تحذير.. استخدام «المج الحراري» يوميا قد يهدد صحتك
في السنوات الأخيرة انتشر استخدام «المج الحراري» بشكل واسع بين الناس في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبح هذا النوع من الأكواب جزءًا أساسيًا من حياة الكثيرين لما يوفره من سهولة في الحفاظ على درجة حرارة المشروبات سواء كانت ساخنة أو باردة، ومع ذلك فقد أطلقت جهات طبية وتحذيرات صحية متعددة ناقوس الخطر بشأن الاستخدام اليومي والمتكرر لـ «المج الحراري»، لما قد يسببه من أضرار صحية خطيرة ترتبط بالمواد المكونة له وبطريقة استخدامه المستمرة، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في هذا الروتين اليومي الذي يبدو بسيطًا لكنه يخفي وراءه مخاطر كبيرة.
«المج الحراري» وانتشاره في الحياة اليومية
أصبح «المج الحراري» جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة السريع الذي يعيشه الناس اليوم، فهو يرافق الموظفين في مكاتبهم والطلاب في جامعاتهم والسائقين في سياراتهم وحتى المسافرين في رحلاتهم الطويلة، إذ يساعدهم على الاحتفاظ بالمشروب بدرجة الحرارة المناسبة لساعات طويلة، ومع تزايد الطلب على هذا النوع من الأكواب بدأت الشركات في إنتاجه بأشكال وأحجام متنوعة بعضها مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ وبعضها الآخر من البلاستيك أو الألمنيوم أو حتى الزجاج المزدوج الجدران، إلا أن المشكلة تكمن في أن بعض أنواع «المج الحراري» تحتوي على مواد قد تتفاعل مع المشروبات الساخنة وتطلق مركبات كيميائية ضارة.
مخاطر المواد الكيميائية في «المج الحراري»
يشير خبراء الصحة إلى أن الخطر الرئيسي في «المج الحراري» يكمن في المواد التي يُصنع منها الجزء الداخلي الذي يلامس المشروبات مباشرة، ففي بعض الأنواع الرخيصة أو غير المعتمدة تُستخدم طبقات تحتوي على مادة «بيسفينول أ» المعروفة اختصارًا بـ BPA، وهي مادة كيميائية تُستخدم في صناعة البلاستيك وقد أثبتت الدراسات أنها قد تتسرب إلى المشروبات عند تعرضها للحرارة العالية مما يؤثر على «الهرمونات» داخل الجسم ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل اضطرابات الغدد الصماء والسمنة وأمراض القلب.
كما أن هناك أنواعًا أخرى من «المج الحراري» تستخدم طلاءات معدنية داخلية قد تتفاعل مع الأحماض الموجودة في القهوة أو الشاي أو العصائر مما يؤدي إلى تكون مركبات قد تسبب تهيج المعدة أو مشاكل في الكبد مع مرور الوقت، وقد أشار أطباء متخصصون إلى أن هذه التأثيرات لا تظهر بسرعة بل تتراكم نتيجة الاستخدام المستمر واليومي.
تحذيرات من إعادة تسخين المشروبات في «المج الحراري»
من العادات الخاطئة التي يقوم بها كثير من الناس هي وضع «المج الحراري» في الميكروويف أو سكب الماء المغلي بداخله مباشرة لتسخين المشروبات، وهي عادة قد تؤدي إلى تحلل المواد المكونة للجدار الداخلي للمج مما يطلق أبخرة ومواد سامة غير مرئية، لذلك شددت المنظمات الصحية على ضرورة «تجنب تعريض المج الحراري للحرارة المباشرة» سواء من أجهزة التسخين أو من أشعة الشمس، لأن هذا الأمر يؤدي إلى تسريع تفاعل المواد الكيميائية بداخله.
تأثير «المج الحراري» على البيئة
لا تتوقف مخاطر «المج الحراري» عند الجانب الصحي فقط، بل تمتد إلى الجانب البيئي أيضًا، إذ إن بعض الأنواع غير القابلة لإعادة التدوير تشكل عبئًا كبيرًا على البيئة عند التخلص منها، خاصة إذا كانت تحتوي على مكونات بلاستيكية معادن مختلطة، فهذه المواد تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل مما يسبب تلوثًا بيئيًا كبيرًا، لذلك ينصح الخبراء باختيار «المج الحراري القابل لإعادة الاستخدام» والمصنوع من مواد آمنة وصديقة للبيئة مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج المقوى.
بدائل آمنة لاستخدام «المج الحراري»
إذا كنت من محبي القهوة أو الشاي وتفضل الاحتفاظ بمشروبك ساخنًا طوال اليوم فلا يعني ذلك التخلي تمامًا عن «المج الحراري»، ولكن من المهم اختيار الأنواع التي تحمل شهادات جودة معترف بها وتوضح بوضوح أنها خالية من مادة BPA، كما يُفضل استخدام أكواب زجاجية مزدوجة الجدران لأنها أكثر أمانًا وصحية، كذلك يمكن تنظيف «المج الحراري» بانتظام باستخدام الماء الفاتر والصابون اللطيف مع تجنب استخدام المنظفات القوية التي قد تتفاعل مع الطبقة الداخلية.
نصائح للحفاظ على سلامتك عند استخدام «المج الحراري»
ينصح الأطباء بعدم الاحتفاظ بالمشروبات داخل «المج الحراري» لفترات طويلة خصوصًا إذا كانت ساخنة جدًا، لأن الحرارة المستمرة قد تسرع من تفاعل المواد الداخلية مع السائل، كما يُفضل فتح الغطاء بين الحين والآخر لتهوية الكوب ومنع تراكم الأبخرة، ويجب الامتناع عن استخدام «المج الحراري» الذي تظهر عليه أي خدوش أو تغير في اللون الداخلي لأن ذلك قد يكون مؤشرًا على تلف المادة العازلة.
حملات توعية حول أضرار «المج الحراري»
في بعض الدول بدأت مؤسسات الصحة العامة حملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحذير المستخدمين من مخاطر استخدام «المج الحراري» اليومي دون التحقق من مصدره وجودته، وقد أظهرت تقارير أن كثيرًا من المنتجات المقلدة تباع في الأسواق بأسعار زهيدة وتحتوي على مواد غير آمنة، مما يزيد من احتمالات التسمم الكيميائي البطيء، لذلك دعت الجهات المعنية المستهلكين إلى «التحقق من العلامات التجارية الموثوقة» وتجنب شراء المنتجات غير المعروفة.
وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول
في نهاية المطاف فإن وعي المستهلك هو «الخط الفاصل بين السلامة والخطر»، فالمشكلة ليست في «المج الحراري» ذاته بل في طريقة استخدامه ونوع المواد المصنوع منها، لذا يجب على الجميع إدراك أن الراحة اليومية لا ينبغي أن تأتي على حساب الصحة، وأن اتخاذ قرارات بسيطة مثل شراء «المج الحراري الآمن» وتنظيفه بشكل دوري يمكن أن يحمي الإنسان من مشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل، فالحفاظ على الصحة يبدأ من التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها في حياتنا اليومية.
