الأزمة الأخيرة بمتحف اللوفر تبرز قيمة الآثار المصرية عالميا
شهد متحف اللوفر العريق في العاصمة الفرنسية باريس، على مدار الشهرين الماضيين، سلسلة من الحوادث العالمية التي أثرت على سمعته وأمن مقتنياته.
فبعد واقعة «سرقة مجوهرات» بقيمة ضخمة بلغت 102 مليون دولار في أكتوبر الماضي، تسببت «تسريبات مياه» عانت منها مباني المتحف في نوفمبر الماضي، في إحداث خسارة جديدة أمس الأحد.
أدت هذه التسريبات الأخيرة إلى إتلاف مئات الكتب النادرة في قسم الآثار المصرية بالمتحف. وتتراوح الكتب المتضررة ما بين «300 إلى 400 كتاب نادر» من المراجع والدراسات المتخصصة.
تفاصيل الأضرار: كتب علمية وليست «مقتنيات قيمة»
كشف مدير متحف اللوفر، فرانسيس شتاينبوك، عن تفاصيل الأضرار الناجمة عن تسريب المياه، مؤكداً أن الخسارة تركزت في المكتبة المرجعية الخاصة بالقسم.
وقال شتاينبوك إن الكتب المفقودة هي «تلك التي اطلع عليها علماء المصريات لكن ليست الكتب القيمة» ذات الأهمية التاريخية المباشرة كمقتنيات أثرية.
ومع ذلك، تبقى هذه الكتب مصادر علمية لا غنى عنها للباحثين والمتخصصين.
اعتراف بتأجيل الإصلاحات
أقر مدير المتحف بأن مشكلة تسريب المياه كانت «معروفة منذ سنوات» داخل إدارة المتحف. وأوضح أن الإصلاحات اللازمة لمعالجة المشكلة كان من المزمع إجراؤها في سبتمبر 2026، مما يثير تساؤلات حول أولوية الصيانة الوقائية في المؤسسة.
وتؤكد هذه الواقعة أن «التهديدات الداخلية» قد تكون أحياناً لا تقل خطورة عن التهديدات الأمنية الخارجية.
جناح الآثار المصرية: ثروة تاريخية لا تُقدر بثمن
يمثل قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر واحداً من أهم المجموعات العالمية خارج مصر، ويضم جناحاً كاملاً مخصصاً لآثار «الحضارة المصرية القديمة».
تاريخ التأسيس والتوسعة:
الافتتاح والتأسيس: وفقاً لكتاب "متاحف الآثار: كنوز الماضي.. ثروات المستقبل" للمؤلف جلال أبو بكر، فقد افتتح القسم عام 1926م، وأعده العالم شامبليون.
بداية المجموعة: أرسل شامبليون في عام 1853م إلى المتحف 44 صندوقًا من الآثار المصرية من مختلف العصور.
حجم المجموعة الحالي: تبلغ مجموعة القسم المصري حالياً حوالي «55 ألف قطعة أثرية»، وهو رقم ضخم مقارنة بمائة ألف قطعة لآثار الشرق الأدنى في المتحف ذاته.
التوسعات: أعيد افتتاح قاعة الآثار المصرية بعد تعديلات وإضافات هامة في عام 1997م، حيث زادت مقتنياتها بنسبة «ستين بالمائة» عما كانت عليه قبل التعديل.
أبرز كنوز القسم المصري في اللوفر
يضم قسم الآثار المصرية باللوفر مجموعة استثنائية من المقتنيات النادرة التي تجذب ملايين الزوار سنوياً:
مجموعة التماثيل الفريدة:
من أهم مجموعات الآثار المصرية المعروضة في اللوفر هي التماثيل، وأبرزها:
تمثال الكاتب «كاى» الشهير من سقارة.
تمثال جماعي من الأسرة الثالثة.
تمثالا إخناتون ونفرتيتي من العمارنة.
تمثال الملك أمنحتب الثالث.
تمثال للملكة تي ورأس الأميرة من العمارنة.
رأس آخر غير مكتمل للملك إخناتون.
تمثال لرميس الرابع وتمثال الملكة أحمس نفرتارى.
تمثال حاملة القرابين الخشبي.
المعبودات والقطع الجنائزية
كما يضم القسم تماثيل للمعابد والمعبودات مثل «تمثال مزدوج لآمون وموت»، بالإضافة إلى مقتنيات جنائزية هامة تشمل أقنعة وبورتريهات الفيوم، وتوابيت خشبية ملونة من العصر المتأخر.
ويُعرض أيضاً نقوش من جبانة الجيزة ومن الأسرة الحادية عشرة لنائحات، ونقش من حجر جيري ملون يمثل الحصاد.
تاريخ القسم وقلق خبراء الآثار
إن إتلاف مئات الكتب في قسم الآثار المصرية يمثل خسارة علمية كبيرة تتجاوز قيمتها المادية، لكونها مراجع اعتمد عليها الباحثون منذ إنشاء القسم، الذي يُنسب الفضل في تأسيسه إلى عالم المصريات الفرنسي «جان فرانسوا شامبليون»، مؤسس علم المصريات الحديث، وتبرز هذه الأزمة الحاجة الملحة لتمويل وصيانة المؤسسات الثقافية الكبرى.
أثار الحادثان المتتاليان، السرقة والتلف، قلق خبراء الآثار والمتاحف حول العالم، الذين يرون أن متحفاً بحجم اللوفر يجب أن يتمتع بأعلى معايير «الأمن والصيانة الوقائية».
ويُنتظر أن تجري الحكومة الفرنسية تحقيقاً معمقاً ليس فقط في أسباب التسرب المائي، بل أيضاً في جدوى تأجيل الإصلاحات لسنوات، وهو ما أدى لهذه الخسارة غير المبررة في سجلات المتحف.
- متحف
- اللوفر
- الزوار
- الراب
- واقعة
- تهديد
- الأحد
- الدراسات
- العالم
- الصيانة
- أضرار
- سرقة مجوهرات
- كتب
- المصري
- الملك
- خلية
- مجوهرات
- صلاح
- درة
- داره
- القيم
- كتاب
- أمن
- علماء
- الحوادث
- الخارجية
- الكتب
- المتحف
- المياه
- التاريخ
- حوادث
- الآثار
- باحثين
- ليون
- الماء
- بداية
- متاحف
- مصر
- العالمي
- نوفمبر
- سرقة
- أكتوبر
- باريس
- الآثار المصرية
- الفرن
- الحضارة المصرية القديمة
- مياه
- قطع
- أحداث
- العاصمة
- تمثال
- المرج
- الداخلية
- القارئ نيوز



