشرائية على المعدن النفيس رغم ارتفاع أثمانه، وسط مخاوف من موجات تضخمية جديدة مع بداية العام المرتقب.

بورصة الصاغة في مصر.. أرقام تتخطى الحدود

كشفت منصة «أي صاغة» في تقريرها الصادر اليوم عن مستويات سعرية غير مسبوقة، حيث سجل سعر بيع الجرام من عيار 21 (وهو الأكثر طلباً وانتشاراً في السوق المصرية) مستوى 6025 جنيهًا بمحلات الصاغة.

 وفي المقابل، بلغ سعر شراء نفس العيار من المواطنين مستوى 6 آلاف جنيه للجرام الواحد، مما يعكس اتساع الفجوة السعرية وحالة التذبذب القوية.

ولم يتوقف الزحف السعري عند العيار الشعبي، بل امتد ليشمل كافة الفئات:

عيار 24: وهو الأنقى والأعلى جودة، سجل مستوى يقترب من 6857 جنيهاً، ليصبح بعيد المنال عن شريحة واسعة من المستهلكين ويقتصر على الادخار الاستثماري الثقيل.

عيار 18: سجل مستوى مقارباً لـ 5164 جنيهاً، ورغم كونه العيار المفضل في المشغولات الفنية، إلا أن سعره الحالي تجاوز مستويات لم تكن متخيلة في السابق.

الجنيه الذهب: وهو الأداة الادخارية المفضلة للأسر المصرية، فقد حلق بعيداً مسجلاً مستوى 50.6 ألف جنيه، مما يضع أعباءً كبيرة على الراغبين في حفظ قيمة مدخراتهم في أوعية ذهبية.

«هدوء الكريسماس».. العاصفة التي تسبق الدولار

عالمياً، ورغم حالة الهدوء النسبي التي عادة ما تخيم على التداولات تزامناً مع عطلة «عيد الميلاد» (الكريسماس)، إلا أن الذهب رفض الانصياع لسكون العطلات.

 فقد واصل المعدن الأصفر تسجيل مكاسب لافتة في البورصات العالمية، مستفيداً بشكل مباشر من حالة الضعف والارتباك التي أصابت الدولار الأمريكي.

ويؤكد خبراء المال أن تراجع العملة الخضراء جاء نتيجة تزايد التوقعات باستمرار نهج «التيسير النقدي» في الولايات المتحدة خلال العام المقبل. 

ومع تباطؤ معدلات التضخم الأمريكية بشكل أوضح من المتوقع، بدأ المستثمرون في الهروب من السندات الدولارية واللجوء إلى «ذهب الطوارئ»، تحسباً لأي خفض مفاجئ في أسعار الفائدة قد يفقد الدولار جاذبيته الاستثمارية.

«عامل ترامب» والزلزال المرتقب في الفيدرالي

لا يمكن قراءة المشهد الحالي بمعزل عن التغيرات السياسية الكبرى في واشنطن. فقد لعبت الرهانات السياسية دوراً محورياً في إشعال أسعار الذهب، خاصة مع اقتراب انتهاء ولاية رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول.

 وتشير التقارير إلى تمسك الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بتعيين قيادة جديدة للبنك المركزي تتبنى سياسة نقدية «أكثر مرونة وتحفيزاً»، وهو ما يفسره المحللون بضغوط لخفض الفائدة بوتيرة أسرع.

هذه التوقعات بقدوم قيادة فيدرالية حمائمية (تميل لخفض الفائدة) عززت من ثقة الثيران (المشترين) في سوق الذهب، حيث أن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً دورياً، مما يجعله الخيار الأول في ظل تقلبات العملات. 

إن حالة عدم اليقين حول هوية رئيس الفيدرالي القادم جعلت من الذهب «العملة الوحيدة الموثوقة» في نظر كبار الصناديق السيادية.

إلى أين يتجه الذهب؟.. نصيحة الخبراء للجمهور

مع اقتراب نهاية عام 2025، يطرح السؤال نفسه: هل سيستمر هذا الصعود الجنوني؟ تشير المعطيات الحالية إلى أن الذهب مرشح لمزيد من الارتفاعات إذا ما استمر التوتر الجيوسياسي وضعف الدولار. 

فالسوق المحلية في مصر مرتبطة بشكل وثيق بالسعر العالمي، بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب المحلية التي تزداد ضراوة مع رغبة المواطنين في التحوط ضد التضخم.

تم نسخ الرابط