الأحد 26 أكتوبر 2025 الموافق 04 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ثماني كلمات تجلب لك الحسنات وتتسابق الملائكة لكتابتها

الدعاء
الدعاء

كلمات عظيمة في الدين تحمل بين حروفها نورًا من الهداية وعبقًا من الثواب، فقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى «كلمات» يسيرة على اللسان عظيمة في الميزان، تتسابق الملائكة على كتابتها والصعود بها إلى الله عز وجل لما تحمله من إخلاص وتسبيح وتمجيد، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة ما يبين فضل هذه «الكلمات» التي قالها أحد الصحابة خلف النبي في الصلاة فكانت سببًا في أن يتسارع أكثر من ثلاثين ملكًا لكتابتها لما فيها من فضل وذكر وحمد لله تعالى.

المحجة البيضاء وهدي النبي الكريم

تركنا النبي صلى الله عليه وسلم على «المحجة البيضاء» ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فقد علمنا كل ما يقربنا إلى الله ونهانا عن كل ما يغضبه، وكان من بين ذلك الترغيب في ذكر الله، فـ«كلمات الذكر» هي أقصر طريق لنيل رضا الله ومغفرته، وهي زاد المؤمن في الدنيا وسبب نجاته في الآخرة، ومن أعظم هذه الأذكار ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن الصحابي رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه.

قصة الكلمات التي تسابقت الملائكة لكتابتها

يروي الحديث أن الصحابة كانوا يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام، فلما رفع رأسه من الركوع قال «سمع الله لمن حمده»، فقال أحد المصلين خلفه «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه»، فلما انتهت الصلاة التفت النبي صلى الله عليه وسلم وسأل من المتكلم آنفًا، فقال الرجل أنا يا رسول الله، فقال له النبي «رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول»، أي أن هؤلاء الملائكة تسابقوا على كتابة هذه «الكلمات» لما فيها من صدق النية وعظيم الثناء على الله.

المعنى العميق للكلمات الثمانية

تتكون هذه «الكلمات» من ثمانية ألفاظ فقط لكنها تحمل معاني عظيمة، فقول «ربنا ولك الحمد» هو إعلان للخضوع الكامل لله، و«حمدًا كثيرًا» تعني تكرار الثناء بلا عدد، و«طيبًا مباركًا فيه» تحمل معنى الطهارة والبركة في الحمد، ولذلك كانت هذه «الكلمات» سببًا في تسابق الملائكة على تسجيلها لأنها جمعت إخلاص القلب وصفاء النية وحسن التعبير عن الشكر لله سبحانه وتعالى.

مكانة الدعاء في الصلاة

أكد العلماء أن هذا الدعاء يقال عند الرفع من الركوع، وهو من الأدعية العظيمة التي تقال في هذا الموضع، وقد ذكر الدكتور علي جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه «الكلمات» بنفسه لكنه عندما سمعها من الصحابي وعرف فضلها أثنى عليها كثيرًا، مما يدل على أن الذكر المشروع قد يزيد بما فيه خير وثناء على الله دون أن يكون مخالفًا للسنة، فالدعاء والذكر باب واسع من الرحمة، وكل ما يحمل حمدًا وتسبيحًا لله فهو مقبول ومحبوب.

فضائل هذه الكلمات المباركة

تدل الرواية على أن هذه «الكلمات» لها منزلة خاصة عند الله، إذ جعل الملائكة يتسابقون في كتابتها، وهذا يعكس مدى تقدير الله للحمد والشكر، كما أن الحديث يبين أهمية «نية القلب» وصفاء المقصد، فالصحابي لم يقصد الرياء بل قالها بعفوية وإخلاص فارتفعت إلى السماء محاطة بعناية الملائكة، مما يدل على أن الإخلاص في العمل ولو كان بسيطًا هو سبب عظيم في نيل الأجر الوفير.

الحكمة من ذكر عدد الملائكة في الحديث

قال العلماء إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الملائكة كانوا بضعة وثلاثين ملكًا، والحكمة في ذلك أن العدد يقابل عدد حروف «الكلمات» التي قالها الصحابي، فالبضع في اللغة هو العدد ما بين الثلاثة والتسعة، وكان هذا إشارة إلى كثرة الملائكة الذين تسابقوا في كتابتها، لأن كل ملك أراد أن ينال شرف رفعها إلى الله سبحانه وتعالى، فسبحان من جعل «كلمات» قليلة في اللفظ عظيمة في الأجر والقدر.

الدروس المستفادة من الحديث

من هذا الحديث النبوي الشريف نتعلم أن «الذكر» من أحب الأعمال إلى الله، وأن قول «كلمات» بسيطة بإخلاص النية يمكن أن تفتح أبواب الرحمة، كما نتعلم أن الله عز وجل يطلع على ما في القلوب ويجازي العبد على قدر صدقه، وأن الملائكة تحضر أعمال العباد وتكتبها فور وقوعها، فكل كلمة طيبة تخرج من اللسان تُسجل في ميزان الحسنات، فكيف إذا كانت تلك الكلمة حمدًا لله وتقديسًا لعظمته.

فضل ذكر الله وكلماته الطيبة

إن «كلمات الذكر» ليست مجرد ألفاظ بل هي طاقة روحية تبعث الطمأنينة في القلب، فكل من داوم على ذكر الله وجد في قلبه راحة وسكينة، والذكر هو حياة الأرواح كما قال تعالى «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، فالمؤمن الذي يلهج لسانه بـ«الكلمات الطيبة» يظل في معية الله، محاطًا بحفظه ورعايته، ويُكتب له الأجر مع كل نفس.

دعاء الرفع من الركوع ومعاني الحمد

من الأدعية التي وردت أيضًا في هذا الموضع ما رواه ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الرفع من الركوع «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد»، وهذه «الكلمات» تحمل معاني الكمال في الحمد، فهي تشمل السماوات والأرض وكل ما فيها من مخلوقات، مما يوضح مدى عظمة ذكر الله وثوابه.

تبين لنا من هذا الأثر النبوي الشريف أن «كلمات» الذكر لا تحتاج إلى جهد كبير، بل إلى قلب حاضر ولسان صادق، فكم من «كلمات» قالها العبد بصدق فكانت سببًا في رفع درجته عند الله، فليحرص المسلم على الإكثار من حمد الله وشكره في كل حين، وليتذكر أن الملائكة تتسابق لتدوين كل ذكر طيب يصعد إلى السماء، فرب «كلمة» واحدة قالها مؤمن فغفر الله له بها وأدخله الجنة، فهنيئًا لمن عمر لسانه بالثناء على الله وملأ وقته بذكره.

تم نسخ الرابط