الأحد 19 أكتوبر 2025 الموافق 27 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أضرار خطيرة يسببها التدخين السلبي للفيب والسجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية
السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة يستخدمها البعض بديلاً عن التدخين التقليدي، بل أصبحت مصدراً جديداً لما يعرف بـ«التدخين السلبي» الذي لا يقل خطورة عن استنشاق دخان السجائر العادية، فقد حذرت دراسات طبية حديثة من أن التعرض لبخار الفيب والسجائر الإلكترونية بشكل غير مباشر يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة على الصحة العامة، خصوصاً لدى الأطفال والحوامل وكبار السن، فبينما يظن البعض أن بخار الفيب أقل ضرراً من دخان التبغ، تكشف الأبحاث أن «السجائر الإلكترونية» تطلق مواد كيميائية خطيرة يمكن أن تضر بالقلب والرئتين والدماغ على المدى الطويل.

بخار الفيب والسجائر الإلكترونية ليس آمناً كما يظن البعض

يعتقد كثيرون أن الفيب والسجائر الإلكترونية أكثر أماناً لأنها لا تحتوي على التبغ المحترق، لكن الدراسات أكدت أن البخار الناتج عنها يحتوي على «النيكوتين» ومواد سامة مثل الفورمالدهيد والأكرولين والمعادن الثقيلة، وهذه المكونات عند استنشاقها من قبل المحيطين بالمستخدم تدخل إلى الرئتين وتؤثر على وظائفها، كما أن بخار الفيب قد يبقى عالقاً في الهواء لفترات طويلة، مما يجعل غير المدخنين عرضة للتعرض المستمر لهذه المواد، ولذلك فإن «التدخين السلبي» الناتج عن الفيب والسجائر يشكل خطراً حقيقياً على البيئة المحيطة.

تأثير التدخين السلبي على الجهاز التنفسي

أظهرت الأبحاث أن استنشاق بخار الفيب والسجائر الإلكترونية يسبب تهيجاً في الأغشية المخاطية للأنف والعينين، ويؤدي إلى السعال وضيق التنفس خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من «الربو» أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، كما أن الأطفال الذين يتعرضون لبخار السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بالتهابات متكررة في الشعب الهوائية وضعف في نمو الرئتين، وتشير التقارير الطبية إلى أن الجزيئات الدقيقة المنبعثة من الفيب يمكن أن تصل إلى أعماق الرئة مسببة التهابات مستمرة وتلفاً في الأنسجة.

أضرار على القلب والأوعية الدموية

من المعروف أن «النيكوتين» الموجود في الفيب والسجائر الإلكترونية يسبب انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، وعند استنشاقه بشكل غير مباشر من قبل المحيطين فإنه يؤثر أيضاً على القلب ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، وقد وجدت الدراسات أن التعرض المنتظم لبخار السجائر الإلكترونية يؤدي إلى ضعف في مرونة الشرايين واضطراب في ضربات القلب، كما أن بعض المواد الكيميائية المنبعثة أثناء التسخين يمكن أن تزيد من مستوى الأكسدة في الدم، وهو ما يرفع احتمالية تلف خلايا القلب على المدى الطويل.

مخاطر التدخين السلبي على الأطفال والحوامل

يعد الأطفال أكثر الفئات تضرراً من بخار الفيب والسجائر الإلكترونية، لأن أجسامهم لا تزال في طور النمو وأجهزتهم المناعية ضعيفة نسبياً، واستنشاقهم للمواد الكيميائية الناتجة عن الفيب قد يؤثر في تطور الدماغ ويضعف الذاكرة والانتباه، كما أن تعرض الحوامل لبخار الفيب والسجائر قد يؤدي إلى «نقص وزن الجنين عند الولادة» وزيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، ويرجع ذلك إلى تأثير النيكوتين على تدفق الدم إلى المشيمة مما يقلل من إمدادات الأكسجين والغذاء للجنين.

الفيب والسجائر الإلكترونية في الأماكن المغلقة

من أكبر المشكلات المرتبطة بالفيب والسجائر الإلكترونية هو استخدامها في الأماكن المغلقة ظناً من البعض أنها لا تترك رائحة مزعجة مثل السجائر التقليدية، غير أن البخار المتصاعد منها يحتوي على جزيئات دقيقة تظل عالقة في الجو لفترات طويلة، وتترسب على الأسطح والجدران والأثاث، مما يؤدي إلى ظاهرة تسمى «التدخين من الدرجة الثالثة» حيث يتعرض الأشخاص لهذه المواد حتى بعد مرور ساعات على التدخين، ولهذا السبب حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام الفيب والسجائر الإلكترونية في الأماكن العامة المغلقة ودعت إلى وضع قوانين تنظم استخدامها.

الأضرار النفسية والاجتماعية للتدخين السلبي

لا تتوقف أضرار الفيب والسجائر الإلكترونية على الجانب الصحي فقط، بل تمتد إلى التأثير النفسي والاجتماعي، فالتعرض المستمر لرائحة البخار والنيكوتين يسبب التوتر والقلق لبعض الأشخاص ويؤدي إلى شعور بعدم الراحة، كما أن رؤية الآخرين يستخدمون الفيب باستمرار قد تشجع الشباب والمراهقين على تجربة السجائر الإلكترونية ظناً منهم أنها آمنة، وهو ما يزيد من نسب الإدمان في المجتمع، وتوضح الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في منازل يُستخدم فيها الفيب أو السجائر أكثر عرضة لتقليد هذا السلوك في المستقبل.

نصائح لتجنب أضرار التدخين السلبي

ينصح الخبراء بعدم استخدام الفيب والسجائر الإلكترونية في وجود الأطفال أو النساء الحوامل أو كبار السن، كما يجب الامتناع عن التدخين داخل المنازل والسيارات، وفتح النوافذ للتهوية الدائمة، ويمكن توعية أفراد الأسرة بخطورة «التدخين السلبي» وتشجيع المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة من خلال الدعم النفسي واستخدام بدائل آمنة تحت إشراف طبي، ومن المهم أيضاً أن تقوم الجهات الصحية بحملات توعوية تبرز خطورة الفيب والسجائر الإلكترونية على غير المستخدمين.

الفيب والسجائر الإلكترونية خطر متزايد يجب التصدي له

لقد أصبح واضحاً اليوم أن الفيب والسجائر الإلكترونية ليست خياراً آمناً كما يُروج لها، وأن أضرارها تمتد إلى كل من يستنشق بخارها حتى من دون استخدام مباشر، ومن هنا تأتي أهمية الوعي بخطورة هذه الوسائل الحديثة التي تُخفي وراء مظهرها العصري تهديداً حقيقياً للصحة العامة، فحماية المجتمع من التدخين السلبي تبدأ من الوعي، ومن إدراك أن بخار الفيب والسجائر لا يختلف كثيراً عن دخان التبغ من حيث تأثيره المدمر على الجسم.

تم نسخ الرابط