الأربعاء 29 أكتوبر 2025 الموافق 07 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

سنن الرسول بعد الفجر.. أعمال يسيرة وأجر عظيم

سنن بعد صلاة الفجر
سنن بعد صلاة الفجر

الفجر هو مفتاح «البركة» و«الهدى» في حياة المسلم، فهو بداية يومٍ يفيض بالخيرات، ووقت تُفتح فيه أبواب السماء لاستقبال الدعاء والذكر، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالمحافظة على صلاة الفجر لما فيها من فضلٍ عظيم وثوابٍ جزيل، ولأن الأعمال التي تلي صلاة الفجر تحمل أسرارًا روحية ونفحات ربانية، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة أن من حافظ على «سنن الفجر» نال من الله نورًا في وجهه وهدايةً في قلبه وسعةً في رزقه، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة»، وهو حديث عظيم يبين ما لصلاة الفجر وما بعدها من مكانة سامية في الإسلام، لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على اغتنام هذا الوقت المبارك ويقتدون بهدي رسول الله في أعمال ما بعد الفجر.

سنن الرسول بعد صلاة الفجر

كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها ذكرًا وعبادة، إلا أن وقت ما بعد الفجر كان له طابع خاص في سنته، فقد كان وقتًا تفيض فيه الرحمات ويعم فيه السكون وتتنزل الملائكة بالسكينة على الذاكرين، وكان عليه الصلاة والسلام يجلس بعد صلاة الفجر في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، كما جاء في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا»، وكان هذا الجلوس بعد الفجر سُنة متبعة ومنهجًا ربانيًا في تهذيب النفس وتزكية الروح، فمن جلس بعد الفجر يذكر الله ويستغفره نال من الله حفظًا في يومه وبركةً في رزقه وعافيةً في جسده.

الجلوس في المصلى بعد الفجر

من «أعظم السنن» التي واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي الجلوس في مصلاه بعد الفجر، حيث يُستحب للمسلم أن يجلس في المسجد بعد الصلاة ليتدبر نعم الله ويذكره تسبيحًا واستغفارًا، فالجلوس بعد الفجر ليس مجرد عادة بل عبادة عظيمة تجعل اليوم مليئًا بالنور والطاقة الإيجابية، ويُروى أن الصحابة كانوا يجلسون مع النبي في هذا الوقت المبارك يستمعون إلى العلم ويذكرون الله حتى تشرق الشمس ثم يصلون ركعتين، وهاتان الركعتان تُعدان من أفضل النوافل بعد الفجر إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى ركعتين بعد طلوع الشمس كانت له كأجر حجة وعمرة تامة».

الذكر والدعاء بعد الفجر

كان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الإكثار من الذكر والدعاء بعد صلاة الفجر، فكان يسبح الله ويحمده ويهلله ويستغفره، كما علّم أمته أذكار الصباح التي تُقال بعد الفجر، ومن تلك الأذكار قوله صلى الله عليه وسلم «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، وهي كلمات يسيرة لكنها تعادل الأذكار الكثيرة في الميزان، كما كان عليه الصلاة والسلام يدعو الله قائلًا «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، وهو دعاء يبعث في القلب السكينة ويجلب الطمأنينة بعد الفجر.

فضل الدعاء وقت الفجر

إن الدعاء بعد الفجر له مكانة عظيمة، لأن هذا الوقت هو «ساعة إجابة» تفتح فيها أبواب السماء، فالمؤمن إذا دعا في هذا الوقت المبارك كان أقرب إلى القبول، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الإكثار من الدعاء بعد الفجر، وكان من دعائه «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»، وكان يوصي بدعاء الرزق والمغفرة بعد الفجر لما فيه من زيادة في البركة ورفع للبلاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم «اللهم بارك لأمتي في بكورها»، فكل عمل يبدأ بعد الفجر هو عمل مبارك فيه توفيق وتسديد من الله تعالى.

الفجر وقت البركة والرزق

كثير من العلماء قالوا إن وقت الفجر هو وقت توزيع الأرزاق، وإن الله تعالى يقسم الأقدار في هذا الوقت، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يبدأ يومه بعد الفجر بالذكر والتفكر، وكان يقول «اللهم اجعل أول يومنا صلاحًا وأوسطه فلاحًا وآخره نجاحًا»، فمن اغتنم وقت الفجر بالدعاء والذكر والعمل الصالح فاز برزق واسع وعمر مبارك، ومن نام عن الفجر فقد خسر خير الدنيا والآخرة، لأن صلاة الفجر علامة الإيمان الصادق وعنوان الطاعة لله عز وجل.

أدعية الفجر المستحبة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أدعية كثيرة تُقال بعد الفجر، منها قوله «اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا واستجب دعائي من غير رد»، ودعاؤه الآخر «اللهم اكشف عني كل بلوى واصرف عني كل بليّة واغفر لي كل ذنب»، كما كان صلى الله عليه وسلم يدعو لأمته بالهداية والمغفرة بعد الفجر ويستغفر لأصحابه، وكان يُكثر من قول «اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات» لأن هذا الوقت مظنة قبول الدعاء.

الفجر وبداية النور في حياة المسلم

يُعد الفجر رمزًا للبداية والنقاء، فمن حافظ على صلاة الفجر وجعلها أول عملٍ في يومه أضاء الله له دربه وسهّل له أموره، فهي ليست مجرد صلاة بل هي عهد بين العبد وربه على الطاعة، وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين صلاة الفجر وبين النور يوم القيامة فقال «بشّر المشّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»، لذا فإن المحافظة على الفجر ليست فقط وسيلة للفوز بالأجر بل سبيلٌ للثبات والهداية في الدنيا والآخرة.

إن «سنن الفجر» التي داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم تجمع بين الذكر والدعاء والطمأنينة، وهي مفاتيح الرزق والسكينة في حياة كل مسلم، فمن واظب على صلاة الفجر وجلس بعدها يذكر الله تعالى ويقرأ القرآن ويستغفره حتى تشرق الشمس كان في ذمة الله وحفظه طوال يومه، فالحرص على الفجر يعني الحرص على نور الإيمان، ومن أحب أن يفتح يومه بالخير فعليه أن يجعل الفجر بداية النور في حياته، كما قال الله تعالى «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»، فهي صلاة تشهدها الملائكة ويكتب الله بها لمن أقامها بركة في العمر وسعة في الرزق.

تم نسخ الرابط