السبت 25 أكتوبر 2025 الموافق 03 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أضرار «سكر الحمل» على الأم والجنين وطرق الوقاية

سكر الحمل
سكر الحمل

سكر الحمل خطر صامت يهدد صحة الأم والجنين، ويعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تواجه النساء خلال فترة الحمل، حيث يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بوعي وحرص، إذ يرتبط هذا النوع من الاضطراب بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم لدى المرأة الحامل نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على قدرة الجسم في استخدام الإنسولين بشكل طبيعي، مما يجعل فهم «أضرار سكر الحمل» وطرق الوقاية منه ضرورة ملحّة للحفاظ على سلامة الأم وطفلها.

ما هو سكر الحمل وكيف يحدث

يظهر سكر الحمل عادة في منتصف فترة الحمل، أي ما بين الأسبوع الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين، ويحدث عندما تفشل «الهرمونات» التي يفرزها الجسم أثناء الحمل في تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاعه، وفي هذه الحالة تصبح خلايا الجسم أقل استجابة للإنسولين الذي يساعد على دخول الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، هذا الخلل يجعل الجلوكوز يتراكم في الدم بمستويات أعلى من الطبيعي، مما يزيد من خطر «سكر الحمل» وتأثيراته المحتملة على الأم والجنين.

أعراض سكر الحمل التي يجب الانتباه إليها

قد تمر بعض النساء بهذه الحالة دون أعراض واضحة، إلا أن هناك علامات يمكن أن تشير إلى وجود سكر الحمل مثل الشعور الدائم بالعطش، والتبول المتكرر، والإرهاق المستمر، إلى جانب «زيادة الشهية» المفاجئة أو فقدانها أحيانًا، كما قد تلاحظ الحامل زيادة غير طبيعية في الوزن أو ضعف الرؤية، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي سكر الحمل إلى «تورم القدمين» أو «ارتفاع ضغط الدم» وهو ما يستدعي مراجعة الطبيب فورًا، إذ أن تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تطال الجنين أيضًا.

تأثير سكر الحمل على صحة الأم

تعد الأم أكثر عرضة للمخاطر الصحية في حال إهمال علاج سكر الحمل، فقد يؤدي هذا الاضطراب إلى «زيادة احتمالات الولادة القيصرية» بسبب كبر حجم الجنين، كما يرفع من خطر الإصابة بـ«تسمم الحمل» الذي يهدد حياة الأم والطفل معًا، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بعد الولادة، ويؤثر سكر الحمل كذلك على «مناعة الأم» ويجعلها أكثر عرضة للالتهابات مثل التهابات المسالك البولية أو الجلدية، لذلك فإن متابعة الحالة مع الطبيب بانتظام تعتبر الخطوة الأهم للسيطرة على المرض.

تأثير سكر الحمل على الجنين

لا يقتصر خطر سكر الحمل على الأم فقط، بل يمتد تأثيره إلى الجنين أيضًا، إذ يؤدي ارتفاع مستوى الجلوكوز في دم الأم إلى انتقال كميات زائدة منه إلى الجنين عبر المشيمة، مما يجعل «البنكرياس الصغير» لدى الجنين يفرز المزيد من الإنسولين للتعامل مع هذا الفائض، فينمو الطفل بحجم أكبر من الطبيعي وهو ما يعرف بـ«العملقة الجنينية»، وقد يسبب هذا صعوبة أثناء الولادة، كما أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بـسكر الحمل قد يعانون من انخفاض حاد في سكر الدم بعد الولادة أو مشكلات في التنفس، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالسمنة أو السكري في المستقبل.

عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة

تتعدد الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ظهور سكر الحمل منها السمنة قبل الحمل، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، وكذلك الحمل في سن متقدمة أي بعد سن الخامسة والثلاثين، كما يزيد خطر الإصابة في حال كانت الحامل قد أنجبت طفلًا بوزن مرتفع في حمل سابق، أو في حال وجود تكيس في المبايض، وتلعب «العادات الغذائية» غير الصحية دورًا مهمًا في زيادة احتمالات الإصابة، إذ يؤدي الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، مما يمهد لظهور المرض.

الوقاية من سكر الحمل تبدأ بأسلوب حياة صحي

إن الوقاية من سكر الحمل ممكنة إلى حد كبير من خلال تبني نمط حياة صحي ومتوازن، فالمتابعة الطبية المنتظمة من بداية الحمل تساعد في الكشف المبكر عن أي تغير في مستوى السكر بالدم، كما أن «اتباع نظام غذائي صحي» غني بالألياف وقليل بالسكريات يساهم في الحفاظ على التوازن المطلوب، وينصح الأطباء بممارسة «الرياضة الخفيفة» بانتظام مثل المشي أو السباحة لأنها تساعد الجسم على استخدام الإنسولين بكفاءة أفضل، كما يجب على الحامل شرب كميات كافية من الماء والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، فهذه العادات تساهم في تقليل فرص الإصابة بـسكر الحملوتدعم صحة الأم والجنين.

التشخيص المبكر مفتاح الأمان

يعتبر «الفحص الدوري» في الأسابيع الوسطى من الحمل إجراءً حاسمًا في اكتشاف سكر الحمل، حيث يخضع النساء لاختبار تحمل الجلوكوز الذي يقيس قدرة الجسم على التعامل مع السكر، وإذا تم التشخيص مبكرًا يمكن التحكم في الحالة من خلال النظام الغذائي والتمارين، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب «الأنسولين» للمساعدة في ضبط مستويات الجلوكوز، ويؤكد الأطباء أن الوعي بأعراض المرض والمتابعة الدورية يمكن أن يحمي الأم من المضاعفات ويمنح الجنين فرصة نمو طبيعية دون مخاطر.

بعد الولادة ومتابعة الحالة الصحية

حتى بعد الولادة، يجب على النساء اللواتي عانين من سكر الحمل متابعة حالتهن بانتظام، فهناك احتمال للإصابة بالسكري من النوع الثاني مستقبلاً، لذا يُنصح بإجراء فحص للسكر كل فترة، والحفاظ على «وزن صحي» من خلال التغذية السليمة والنشاط البدني، كما ينبغي تجنب الزيادة السريعة في الوزن بعد الولادة، إذ إن هذه المرحلة تعتبر فرصة لإعادة ضبط توازن الجسم والحفاظ على الصحة العامة للأم.

يبقى سكر الحمل حالة قابلة للسيطرة إذا تم التعامل معها بوعي وانضباط، فالمتابعة الطبية، والاهتمام بالتغذية السليمة، والنشاط البدني المعتدل، كلها مفاتيح للحفاظ على «صحة الأم» وسلامة الجنين، ولأن كل حمل يحمل خصوصيته، فإن الوقاية المبكرة هي السلاح الأقوى ضد أي مضاعفات، لذا فإن فهم هذا المرض والتعامل معه بالمسؤولية المطلوبة يضمن ولادة آمنة وتجربة حمل صحية ومطمئنة.

تم نسخ الرابط