لا تستهن به.. كوب النسكافيه بالكريمر قد يتحول إلى خطر على القلب

النسكافيه بات من أكثر المشروبات انتشارًا بين الناس في مختلف الأعمار خاصة إذا كان مضافًا إليه الكريمر ليمنحه قوامًا كريميًا ومذاقًا ناعمًا يجعل الكثيرين يدمنونه دون تفكير في العواقب الصحية التي قد تترتب على الإفراط في تناوله، فكوب واحد من «النسكافيه بالكريمر» قد يتحول إلى خطر صامت على صحة القلب دون أن يلحظ الإنسان ذلك في البداية، لكن مع مرور الوقت تبدأ المشكلات الصحية بالظهور تدريجيًا.
إدمان النسكافيه بالكريمر.. عادة يومية تهدد الصحة
أصبح تناول «النسكافيه بالكريمر» جزءًا أساسيًا من روتين صباح الكثيرين، بل إن بعض الأشخاص لا يستطيعون بدء يومهم دون هذا المشروب الذي يمنحهم شعورًا مؤقتًا بالنشاط واليقظة، إلا أن «الاعتياد» على شرب النسكافيه يوميًا ولفترات طويلة قد يحمل مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها، خصوصًا على «القلب» والأوعية الدموية، حيث يحتوي النسكافيه على مادة «الكافيين» المعروفة بتأثيرها المنشط للجهاز العصبي والتي تؤدي في حالة الإفراط إلى رفع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، كما أن الكريمر المضاف إلى النسكافيه غالبًا ما يكون غنيًا بالدهون المهدرجة والسكر الصناعي مما يضاعف من المخاطر.
الكريمر.. المكون السري وراء الأضرار الخفية
يشكل الكريمر في كوب النسكافيه عاملًا رئيسيًا في جعله مشروبًا لذيذ الطعم لكنه أيضًا أحد أخطر العناصر التي قد تضر القلب بشكل غير مباشر، فالكريمر يحتوي على نسبة عالية من «الدهون المشبعة» و«الدهون المهدرجة» وهي دهون ترتبط بزيادة مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وهو ما يرفع خطر الإصابة بـ«تصلب الشرايين» و«أمراض القلب التاجية»، كما أن بعض أنواع الكريمر تحتوي على مكونات صناعية ونكهات غير طبيعية قد يكون لها تأثير تراكمي سلبي على الجسم مع كثرة الاستخدام.
القلب في مواجهة مستمرة مع الكافيين والدهون
عندما يجتمع «الكافيين» مع «الدهون المشبعة» في مشروب واحد مثل النسكافيه بالكريمر فإن القلب يصبح في حالة ضغط دائم، فالكافيين قد يتسبب في تسريع ضربات القلب كما يؤدي إلى رفع ضغط الدم بصورة مؤقتة، بينما تتراكم الدهون تدريجيًا في الشرايين مسببة ضيقها أو انسدادها في بعض الحالات، وهو ما يهدد بحدوث نوبات قلبية مفاجئة، هذا التأثير يصبح أكثر وضوحًا لدى من يعانون من مشاكل سابقة في القلب أو ارتفاع في ضغط الدم، لذا فإن الإفراط في شرب النسكافيه بالكريمر يعد مخاطرة حقيقية يجب الحذر منها.
النسكافيه وتأثيره على الكبد والكلى
رغم أن العنوان يشير إلى القلب إلا أن التأثير لا يقف عنده فقط، فالنسكافيه بالكريمر قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى تتعلق بالكبد والكلى، فالكريمر الصناعي يحتوي على مركبات كيميائية تستخدم لتحسين الطعم والقوام لكنها قد تثقل الكبد بعبء التخلص منها باستمرار، كما أن الاستهلاك العالي للنسكافيه قد يسبب الجفاف بسبب تأثير الكافيين المدر للبول مما يؤثر على وظيفة الكلى على المدى الطويل.
الكافيين واضطرابات النوم
من العوامل التي يغفلها كثيرون أن تناول النسكافيه في المساء أو قرب وقت النوم قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم بسبب تأثير الكافيين المنبه، حيث قد يعيق الدخول في مرحلة النوم العميق مما يؤثر على راحة الجسم وقدرته على استعادة النشاط في اليوم التالي، وتكرار هذه الحالة يوميًا يؤدي إلى إرهاق مزمن قد ينعكس سلبًا على القلب والأوعية الدموية.
متى يتحول النسكافيه بالكريمر من عادة إلى خطر؟
يكمن الخطر الحقيقي في تحوّل كوب النسكافيه بالكريمر إلى عادة يومية متكررة بل أكثر من مرة في اليوم، خاصة إذا كان الشخص يضيف كمية كبيرة من الكريمر أو السكر أو يستخدم أنواعًا رديئة من الكريمر التي تحتوي على مواد صناعية ضارة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الضغط يجب أن يتجنبوا هذا المشروب أو يقللوا منه قدر الإمكان بعد استشارة الطبيب.
بدائل أكثر أمانًا لمحبي النسكافيه
لمن لا يستطيعون الاستغناء عن مشروب النسكافيه هناك بعض البدائل التي تقلل من حدة الأضرار مثل استخدام الحليب قليل الدسم بدلًا من الكريمر الصناعي أو اختيار أنواع «نسكافيه بدون كافيين» لمن يعانون من مشاكل في القلب أو النوم، كما يُفضل تقليل كمية السكر المضاف أو استبداله بمحليات طبيعية، أيضًا يمكن تناول المشروب مرة واحدة يوميًا في الصباح الباكر وعدم تكراره عدة مرات خلال اليوم.
نصائح لتقليل أضرار النسكافيه بالكريمر
من أجل تقليل الأضرار المرتبطة بالنسكافيه بالكريمر يُنصح بما يلي
– تقليل عدد الأكواب اليومية إلى كوب واحد فقط
– اختيار نوعيات كريمر طبيعية خالية من الزيوت المهدرجة
– تجنب إضافة السكر أو استخدام بدائل طبيعية
– تناول كوب من الماء بعد كل فنجان نسكافيه لتعويض السوائل
– تجنب شرب النسكافيه على معدة فارغة
– استشارة طبيب في حال وجود مشاكل قلبية أو ارتفاع ضغط
النسكافيه بالكريمر ليس مجرد مشروب صباحي بل قد يكون له آثار خفية تمتد إلى القلب والكبد والكلى والنوم والمزاج العام، والإفراط فيه دون وعي يمكن أن يسبب أضرارًا تراكمية قد لا تظهر فورًا لكنها تترك أثرًا واضحًا على المدى البعيد، لذا من المهم التعامل مع هذا المشروب بحذر والبحث عن بدائل صحية تضمن لنا الاستمتاع بطعم النسكافيه دون التضحية بصحتنا.