الخميس 01 مايو 2025 الموافق 03 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

في يوم الأرض.. الطبيعة تُذكرنا بثمن الإهمال

القارئ نيوز

في 22 أبريل من كل عام، تتوجه أنظار العالم إلى كوكب الأرض، في مناسبة بيئية تُعد الأكبر من نوعها عالميًا، مناسبة لا تحتفل بالجمال الطبيعي فحسب، بل تُقرع أجراس الإنذار بشأن المخاطر البيئية المحدقة بنا، وعلى رأسها التغير المناخي والتلوث.

من تسرب نفطي إلى صحوة عالمية

بدأت حكاية «يوم الأرض» في عام 1970، بمبادرة من السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، الذي استلهم الفكرة بعد أن شهد تسربًا نفطيًا كارثيًا بالقرب من سواحل كاليفورنيا عام 1969، المشهد كان صادمًا: بقع نفطية تمتد لأميال في مياه المحيط الهادئ، مهددة حياة الأسماك والطيور البحرية.

عاد نيلسون من رحلته إلى واشنطن وهو مصمم على إحداث تغيير، فاقترح تخصيص يوم وطني للاحتفال بكوكب الأرض، يُستخدم كمنصة لحشد الدعم الشعبي والسياسي لقضايا البيئة، وبالفعل، خرج في أول «يوم أرض» نحو 20 مليون أمريكي إلى الشوارع، للمطالبة ببيئة أكثر أمانًا وعدالة.

من محلي إلى عالمي.. كيف أصبح يوم الأرض حدثًا كوكبيًا؟

بعد مرور 20 عامًا، وتحديدًا في 1990، أصبح "يوم الأرض" مناسبة دولية، حيث شارك فيه أكثر من 200 مليون شخص من 141 دولة، ومع دخول الألفية الجديدة، تضاعف عدد المشاركين وتوسعت الموضوعات، لتشمل التغير المناخي، الطاقة النظيفة، الحفاظ على التنوع البيولوجي، والزراعة المستدامة.

اليوم، يُحتفل بيوم الأرض في أكثر من 184 دولة، وتشارك فيه أكثر من مليار شخص سنويًا، بحسب منظمة «يوم الأرض»، التي تدير الحملات البيئية المرتبطة بالمناسبة.

شعار 2025.. الطاقة المتجددة أولًا

تتغير الشعارات الرئيسية ليوم الأرض كل عام. وفي عام 2025، يحمل اليوم شعارًا يُركز على أهمية التحول إلى الطاقة المتجددة، لعدة أسباب أبرزها:

الانخفاض الكبير في تكلفة الألواح الشمسية بنسبة تصل إلى 93% خلال العقد الماضي.

مساهمة الطاقة المتجددة في تقليل التلوث الهوائي، وبالتالي تقليل الأمراض الناتجة عنه.

توفير ملايين فرص العمل عالميًا، حيث يُتوقع خلق 14 مليون وظيفة جديدة في قطاع الطاقة النظيفة.

وقد أصبحت حوالي 50 دولة حول العالم تنتج بالفعل أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

ثمن التلوث.. تسعة ملايين وفاة سنويًا

تشير تقارير علمية حديثة إلى أن التلوث البيئي يقتل أكثر من 9 ملايين شخص سنويًا، معظمهم في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، وتُعد بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضررًا، بينما سجلت السويد وبروناي أقل معدلات وفيات.

ويُعتبر تلوث الهواء هو المسبب الرئيسي لهذه الوفيات، إذ يؤدي إلى أمراض القلب وسرطان الرئة والسكتات الدماغية، كما أن تلوث المياه وأماكن العمل يُشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة، خصوصًا في الدول التي تشهد نموًا اقتصاديًا سريعًا مثل الهند والصين.

أبرز إنجازات يوم الأرض

ساهمت هذه المناسبة البيئية السنوية في العديد من الإنجازات، مثل:

تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية بعد أول احتفال في السبعينيات.

توقيع اتفاقية كيوتو للمناخ عام 1997، والاعتراف بانبعاثات الكربون كمسبب رئيسي للاحتباس الحراري.

توقيع اتفاق باريس للمناخ في يوم الأرض عام 2016، بمشاركة 196 دولة.

كما أدت الحملات المتكررة إلى زراعة ملايين الأشجار، وتأسيس مشاريع تعليمية للتوعية بالتغير المناخي، ودعم المزارعين نحو ممارسات مستدامة.

انتقادات الغسل الأخضر

ورغم هذه الإنجازات، لم يسلم يوم الأرض من الانتقادات، فالبعض يرى أنه تحول إلى مناسبة استعراضية للشركات الكبرى، التي تستغل الحدث لتلميع صورتها دون تغيير جوهري في سلوكها البيئي، وهو ما يُعرف بـ «الغسل الأخضر».

حتى الناشطة السويدية غريتا ثونبيرغ انتقدت ذلك قائلة: «تحول يوم الأرض إلى فرصة للمسؤولين لإظهار حبهم للكوكب، بينما يواصلون تدميره بأقصى سرعة».

وقفة تأمل.. وتحديات متجددة

يبقى يوم الأرض فرصة سنوية للتأمل والتقييم، وطرح السؤال الجوهري: ماذا فعلنا من أجل كوكبنا؟
ففي ظل التغيرات المناخية، وازدياد الكوارث البيئية، وذوبان الجليد، وحرائق الغابات، لا تكفي الكلمات وحدها.
بل المطلوب سياسات جادة، وتعاون دولي، وتغيير حقيقي في أنماط الاستهلاك والإنتاج.

تم نسخ الرابط