جوجل تطلق ميزة جديدة لحماية مستخدمي هواتف Pixel
تواصل «جوجل» تعزيز جهودها لحماية خصوصية المستخدمين عبر إطلاق ميزة جديدة مخصصة لهواتف Pixel، حيث تهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى توفير تجربة استخدام أكثر أمانًا، وتحصين المستخدمين من خطر التطبيقات التي تحاول تتبع نشاطهم أو الوصول إلى بياناتهم الحساسة دون إذن، وتعد هذه الخطوة من «جوجل» جزءًا من استراتيجية شاملة لتطوير منظومة الأمان في أندرويد وتحسين قدرات النظام على اكتشاف التهديدات الرقمية مبكرًا، مما يجعل هواتف Pixel في صدارة الأجهزة الأكثر حماية في العالم.
«جوجل» ترفع مستوى الخصوصية في نظام أندرويد
تسعى «جوجل» منذ سنوات إلى جعل الخصوصية أولوية قصوى في كل إصدارات نظام أندرويد، ومع الميزة الجديدة التي أطلقتها مؤخرًا لهواتف Pixel، تتيح الشركة للمستخدمين تلقي تحذيرات فورية عند اكتشاف تطبيق يحاول تعقبهم أو جمع بياناتهم في الخلفية، حيث يقوم النظام بتحليل سلوك التطبيقات المثبتة على الهاتف بشكل مستمر، وإذا لاحظ أي نشاط غير معتاد أو محاولات للوصول إلى الموقع أو الكاميرا أو الميكروفون دون مبرر، يتم إرسال إشعار واضح للمستخدم يوضح اسم التطبيق ونوع الوصول الذي يحاول استخدامه.
وتعتبر هذه التقنية من «جوجل» نقلة نوعية في عالم حماية البيانات الشخصية، لأنها لا تعتمد فقط على الأذونات التي يمنحها المستخدم أثناء تثبيت التطبيق، بل تراقب سلوك التطبيق بعد التثبيت، مما يمنع محاولات التحايل التي تقوم بها بعض التطبيقات الخبيثة.
ميزة التحذير من «التتبع غير المصرح به»
الميزة الجديدة من «جوجل» تمثل درعًا رقميًا يحمي المستخدمين من أخطر أشكال التتبع، إذ ستظهر رسالة على الشاشة تفيد بأن هناك تطبيقًا معينًا يقوم بجمع بيانات الموقع أو مراقبة سلوك المستخدم دون علمه، كما ستتيح الميزة للمستخدم اتخاذ إجراء فوري مثل إيقاف التطبيق أو حذف الأذونات الممنوحة له، ويأتي هذا التطور استكمالًا لمجموعة أدوات الأمان التي أدرجتها «جوجل» سابقًا في نظام Android 15 والتي تشمل فحص التطبيقات الضارة وتحليل سلوكها قبل السماح بتشغيلها على الجهاز.
وتهدف «جوجل» من خلال هذه التحسينات إلى مواجهة الارتفاع الكبير في عدد التطبيقات التي تستخدم أدوات التتبع الإعلاني أو تحاول الوصول إلى بيانات المستخدم لأغراض تسويقية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين مستخدمي الهواتف الذكية خلال السنوات الأخيرة.
«جوجل» تعزز المنافسة في مجال الخصوصية
لم تعد الخصوصية ميزة اختيارية بل أصبحت أحد أهم عوامل المنافسة بين الشركات التقنية الكبرى، لذا تسعى «جوجل» إلى مجاراة التطور الذي فرضته شركات مثل Apple التي قدمت أدوات قوية للتحكم في الأذونات وتتبع التطبيقات، وتريد «جوجل» من خلال هذه الميزة أن تقدم لمستخدمي Android التجربة نفسها أو ربما أكثر، خاصة أن نظام أندرويد يستخدمه مليارات الأشخاص حول العالم ويعد الأكثر انتشارًا، لذا فإن مسؤولية «جوجل» في حماية بيانات المستخدمين تعد مضاعفة.
من خلال هذه الخطوة، ترسل «جوجل» رسالة واضحة إلى جمهورها مفادها أنها لن تتسامح مع أي انتهاك للخصوصية، وأنها مستمرة في تطوير أدوات الحماية الذاتية التي تعمل داخل النظام نفسه دون الحاجة إلى تحميل تطبيقات خارجية.
