إفراط مكملات الكولاجين يسبب مخاطر صحية يجب الانتباه لها

مكملات الكولاجين أصبحت محورًا لاهتمام واسع خلال السنوات الأخيرة بسبب الترويج لفوائدها الجمالية والصحية، إلا أن الإفراط فى تناولها قد يحمل مخاطر صحية يجب الانتباه لها، ومع تزايد الإقبال على هذه المنتجات من مختلف الأعمار أصبح من الضرورى فهم التأثيرات الجانبية المحتملة وكيف يمكن أن تتحول هذه المكملات من مصدر دعم للجسم إلى سبب لظهور أعراض غير مرغوبة، خاصة أن الكثيرين يلجأون إليها دون استشارة طبية أو دون معرفة الجرعات المناسبة، مما يخلق مساحة واسعة لظهور مشكلات صحية قد تكون بسيطة لدى البعض وشديدة لدى آخرين، وفى هذا المقال يستعرض القارئ نيوز بشكل موسع تلك المخاطر مع تقديم توعية شاملة.

فهم دور مكملات الكولاجين فى الجسم

تعمل مكملات الكولاجين على تعويض الانخفاض الطبيعى فى إنتاج الكولاجين داخل الجسم نتيجة التقدم فى العمر، ويعد الكولاجين البروتين المسؤول عن قوة الجلد ومرونته ودعم المفاصل والأنسجة المختلفة، لذلك يلجأ الكثيرون إلى هذه المكملات لتحسين مظهر البشرة وتقليل التجاعيد وتعزيز صحة الشعر والأظافر، ومع أن هذه الفوائد حقيقية ومثبتة لدى بعض الحالات إلا أن استخدام المكملات دون تنظيم أو بكميات كبيرة قد يؤثر سلبًا على توازن الجسم ويؤدى إلى ظهور آثار غير مرغوبة، ومن هنا تأتى أهمية الوعى بأن «الكولاجين» ليس مجرد منتج تجميلى بل مركب بيولوجى يتفاعل مع أجهزة الجسم المختلفة مما يجعل الإسراف فى تناوله سلوكًا يحتاج إلى دراسة واعتدال.

مشاكل الجهاز الهضمى عند الإفراط فى مكملات الكولاجين

قد يسبب الإفراط فى تناول مكملات الكولاجين اضطرابات هضمية متنوعة مثل الشعور بالامتلاء المستمر أو الانتفاخ أو الغثيان، ويرجع ذلك إلى أن بعض أنواع الكولاجين تكون ثقيلة على الهضم خاصة إذا كانت مستخلصة من مصادر غير مناسبة للجسم أو إذا تناولها الشخص بجرعات كبيرة، كما أن البعض قد يواجه حساسية تجاه بعض المركبات المستخدمة فى تصنيع المكملات مما يفاقم مشاكل الهضم، وهنا يجب الانتباه إلى أن زيادة الجرعة لا تعنى الحصول على نتائج أسرع بل قد تعنى إرهاق الجهاز الهضمى وإدخاله فى دوامة من الاضطرابات التى يمكن تجنبها بسهولة عند الالتزام بجرعات معتدلة، وتؤكد بعض الدراسات أن الاستهلاك المفرط يؤدى إلى زيادة إفراز الأحماض الهضمية مما قد يسبب تهيجًا لدى المصابين بارتجاع المرىء أو التهابات المعدة، لذلك تعد مراقبة رد فعل الجسم خطوة مهمة عند تناول الكولاجين.

تأثير مكملات الكولاجين على الكلى

من أخطر ما قد ينتج عن الإفراط فى مكملات الكولاجين هو التأثير السلبى على الكلى لأنها تعمل على معالجة البروتينات الزائدة والتخلص منها عبر عملية معقدة، وعندما يتناول الشخص كميات كبيرة من الكولاجين قد يزداد العبء على الكلى مما يعرضها للإجهاد خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم مشاكل سابقة فى وظائف الكلى، كما أن بعض مكملات الكولاجين تحتوى على نسب عالية من الكالسيوم مما قد يؤدى إلى تكوين حصوات لدى البعض إذا كان الاستهلاك يتم بشكل غير منضبط، وهنا يصبح من الضرورى التحذير من «الاستخدام العشوائى» الذى قد يضر أكثر مما ينفع، لذلك يفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام تلك المكملات خاصة إذا كان الشخص يعانى من أمراض مزمنة أو يتناول أدوية معينة قد تتداخل مع امتصاص الكولاجين أو طريقة التخلص منه.

