أطعمة تقوي المناعة لــ«مصابي كورونا» وأخرى تجنبها

كورونا ما زالت تثير اهتمام العالم رغم مرور سنوات على ظهورها، فمع تغير سلالاتها واختلاف أعراضها تبقى «المناعة القوية» السلاح الأهم في مواجهة هذا الفيروس الذي يهاجم الجسم بطرق متعددة، لذلك فإن اختيار الأطعمة المناسبة يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة «مصابي كورونا» على التعافي بسرعة ودعم جهازهم المناعي لمقاومة العدوى، فالغذاء ليس مجرد طاقة للجسم، بل هو علاج طبيعي يساهم في تقوية الدفاعات الحيوية ضد كورونا ويحد من مضاعفاتها.
أهمية التغذية أثناء الإصابة بـ«كورونا»
التغذية السليمة أثناء الإصابة بـ«كورونا» تعد من أهم العوامل التي تحدد سرعة التعافي، فالجسم يحتاج إلى عناصر غذائية معينة لتعزيز جهاز المناعة وتحسين قدرة الخلايا على مقاومة الفيروس، كما أن تناول الأطعمة الخاطئة قد يزيد من الالتهاب ويؤخر الشفاء، لذا يجب على «مصابي كورونا» الاهتمام بنوعية الطعام وليس كميته فقط، والحرص على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب وتعويض السوائل المفقودة بسبب الحمى أو التعرق.
الأطعمة التي تقوي المناعة لــ«مصابي كورونا»
من أبرز الأطعمة التي ينصح بها الأطباء خلال فترة الإصابة بـ«كورونا» الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تساعد على حماية الخلايا من التلف، كما أن الفواكه الحمضية مثل البرتقال والجريب فروت تحتوي على فيتامين «ج» الذي يعزز إنتاج خلايا الدم البيضاء، وهي خط الدفاع الأول ضد الفيروسات، بالإضافة إلى الزنجبيل والكركم اللذين يتمتعان بخصائص مضادة للالتهابات وتساعد على تقليل الأعراض التنفسية المرتبطة بكورونا.
كذلك يُعتبر العسل الطبيعي من الأطعمة المفيدة لـ«مصابي كورونا» لما يحتويه من إنزيمات طبيعية ترفع المناعة وتخفف من التهابات الحلق والسعال، ويمكن تناوله مع الماء الدافئ أو الحليب قليل الدسم، أما الثوم والبصل فلهما دور فعّال في مقاومة الفيروسات بفضل مركبات الكبريت التي تعزز المناعة وتقلل من شدة الأعراض، كما يوصى بتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين لاحتوائها على أحماض أوميغا 3 التي تقلل الالتهاب وتدعم صحة القلب أثناء فترة التعافي من كورونا.
أهمية البروتين في فترة المرض
البروتين عنصر أساسي في بناء خلايا الجسم وتجديد الأنسجة التي قد تتضرر أثناء المرض، لذلك من الضروري أن يتناول «مصاب كورونا» كميات كافية من البروتين سواء من المصادر الحيوانية مثل الدجاج والبيض أو النباتية مثل العدس والفول، فهذه الأطعمة تساعد على تسريع عملية الشفاء وتقوية العضلات التي قد تضعف بسبب قلة الحركة، كما أن البروتين يدعم الجهاز المناعي في إنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة الفيروس.

المشروبات الداعمة للجهاز المناعي
تعتبر السوائل والمشروبات الدافئة من أهم ما يحتاجه «مصاب كورونا»، فإلى جانب الماء يمكن تناول مشروبات طبيعية مثل الزنجبيل بالليمون أو النعناع أو الشاي الأخضر، فهذه المشروبات تساعد على تهدئة الجهاز التنفسي وطرد السموم من الجسم، كما ينصح بتجنب المشروبات الغازية والعصائر المصنعة لأنها تحتوي على كميات كبيرة من «السكريات» التي تضعف المناعة وتزيد من الالتهاب في الجسم.
الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء الإصابة بـ«كورونا»
من المهم معرفة أن بعض الأطعمة قد تزيد من سوء الأعراض، لذلك يجب على «مصابي كورونا» الابتعاد عن الأطعمة المقلية والدسمة التي ترهق الجهاز الهضمي وتؤدي إلى الشعور بالتعب، كما يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المالحة لأنها قد تسبب احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، ويُفضل الابتعاد عن الحلويات والمعجنات لأنها تحتوي على الدهون المتحولة التي تضعف مقاومة الجسم للفيروسات.
كذلك يجب تجنب اللحوم المصنعة مثل السجق واللانشون لأنها تحتوي على مواد حافظة ومركبات كيميائية قد تضعف جهاز المناعة وتزيد من الالتهاب، كما أن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة بكميات كبيرة قد تسبب الجفاف وتؤثر على جودة النوم، وهو أمر ضروري للجسم أثناء مواجهة كورونا.
أهمية الراحة والنوم في التعافي
إلى جانب التغذية الجيدة يحتاج الجسم إلى الراحة والنوم الكافي لتعزيز عمل الجهاز المناعي، فخلال النوم يتم إفراز الهرمونات التي تساعد في مكافحة الالتهابات وتنشيط الخلايا المناعية، لذلك فإن «مصابي كورونا» يجب أن يمنحوا أجسامهم وقتًا كافيًا للراحة بعيدًا عن الإجهاد، كما أن الحالة النفسية الجيدة تلعب دورًا أساسيًا في سرعة الشفاء، فالتفاؤل والهدوء يساعدان في تحسين أداء الجهاز العصبي والمناعي معًا.
فيتامينات ومعادن ضرورية
خلال فترة الإصابة بـ«كورونا» يحتاج الجسم إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية، من أبرزها فيتامين «د» الذي يساهم في تقوية العظام والمناعة، والزنك الذي يساعد على مقاومة الفيروسات وتسريع الشفاء، والحديد الذي يمنع فقر الدم ويحافظ على طاقة الجسم، ويمكن الحصول على هذه العناصر من خلال تناول المكسرات والبقوليات واللحوم البيضاء، أو عند الحاجة من خلال المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب.
الوعي الغذائي هو سلاح الوقاية
كورونا أثبتت للعالم أن «الغذاء الصحي» ليس رفاهية بل ضرورة للحفاظ على المناعة، فكل ما يتناوله الإنسان ينعكس مباشرة على قوة جسمه في مواجهة الفيروسات، لذلك فإن تبني نظام غذائي متوازن بعد الشفاء من كورونا يضمن الحماية من الانتكاسة ويقوي الجهاز المناعي على المدى الطويل، فالوقاية لا تتحقق بالأدوية فقط بل تبدأ من المائدة اليومية التي تحتوي على عناصر طبيعية تعزز صحة الجسم والعقل.
كورونا لا تزال تذكّرنا بأهمية الاهتمام بالغذاء ونمط الحياة الصحي، فالأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ترفع المناعة وتمنح الجسم القدرة على مقاومة العدوى، بينما الأطعمة المصنعة والدسمة تضعف دفاعاته، لذلك يجب أن يدرك كل شخص أن «التغذية المتوازنة» هي السلاح الأقوى في مواجهة كورونا، وأن الاعتدال والوعي الغذائي يمكن أن يصنعا فارقًا كبيرًا بين التعافي السريع والمعاناة الطويلة.