كيف تعمل الميزة الجديدة في هواتف Pixel
تعتمد الميزة الجديدة على خوارزميات ذكية طورتها «جوجل» لتحديد السلوك المشبوه للتطبيقات المثبتة، حيث يقوم النظام بتحليل الاتصالات التي يجريها التطبيق في الخلفية، فإذا اكتشف إرسال بيانات إلى خوادم غير معروفة أو محاولات للوصول إلى الميكروفون أو الكاميرا في غير أوقات الاستخدام، يتم تنبيه المستخدم فورًا عبر إشعار واضح يحمل عبارة «تم اكتشاف محاولة تتبع غير مصرح بها»، ويمكن للمستخدم حينها الدخول إلى إعدادات الخصوصية واتخاذ الإجراء المناسب.
كما أضافت «جوجل» لوحة تحكم جديدة ضمن إعدادات الأمان في هواتف Pixel تتيح للمستخدمين مراجعة قائمة التطبيقات التي تم الإبلاغ عنها خلال الأيام الأخيرة، ومعرفة الأسباب التي دفعت النظام إلى تصنيفها كتطبيقات خطرة أو متطفلة، وهذا يمنح المستخدم تحكمًا كاملًا في بياناته.
دور «جوجل» في حماية بيانات المستخدم
أكدت «جوجل» في بيان رسمي أن هذه الميزة تأتي استكمالًا لمشروع الحماية الرقمية الذي تعمل عليه الشركة منذ أكثر من خمس سنوات، مشيرة إلى أن هدفها الأساسي هو جعل كل مستخدم يشعر بأن جهازه هو مساحة آمنة تمامًا، وأن أي نشاط مريب سيتم كشفه ومعالجته فورًا، كما أوضحت أن التقنية الجديدة سيتم تعميمها لاحقًا على بقية أجهزة Android بعد اختبارها واستقرارها الكامل في سلسلة pixel.
وأضافت «جوجل» أن حماية الخصوصية لا تقتصر على مواجهة التطبيقات الضارة فقط، بل تشمل أيضًا حماية بيانات الموقع والصور والملفات الشخصية من عمليات التتبع الإعلاني، حيث يتم تشفير جميع البيانات الحساسة داخل الجهاز بطريقة تمنع أي جهة من الوصول إليها دون موافقة المستخدم.
خطوة جديدة ضمن خطة الأمن السيبراني
تأتي هذه الميزة ضمن سلسلة من الخطوات التي تتخذها «جوجل» لتعزيز الأمن السيبراني على أجهزتها، إذ تعمل الشركة على دمج الذكاء الاصطناعي في مراقبة التهديدات الأمنية والتنبؤ بها قبل حدوثها، كما تسعى إلى تطوير واجهة برمجة التطبيقات API التي تساعد مطوري التطبيقات في الالتزام بسياسات الخصوصية الجديدة، بحيث يصبح التعامل مع بيانات المستخدم أكثر شفافية.
وقد أكدت التقارير التقنية أن الميزة ستصل أولًا إلى هواتف Pixel 9 وPixel 9 Pro ثم يتم تعميمها على الإصدارات الأقدم عبر تحديثات النظام، في حين من المتوقع أن تكون هذه الخاصية جزءًا أساسيًا من نظام Android 15 الذي تطوره «جوجل» حاليًا.
تفاعل المستخدمين مع الميزة الجديدة
لاقى إعلان «جوجل» عن هذه الميزة ترحيبًا واسعًا من قبل المستخدمين وخبراء التقنية على حد سواء، حيث اعتبرها الكثيرون خطوة قوية نحو تعزيز الثقة بين الشركة ومستخدميها، خصوصًا بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت بعض أنظمة التشغيل المنافسة بشأن ضعف الحماية، وأكد المستخدمون أن وجود إشعارات فورية تُخبرهم عن أي محاولة لتتبعهم يمنحهم شعورًا أكبر بالأمان والسيطرة.
كما أشاد الخبراء بقدرة «جوجل» على استخدام الذكاء الاصطناعي في كشف التهديدات دون التأثير على أداء الهاتف أو استهلاك البطارية، وهو ما يجعل التجربة أكثر سلاسة وفعالية.
تؤكد الميزة الجديدة أن «جوجل» ماضية في مسار واضح نحو بناء بيئة رقمية آمنة تضع المستخدم في قلب الاهتمام، فهي لا تكتفي بتقديم أدوات تقنية متقدمة، بل تسعى إلى رفع مستوى الوعي الأمني لدى المستخدمين وتشجيعهم على مراقبة سلوك التطبيقات باستمرار، ومن الواضح أن المستقبل القريب سيشهد المزيد من التطويرات الأمنية التي ستجعل من أجهزة Pixel معيارًا جديدًا للثقة والخصوصية في عالم الهواتف الذكية.



