الخميس 30 أكتوبر 2025 الموافق 08 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

علامات نقص فيتامين D عند الأطفال وطرق العلاج

أعراض نقص فيتامين
أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال

يُعد فيتامين D من العناصر الأساسية في بناء صحة الطفل منذ الأشهر الأولى من عمره، إذ يلعب دورًا محوريًا في دعم نمو العظام والأسنان وتقوية المناعة، ويُعتبر من الفيتامينات النادرة التي يمكن للجسم إنتاجها ذاتيًا من خلال التعرض لأشعة الشمس، غير أن كثيرًا من الأطفال يعانون من «نقص فيتامين D» بسبب نمط الحياة الحديث وقلة التعرض للشمس أو سوء التغذية، وهو ما يستوجب من الأمهات الانتباه جيدًا لهذه الحالة التي قد تؤثر سلبًا على نمو أطفالهن وتطورهم البدني والعقلي.

أعراض نقص فيتامين D عند الأطفال

تظهر علامات نقص فيتامين D في مراحل مختلفة من عمر الطفل، وقد تكون الأعراض خفية في البداية لكنها تتطور تدريجيًا حتى تصبح واضحة، ومن أبرز العلامات التي يجب أن تنتبه لها الأم «ضعف نمو العظام» وتأخر المشي، فغياب فيتامين Dيؤثر مباشرة على امتصاص الكالسيوم والفوسفور الضروريين لبناء العظام، مما يجعل العظام أكثر هشاشة ويزيد خطر الإصابة بـ«الكساح»، كما يلاحظ على الطفل المصاب تقوس الساقين أو صعوبة في الوقوف لفترات طويلة.

ومن العلامات الأخرى التي تشير إلى «نقص فيتامين D» الشعور المستمر بالتعب والضعف العام، إذ يساهم فيتامين D في تنظيم الطاقة داخل الخلايا العضلية، وبدونه يشعر الطفل بالإرهاق حتى بعد فترات راحة قصيرة، كما يمكن أن تظهر أعراض نفسية مثل «العصبية الزائدة» أو قلة التركيز، بالإضافة إلى تساقط الشعر أو تأخر نمو الأسنان أو ضعف المناعة وازدياد فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

الأسباب الشائعة لنقص فيتامين D

يرجع «نقص فيتامين D» لدى الأطفال إلى عدة أسباب رئيسية، من أهمها قلة التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، فالكثير من الأطفال يقضون أغلب وقتهم في الأماكن المغلقة سواء في المنزل أو المدرسة أو أمام الشاشات الإلكترونية، مما يقلل من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين D الطبيعي، كما أن الاعتماد على الأطعمة الصناعية أو الوجبات السريعة يجعل الجسم يفتقر إلى المصادر الطبيعية لهذا الفيتامين.

كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من مشكلات في امتصاص الدهون في الجهاز الهضمي يكونون أكثر عرضة لـ«نقص فيتامين D»، لأن هذا الفيتامين من الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويحتاج الجسم إلى كميات كافية من الدهون الصحية لامتصاصه بفعالية، إضافة إلى أن الأطفال ذوي البشرة الداكنة يحتاجون إلى فترات أطول من التعرض للشمس مقارنة بذوي البشرة الفاتحة لإنتاج الكمية نفسها من فيتامين D.

الطرق الذكية لعلاج نقص فيتامين D دون أدوية

تستطيع الأم التعامل مع «نقص فيتامين D» بذكاء غذائي دون اللجوء فورًا إلى الأدوية أو المكملات، حيث يمكن تعديل النظام الغذائي للطفل ليشمل مجموعة من الأطعمة الغنية بـ فيتامين D مثل «صفار البيض» و«الأسماك الدهنية» كالسلمون والتونة والسردين، إضافة إلى منتجات الألبان المدعمة والحبوب الكاملة، كما يُفضل تقديم وجبات تحتوي على الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو لأنها تساعد على امتصاص الفيتامين بشكل أفضل.

ومن المهم أيضًا تشجيع الطفل على «التعرض للشمس» في أوقات الصباح الباكر أو قبل الغروب، فهذه الأوقات آمنة نسبيًا وتسمح للجسم بإنتاج فيتامين D طبيعيًا، ويكفي من 15 إلى 20 دقيقة من التعرض المباشر لأشعة الشمس يوميًا لتحقيق فائدة واضحة، ويمكن جعل هذه العادة جزءًا من الروتين اليومي مثل اللعب في الحديقة أو المشي في الخارج.

كما يمكن تعزيز امتصاص فيتامين D داخل الجسم من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفوسفور مثل الحليب والجبن والسبانخ، فالعلاقة بين هذه العناصر وثيقة جدًا، إذ لا يمكن للعظام الاستفادة الكاملة من الكالسيوم دون وجود مستويات كافية من فيتامين D.

دور الأم في الوقاية من نقص فيتامين D

يجب على الأم أن تكون على وعي بأهمية الوقاية لا العلاج فقط، فالمتابعة الدورية لصحة الطفل من خلال التحاليل الطبية تساعد في الكشف المبكر عن أي «نقص فيتامين D»، كما أن تنظيم الوجبات اليومية بطريقة متوازنة يسهم في بناء مناعة قوية وجهاز عظمي سليم، وينصح الأطباء بتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الحركية في الهواء الطلق بدلًا من الجلوس الطويل أمام الأجهزة الإلكترونية، لأن الحركة مع ضوء الشمس تعني إنتاجًا طبيعيًا ومستمرًا لـ فيتامين D.

وفي حال أوصى الطبيب باستخدام مكملات فيتامين D، يجب الالتزام بالجرعة المحددة دون زيادة أو نقصان، لأن الإفراط في تناول الفيتامين يمكن أن يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة، فالتوازن هو المفتاح بين الغذاء الصحي والتعرض للشمس والمكملات عند الحاجة.

أهمية فيتامين D في مراحل النمو المختلفة

يظل فيتامين D عنصرًا أساسيًا ليس فقط في الطفولة بل في جميع مراحل النمو، فهو الفيتامين الذي يدعم «قوة العظام» ويحافظ على بنية الجسم السليمة، كما يلعب دورًا في تحسين المزاج وتقوية جهاز المناعة، وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على كفايتهم من فيتامين D يكونون أقل عرضة للأمراض المزمنة في المستقبل مثل السكري أو هشاشة العظام أو حتى بعض أنواع العدوى.

فيتامين D ليس مجرد عنصر غذائي بل هو أساس «الصحة المتكاملة» للطفل، والعناية به منذ الصغر تضمن حياة صحية خالية من المشكلات في المستقبل، لذا فإن الوعي الغذائي للأم هو السلاح الأقوى لحماية أطفالها من النقص والمضاعفات.

تم نسخ الرابط