خرافة أم حقيقة هل يضر الشحن الزائد بطارية الهاتف

مع تطور الهواتف الذكية وزيادة الاعتماد اليومي عليها انتشرت تساؤلات كثيرة حول «بطارية الهاتف» وما إذا كان ترك الهاتف متصلًا بالشاحن بعد اكتمال الشحن يؤدي فعلًا إلى تلفها أم أن الأمر لا يعدو كونه «خرافة» متداولة بين المستخدمين، ويأتي هذا السؤال مع حرص الجميع على إطالة عمر «بطارية الهاتف» والحفاظ على كفاءتها لأطول فترة ممكنة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الهواتف وصعوبة استبدال البطارية في كثير من الأجهزة الحديثة.

كيف تعمل بطارية الهاتف في الأساس

تعتمد أغلب الهواتف الذكية حاليًا على بطاريات «ليثيوم أيون» أو «ليثيوم بوليمر»، وهي أنواع متطورة صممت لتكون أكثر أمانًا وكفاءة مقارنة بالبطاريات القديمة، وتعمل «بطارية الهاتف» وفق دورات شحن محددة، حيث تمثل كل دورة انتقال البطارية من نسبة منخفضة إلى 100٪ ثم العودة للاستخدام، ومع مرور الوقت وعدد الدورات تبدأ كفاءة «بطارية الهاتف» في الانخفاض بشكل طبيعي، وهو أمر لا مفر منه حتى مع أفضل طرق الاستخدام.

هل الشحن الزائد خطر حقيقي أم مجرد خرافة

يعتقد كثيرون أن ترك الهاتف موصولًا بالشاحن بعد وصوله إلى نسبة 100٪ يؤدي إلى «الشحن الزائد» وبالتالي تلف «بطارية الهاتف»، لكن الحقيقة أن الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة ذكية لإدارة الطاقة، فعند اكتمال الشحن تقوم الدوائر الداخلية بفصل التيار تلقائيًا أو تقليله إلى الحد الأدنى، ما يمنع وصول طاقة إضافية تضر «بطارية الهاتف»، وبالتالي فإن مفهوم الشحن الزائد بالشكل القديم لم يعد موجودًا كما كان في السابق.

دور أنظمة الحماية الذكية في الحفاظ على البطارية

تحتوي الهواتف الذكية على «أنظمة حماية» متقدمة تراقب درجة الحرارة ومستوى الشحن وسرعة تدفق الطاقة، وعند امتلاء «بطارية الهاتف» تتوقف عملية الشحن الفعلي وتتحول إلى ما يشبه الشحن التعويضي البسيط للحفاظ على النسبة، وهذا يعني أن الهاتف لا يستمر في ضخ الكهرباء داخل «بطارية الهاتف» بشكل يسبب تلفًا مباشرًا، وهو ما يجعل ترك الهاتف على الشاحن لفترة قصيرة بعد الامتلاء أمرًا آمنًا نسبيًا.

متى يصبح ترك الهاتف على الشاحن مشكلة حقيقية

رغم أن الشحن الزائد ليس الخطر الأكبر، إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في «الحرارة»، فترك الهاتف متصلًا بالشاحن لفترات طويلة خاصة أثناء النوم ومع تغطيته أو وضعه على وسادة قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، والحرارة تعد العدو الأول لـ«بطارية الهاتف»، إذ تسرع من تدهور الخلايا الداخلية وتقلل من العمر الافتراضي، لذلك فإن الخطر لا يأتي من الشحن نفسه بل من الظروف المحيطة بعملية الشحن.

تأثير الشحن الليلي على بطارية الهاتف

يعد الشحن الليلي من أكثر العادات شيوعًا، ومعه يثار القلق حول تأثيره على «بطارية الهاتف»، وتشير آراء الخبراء إلى أن الشحن طوال الليل لا يسبب ضررًا مباشرًا بفضل أنظمة التحكم، لكنه قد يؤدي إلى استهلاك عدد أكبر من دورات الشحن الجزئية، كما أن بقاء الهاتف بنسبة 100٪ لفترات طويلة قد يساهم تدريجيًا في تقليل كفاءة «بطارية الهاتف» على المدى البعيد، لذا يفضل فصل الشاحن بعد الاستيقاظ مباشرة.

نصائح مهمة لإطالة عمر بطارية الهاتف

للحفاظ على «بطارية الهاتف» ينصح الخبراء بعدم ترك نسبة الشحن تصل دائمًا إلى الصفر، وكذلك عدم إبقائها عند 100٪ لفترات طويلة دون داع، ويعتبر النطاق المثالي للشحن ما بين 20٪ و80٪، كما يفضل استخدام شواحن أصلية أو معتمدة لتجنب تلف «بطارية الهاتف»، والحرص على عدم تعريض الهاتف لدرجات حرارة مرتفعة أثناء الشحن.

هل الشواحن السريعة تؤثر على البطارية

مع انتشار «الشحن السريع» يخشى البعض من تأثيره السلبي على «بطارية الهاتف»، لكن الشركات المصنّعة تؤكد أن هذه التقنية مصممة للعمل بأمان، حيث يتم تقليل سرعة الشحن تلقائيًا عند وصول البطارية إلى نسب مرتفعة، ومع ذلك فإن الاعتماد المستمر على الشحن السريع قد يؤدي إلى ارتفاع الحرارة بشكل متكرر، وهو ما قد يؤثر على «بطارية الهاتف» مع مرور الوقت مقارنة بالشحن العادي.

خلاصة القول خرافة أم حقيقة

ترك الهاتف متصلًا بالشاحن بعد الامتلاء يؤدي حتمًا إلى تلف «بطارية الهاتف» هي أقرب إلى «الخرافة» في عصر الهواتف الذكية الحديثة، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل العوامل الأخرى مثل الحرارة وسوء استخدام الشواحن، فالحفاظ على «بطارية الهاتف» يعتمد على مجموعة من العادات الصحيحة وليس على عامل واحد فقط.