الأربعاء 24 ديسمبر 2025 الموافق 04 رجب 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

متى يتحول ارتجاع المريء لخطر حقيقي يحذر منه الأطباء

ارتجاع المريء
ارتجاع المريء

يعد «ارتجاع المريء» من أكثر الاضطرابات الهضمية انتشارا بين مختلف الفئات العمرية، حيث يعاني الملايين من شعور الحموضة وحرقة الصدر وارتداد الحمض من المعدة إلى المريء، وغالبا ما يتم التعامل مع ارتجاع المريء على أنه عرض عابر يمكن السيطرة عليه بتغيير نمط الغذاء أو تناول بعض الأدوية البسيطة، إلا أن الأطباء يحذرون من تجاهل ارتجاع المريء لفترات طويلة، لأن استمرار الحالة دون علاج قد يحولها إلى خطر حقيقي يهدد صحة الجهاز الهضمي ويؤثر على جودة الحياة بشكل عام.

ما هو ارتجاع المريء ولماذا يحدث

يحدث «ارتجاع المريء» عندما يرتد حمض المعدة أو العصارة الهضمية إلى أنبوب المريء بسبب ضعف أو ارتخاء العضلة العاصرة السفلية، وهي الصمام الذي يفصل بين المعدة والمريء، هذا الارتخاء يسمح بعودة الحمض إلى الأعلى محدثا تهيجا في بطانة المريء، ومع تكرار ارتجاع المريء تبدأ الأعراض في الظهور بشكل أوضح مثل الحموضة المزمنة والشعور بالحرقة بعد الأكل وصعوبة البلع وأحيانا السعال الجاف.

أعراض شائعة لا يجب تجاهلها

يشير الأطباء إلى أن ارتجاع المريء في بدايته قد يكون بسيطا، لكن الخطر يكمن في استمرار الأعراض دون علاج، ومن أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه «حرقة الصدر المتكررة» التي لا تختفي بسهولة، و«ألم الصدر» الذي قد يختلط مع أعراض القلب، و«صعوبة البلع» أو الإحساس بوجود شيء عالق في الحلق، إضافة إلى «بحّة الصوت» و«السعال المزمن» خاصة في الليل، هذه الأعراض إذا تكررت تدل على أن ارتجاع المريء لم يعد حالة عابرة بل مشكلة تحتاج إلى تقييم طبي.

متى يتحول ارتجاع المريء إلى خطر حقيقي

يحذر الأطباء من أن «ارتجاع المريء» يصبح خطيرا عندما يؤدي إلى التهابات مزمنة في بطانة المريء، حيث يتسبب الحمض في تآكل الأنسجة مع مرور الوقت، ومن أخطر المضاعفات ما يعرف باسم «التهاب المريء التآكلي» الذي قد يسبب نزيفا وألما شديدا، كما قد يؤدي ارتجاع المريء غير المعالج إلى حدوث «تضيق المريء» نتيجة التئام التقرحات بشكل خاطئ، مما يصعب عملية البلع ويؤثر على التغذية.

ارتجاع المريء ومريء باريت

من أخطر المراحل التي قد يصل إليها «ارتجاع المريء» ما يعرف بحالة «مريء باريت»، وهي تغيرات تحدث في خلايا بطانة المريء نتيجة التعرض المستمر للحمض، ويؤكد الأطباء أن مريء باريت يعد حالة ما قبل سرطانية، حيث تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، ورغم أن هذه الحالة لا تصيب جميع مرضى ارتجاع المريء، إلا أن تجاهل الأعراض لسنوات طويلة يرفع احتمالية حدوثها، لذلك ينصح الأطباء بالفحص الدوري للمرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء المزمن.

تأثير ارتجاع المريء على الحياة اليومية

لا يقتصر ضرر «ارتجاع المريء» على الجهاز الهضمي فقط، بل يمتد ليؤثر على النوم والتركيز والحالة النفسية، فالأعراض الليلية مثل الحرقة والسعال قد تسبب الأرق المتكرر، كما أن الخوف من تناول بعض الأطعمة قد يحد من النشاط الاجتماعي، ويشير المختصون إلى أن تجاهل ارتجاع المريء قد يؤدي إلى تراجع جودة الحياة بشكل واضح، خاصة مع الشعور الدائم بعدم الراحة والقلق من المضاعفات المحتملة.

عوامل تزيد من خطورة ارتجاع المريء

هناك عوامل عدة قد تجعل «ارتجاع المريء» أكثر خطورة، من بينها السمنة وزيادة الوزن، حيث يضغط تراكم الدهون على المعدة فيزيد من ارتداد الحمض، كما أن التدخين وتناول الكحوليات والإفراط في الأطعمة الدسمة والحارة يفاقم من المشكلة، إضافة إلى ذلك فإن الحمل وبعض الأدوية قد تساهم في زيادة ارتجاع المريء، ويؤكد الأطباء أن التحكم في هذه العوامل يعد خطوة أساسية للوقاية من تطور الحالة.

متى يجب زيارة الطبيب

يشدد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب في حال استمرار أعراض «ارتجاع المريء» لأكثر من أسابيع قليلة، أو عند ظهور علامات إنذارية مثل فقدان الوزن غير المبرر، أو القيء المتكرر، أو وجود دم في القيء أو البراز، فهذه الأعراض قد تشير إلى مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل، كما أن التشخيص المبكر يساعد في منع تطور ارتجاع المريء إلى مراحل أكثر خطورة.

طرق الوقاية والعلاج

يعتمد علاج «ارتجاع المريء» على تغيير نمط الحياة إلى جانب العلاج الدوائي، حيث ينصح الأطباء بتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم، ورفع الرأس أثناء النوم، والابتعاد عن الأطعمة التي تحفز الحموضة، كما تستخدم أدوية تقلل إفراز الحمض أو تحسن حركة المعدة، وفي الحالات الشديدة قد يكون التدخل الجراحي خيارا مطروحا، الهدف الأساسي من العلاج هو السيطرة على ارتجاع المريء ومنع حدوث المضاعفات الخطيرة.

رسالة الأطباء للمرضى

يؤكد الأطباء أن «ارتجاع المريء» ليس مجرد شعور مزعج يمكن تجاهله، بل حالة صحية تستدعي الوعي والمتابعة، فالتعامل المبكر مع ارتجاع المريء والالتزام بالعلاج والتعليمات الطبية يقي من تطوره إلى خطر حقيقي، ويضمن الحفاظ على صحة المريء وجودة الحياة، لذلك فإن الانتباه للأعراض وعدم الاستهانة بها هو الخطوة الأولى نحو الوقاية والعلاج.

تم نسخ الرابط