تراجع تاريخي لأصوات مرشحي الجيزة بعد إعادة الانتخابات
تشهد دوائر محافظة الجيزة حالة غير مسبوقة من التراجع الكبير في أصوات عدد من المرشحين بعد إعادة الانتخابات في الدوائر التي تم إلغاء نتائجها سابقًا، ويأتي هذا التراجع ليعكس تغيرًا واضحًا في توجهات الناخبين وإقبالهم، كما يكشف عن تحول جوهري في المزاج العام داخل المحافظة، خاصة أن مؤشرات الحصر العددي الأخيرة حملت مفاجآت غير متوقعة في كثير من الدوائر، الأمر الذي جعل ملف الانتخابات في الجيزة محط اهتمام واسع لما يحمله من دلالات متعددة تمتد من طبيعة المشاركة وحتى إعادة رسم الخريطة السياسية، ويعد هذا التراجع من أبرز الظواهر التي عرفتها الانتخابات الأخيرة، حيث أثار نقاشات حول نسبة الإقبال وتأثير الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت بإعادة الانتخابات وما نتج عنها من تغير جذري في النتائج.
تراجع غير مسبوق في أصوات المرشحين بعد إعادة الانتخابات
شهدت دوائر كثيرة داخل محافظة الجيزة تراجعًا حادًا في الأصوات التي حصل عليها المرشحون في الجولة المعادة من الانتخابات حيث ظهرت الأرقام النهائية للحصر العددي لتكشف انهيارًا لم يكن في الحسبان، وهذا التراجع فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول سبب الفارق الهائل بين الجولتين، إذ إن نفس المرشحين الذين كانوا يحققون عشرات الآلاف من الأصوات في الجولة الأولى عادوا ليحصلوا على أرقام منخفضة للغاية في الجولة المعادة، مما يشير إلى أن الإقبال الجماهيري كان مختلفًا تمامًا في إعادة الانتخابات.
وتعد دائرة بولاق الدكرور مثالًا واضحًا على هذا التغير الكبير، ففي هذه الدائرة انخفضت أصوات المرشح حسام المندوه من خمسة وخمسين ألفًا وسبعمائة وثلاثة وثمانين صوتًا قبل الإلغاء إلى ثمانية آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعين صوتًا فقط بعد الإعادة، وهو تراجع ضخم يعكس تغيرًا ملحوظًا في حجم المشاركة، وكذلك الأمر بالنسبة للمرشح محمود هشام توشكى الذي تراجع من أربعة وخمسين ألفًا ومائة وثمانية وثلاثين صوتًا إلى سبعة آلاف وثمانمائة واثنين وستين صوتًا بعد الإعادة، كما انخفضت أصوات المرشح المستقل محمد الحسيني من ثلاثة وعشرين ألفًا ومائتين وتسعة وعشرين صوتًا إلى أربعة آلاف ومائتين وستة وستين صوتًا فقط، وكلها مؤشرات تؤكد أن الجولة المعادة من الانتخابات كانت مختلفة جذريًا عن الجولة الأولى.
دائرة الجيزة وتراجع أصوات المرشحين بصورة حادة
أما في دائرة الجيزة فقد ظهر التراجع بشكل صارخ أيضًا، حيث شهدت أصوات اللواء كمال الدالي انخفاضًا كبيرًا بعد الإعادة، إذ هبط من أربعين ألفًا وثمانمائة وسبعة أصوات إلى ألفين وستمائة وستة وأربعين صوتًا فقط، وهو رقم يعكس حجم التغير في اتجاهات الناخبين، كما يبرز الفارق الواسع بين ما قبل إلغاء الانتخابات وما بعدها، ويأتي هذا الفارق ليؤكد أن نسب المشاركة كانت أقل بكثير وربما كانت الظروف المحيطة بإعادة الانتخابات سببًا في ذلك.
الهرم وتغير الخريطة الانتخابية بعد الإعادة
وفي دائرة الهرم لم تكن الصورة مختلفة كثيرًا، إذ تراجع المرشح وسيم كمال عثمان من اثنين وثلاثين ألفًا وتسعمائة صوت إلى سبعة آلاف وستمائة وخمسة وتسعين صوتًا فقط، وهو ما يعزز فكرة أن إعادة الانتخابات جاءت بنتائج مغايرة تمامًا لما قبل الإلغاء، كما شهدت الدائرة نفسها تراجعًا آخر للمرشح محمد سلطان الذي تقلصت أصواته من أربعة وثلاثين ألف صوت إلى أربعة آلاف وتسعمائة وأربعة وتسعين صوتًا، وهذه المؤشرات تؤكد أن نسبة الإقبال في الإعادة كانت محدودة وأن الخريطة الانتخابية شهدت إعادة تشكيل واضحة.
دلالات الفوارق الضخمة بين الجولتين
إن الأرقام التي ظهرت بعد إعادة الانتخابات تكشف عن فارق كبير للغاية بين الجولتين، وهذا الفارق يحمل عدة دلالات مهمة، أولها أن الإقبال على التصويت في الجولة الأولى كان أعلى بكثير من الجولة المعادة، وثانيها أن ظروف إعادة الانتخابات كان لها تأثير سلبي على مشاركة الناخبين، وثالثها أن المزاج العام داخل الشارع ربما شهد تغيرًا مؤقتًا أو أن عوامل الحملات والدعم الشعبي قد اختلفت بين الجولتين، كما أن هذه الفوارق تسهم في إعادة تقييم آليات العمل الانتخابي داخل المحافظة.
وفي الوقت نفسه فإن هذه الفوارق تجعل الكثير من المحللين يعيدون النظر في تفسير أسباب هذا التراجع الحاد، فالبعض يرى أنه يعكس تغيرًا في إرادة الناخب نتيجة إعادة الانتخابات بينما يرى آخرون أن الإقبال فقط هو السبب الرئيسي، وفي كل الأحوال فإن النتائج التي ظهرت بعد الإعادة ستظل علامة واضحة في تاريخ العملية الانتخابية بمحافظة الجيزة.



