بعد تعافي إمام عاشور.. أبرز أعراض التهاب الكبد

الكبد يعد من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وبعد تعافي لاعب كرة القدم الشهير «إمام عاشور» من إصابته بـ«التهاب الكبد أ»، بدأ الحديث يتزايد بين الجماهير عن طبيعة هذا المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، إذ إن «الكبد» مسؤول عن تنقية الجسم من السموم وتنظيم عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، مما يجعل أي إصابة تصيبه تمثل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، لذلك فإن التعرف على أعراض «التهاب الكبد أ» أمر بالغ الأهمية خصوصًا بعد أن انتشر الحديث حول إصابة بعض الرياضيين به وتأثيره على أدائهم البدني.

أهمية الكبد ووظائفه الحيوية

يُعد «الكبد» مصنع الطاقة في جسم الإنسان، فهو العضو الذي يتحكم في امتصاص العناصر الغذائية من الطعام وتحويلها إلى طاقة، كما يقوم بتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم نسبة السكر في الدم، ويعمل على إفراز العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون، لذلك فإن أي التهاب يصيب «الكبد» يؤثر بشكل مباشر على كفاءة هذه الوظائف الحيوية ويجعل الجسم أكثر عرضة للإرهاق وضعف المناعة.

ما هو التهاب الكبد أ

يُعرف «التهاب الكبد أ» بأنه أحد أنواع الالتهابات الفيروسية التي تصيب خلايا الكبد نتيجة عدوى بفيروس (HAV)، وينتقل عادة عبر تناول طعام أو ماء ملوث أو عن طريق ملامسة شخص مصاب، ويعتبر من أكثر أنواع التهاب الكبد انتشارًا في العالم، وغالبًا ما يكون أقل خطورة من الأنواع الأخرى مثل «التهاب الكبد ب» أو «التهاب الكبد ج»، إلا أنه يتطلب راحة تامة ومتابعة طبية دقيقة حتى لا تتفاقم الأعراض، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

أعراض التهاب الكبد أ

تبدأ أعراض «التهاب الكبد أ» في الظهور تدريجيًا بعد فترة من العدوى قد تمتد من أسبوعين إلى ستة أسابيع، وتشمل الشعور بالإرهاق الشديد والغثيان والقيء وفقدان الشهية، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وآلام في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن حيث يوجد «الكبد»، وقد يلاحظ المريض اصفرار لون الجلد والعينين وهو ما يعرف بـ«اليرقان»، كما يتغير لون البول ليصبح داكنًا ولون البراز فاتحًا، وهذه العلامات جميعها تدل على أن «الكبد» يعاني من التهاب حاد يستدعي العناية الطبية الفورية.

رحلة تعافي إمام عاشور

بعد إعلان تعافي اللاعب إمام عاشور من إصابته بـ«التهاب الكبد أ»، أثارت قصته اهتمامًا واسعًا بين الجمهور الذي بدأ يسأل عن كيفية الإصابة بهذا المرض ومدى تأثيره على اللياقة البدنية، وأكد الأطباء المعالجون أن اللاعب خضع لراحة تامة وتغذية صحية متوازنة، إذ يحتاج المصاب إلى التوقف عن أي مجهود بدني حتى يتمكن «الكبد» من استعادة قدرته على العمل بشكل طبيعي، وقد تماثل عاشور للشفاء بفضل التزامه بالنظام العلاجي الموصى به ومتابعته الدورية لحالة «الكبد».

طرق انتقال العدوى

ينتقل «التهاب الكبد أ» غالبًا عبر الأطعمة أو المياه الملوثة بالفيروس، لذلك فإن غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض يعد من أهم وسائل الوقاية، كما يمكن أن ينتقل المرض في الأماكن التي تفتقر للنظافة العامة أو في حالات التعامل المباشر مع المصابين دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولهذا تحذر الجهات الصحية من تناول الأطعمة من مصادر غير موثوقة، وتشجع على الالتزام بالعادات الصحية التي تحمي «الكبد» من العدوى.

الوقاية من التهاب الكبد أ

من حسن الحظ أن «التهاب الكبد أ» من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة من خلال التطعيم ضد الفيروس والحفاظ على النظافة الشخصية، ويُعد اللقاح فعالًا للغاية في حماية «الكبد» من العدوى لفترة طويلة، كما يجب تجنب تناول الأطعمة غير المطهية جيدًا وشرب المياه من مصادر آمنة، ويُفضل أيضًا الاهتمام بنظافة الفواكه والخضروات وغسلها جيدًا قبل تناولها، فهذه الخطوات البسيطة قادرة على حماية «الكبد» من كثير من المخاطر التي قد تؤدي إلى التهاب أو تليف.

العلاج ونصائح الأطباء

لا يوجد علاج محدد للقضاء على فيروس «التهاب الكبد أ» بشكل مباشر، إذ يعتمد الشفاء على قدرة الجسم على مقاومة الفيروس مع الراحة والتغذية السليمة، لذلك ينصح الأطباء المصابين بتجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تُجهد «الكبد»، والاعتماد على الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتينات والخضروات، كما يجب شرب كميات كافية من الماء وتجنب المشروبات الكحولية أو الأدوية التي قد تؤثر سلبًا على الكبد، إضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم لأن الراحة تسرع عملية الشفاء.

أهمية التوعية الصحية

تؤكد المؤسسات الصحية على ضرورة نشر الوعي بأهمية الحفاظ على سلامة «الكبد» ومتابعة الفحوصات الدورية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية لفترات طويلة، فالكشف المبكر عن أي مشكلة في «الكبد» يساهم في علاجها بسهولة قبل أن تتحول إلى حالة خطيرة، كما أن الاهتمام بالتثقيف الصحي في المدارس والنوادي الرياضية يسهم في تقليل معدلات الإصابة بالتهاب الكبد بين فئات الشباب والرياضيين مثل حالة اللاعب إمام عاشور.

قصة تعافي إمام عاشور من «التهاب الكبد أ» كانت رسالة واضحة بضرورة الاهتمام بالصحة العامة والوقاية من العدوى، فـ«الكبد» هو سر الطاقة والحيوية في الجسم، وأي خلل فيه يؤثر على كل أعضاء الإنسان، لذا من المهم اتباع نمط حياة صحي يعتمد على الغذاء المتوازن والنظافة الشخصية والتطعيم الوقائي، حتى نحافظ على «الكبد» سليمًا وقادرًا على أداء وظائفه الحيوية بكفاءة.