الحساسية ومخاطر المكونات غير المعروفة

قد يحتوى بعض أنواع مكملات الكولاجين على إضافات مثل النكهات الصناعية أو المواد الحافظة أو المستخلصات الحيوانية التى قد تسبب حساسية لدى البعض، وفى حالة الإفراط قد تزيد احتمالية ظهور الأعراض التحسسية بما يشمل الطفح الجلدى أو الحكة أو تورم الوجه، كما قد يواجه البعض حساسية تجاه مصادر الكولاجين نفسها مثل الكولاجين البحرى أو الحيوانى، مما يجعل قراءة الملصق الغذائى خطوة ضرورية، وقد شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمنتجات غير معتمدة قد تحتوى على شوائب أو تركيزات غير آمنة، وهنا تكمن خطورة «الشراء العشوائى» دون التأكد من مصدر المنتج أو جودته، لذلك تعد الحذر والاختيارات الصحيحة من أهم الخطوات لتجنب تلك المشكلات.

تأثير الإفراط على توازن العناصر الغذائية فى الجسم

عند تناول مكملات الكولاجين بكميات كبيرة قد يتسبب ذلك فى اختلال توازن العناصر الغذائية داخل الجسم، فالكولاجين بروتين يحتاج فى امتصاصه إلى بعض العناصر المساندة مثل فيتامين سى، والإفراط فى البروتينات قد يعيق امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن الأخرى، مما قد يسبب ضعفًا عامًا أو إرهاقًا أو فقدانًا غير مبرر للطاقة، كما قد يؤدى ذلك إلى ارتفاع مستويات بعض الأحماض الأمينية بشكل مبالغ فيه مما قد يؤثر على المزاج أو النوم أو وظائف العضلات، وهنا يجب التأكيد على أن الجسم يعمل وفق منظومة دقيقة تحتاج إلى توازن بين العناصر وليس إلى الإفراط فى نوع معين حتى لو كان له فوائد، لذلك يجب النظر إلى المكملات كعامل مساعد وليس بديلاً كاملاً عن الغذاء المتوازن.

كيفية تناول مكملات الكولاجين بشكل آمن

لتجنب المشكلات السابقة يجب الالتزام بتناول مكملات الكولاجين بجرعات معتدلة مع استشارة الطبيب أو أخصائى التغذية لتحديد النوع المناسب والكمية المثالية، كما ينصح بتناول المكملات من مصادر موثوقة لضمان الجودة، بالإضافة إلى دمج نظام غذائى متوازن يدعم إنتاج الكولاجين الطبيعى فى الجسم مثل تناول الخضروات الورقية والفواكه الغنية بفيتامين سى واللحوم البيضاء والأسماك، كما ينصح بمراقبة أى أعراض جديدة فور بدء المكملات لأن «اكتشاف المشكلة مبكرًا» يساعد فى تفادى تطور المضاعفات، وتجنب تناول أكثر من نوع مكمل فى الوقت نفسه لأن ذلك قد يضاعف العبء على الجسم.

يبقى الاستخدام الآمن لـ مكملات الكولاجين هو المفتاح الحقيقى للاستفادة منها دون التعرض للمخاطر، فهذه المكملات ليست مجرد منتجات تجميلية بل مركبات بيولوجية تحتاج إلى اعتدال ووعى، وقد أثبتت التجارب أن الإفراط فى تناولها قد يؤدى إلى مشاكل فى الهضم والكلى والحساسية، كما قد يتسبب فى اختلال توازن العناصر الغذائية مما يؤثر فى نشاط الجسم وصحته العامة، لذلك فإن أفضل نهج هو «التوازن» والابتعاد عن الجرعات العالية التى لا تضيف فائدة حقيقية بقدر ما تزيد من المخاطر، ومع الوعى الجيد والالتزام بالتعليمات يمكن تحقيق الاستفادة القصوى دون أى أضرار.