ارتفاع «الذهب عيار 21» بنحو 40 جنيهاً اليوم الجمعة

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية المصرية اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات المسائية. 

وجاء هذا الصعود مدعوماً بتطورات اقتصادية عالمية، كان أبرزها تراجع الدولار نتيجة قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع في المائة للمرة الثانية على التوالي. 

وتتوقع السوق مواصلة «المعدن الأصفر صعوده» خلال الأيام المقبلة مع استمرار حالة عدم اليقين.

ووفقًا لآخر تحديثات منصة «آي صاغة» المتخصصة في رصد أسعار الذهب، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو «الأكثر تداولًا في السوق المحلي» – بنحو 40 جنيهًا عن أسعار افتتاح التعاملات، ليسجل 5350 جنيهًا.

أسعار الذهب المسائية في السوق المحلي

جاءت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية اليوم على النحو التالي، مع ملاحظة أن الأسعار تشمل المصنعية والضريبة المتوقعة على كل جرام:

خلفية الارتفاع: جاذبية «الملاذ الآمن» ترتفع بقرار الفيدرالي

يشير محللون اقتصاديون إلى أن قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة له تأثير مباشر على أسعار الذهب. 

فعندما تنخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، «تنخفض جاذبية الدولار» والسندات المقومة به. وبالمقابل، يعزز ذلك جاذبية الذهب كملاذ آمن لا يتأثر بتقلبات سعر الفائدة.

وأكد المحللون أن خفض الفائدة الأمريكية «عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن»، ما قد يدفع الأسعار إلى «مستويات جديدة» خلال الفترة المقبلة مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية والتخوف من التضخم. 

هذا التوقع يشير إلى أن المستثمرين يتجهون لحماية رؤوس أموالهم بالاحتفاظ بالمعدن النفيس.

مجلس الذهب العالمي يرصد تراجع مشتريات المصريين

في سياق متصل بتقلبات السوق، كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن تراجع في إجمالي مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2025:

إجمالي المشتريات: تراجعت مشتريات المصريين إلى 9.9 طن، بانخفاض نسبته 14% مقارنة بالربع الثاني من العام ذاته الذي بلغ فيه الإجمالي 11.5 طناً.

التراجع السنوي: كما تراجعت المشتريات الإجمالية بنسبة 5% على أساس سنوي مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024.

تفاصيل المشغولات والسبائك

أظهرت البيانات، التي نقلتها منصة «جولد بيليون» نقلاً عن مجلس الذهب العالمي، تفصيلاً لنوع المشتريات:

المشغولات الذهبية: سجلت مشتريات المشغولات الذهبية 4.4 طن خلال الربع الثالث، منخفضة بنسبة 15% عن العام الماضي، مما يعكس تراجع الإقبال على الاستهلاك الكمالي للذهب.

السبائك والعملات الذهبية: بلغت مشتريات السبائك والعملات الذهبية 5.6 طن. ورغم أنها أقل من مستويات الربع الثاني من 2025 (5.9 طن)، إلا أنها ارتفعت بنسبة 5% مقارنة بالربع الثالث من 2024، مما يدل على استمرار اهتمام المصريين بالذهب كأداة «ادخار واستثمار».

ويشير هذا التباين إلى أن المصريين يواصلون التعامل مع الذهب كأداة تحوط رئيسية ضد التضخم وتقلبات سعر الصرف، على الرغم من التراجع الإجمالي في حجم المشتريات.

ميزان السوق: التضخم المحلي يواجه التيسير الأمريكي

تُظهر حركة الأسعار في مصر تفاعلاً معقداً بين العوامل العالمية والمحلية، فبينما يرفع قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة من جاذبية الذهب دولياً، تظل الأسعار المحلية مدفوعة أيضاً بـ «معدلات التضخم» المحلية ومخاوف المستثمرين من تآكل قيمة العملة.

الارتفاع الأخير بـ 40 جنيهاً لعيار 21 يعكس استجابة سريعة للسوق العالمي. ويرى المحللون أن التوقعات بمواصلة الصعود تجعل الذهب، خاصة في شكل «السبائك والعملات الذهبية»، الخيار الأول للادخار في ظل حالة عدم اليقين المستمرة.