روسيا تعلن تدمير 51 طائرة مسيرة أوكرانية.. أكبر هجوم جوي بيوم واحد

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء اليوم الإثنين، أنها تمكنت من إسقاط 51 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدد من المقاطعات الروسية خلال أقل من ثلاث ساعات، في واحدة من أكبر محاولات الهجوم الجوي الأوكراني على الأراضي الروسية مؤخرًا.
وفي بيان رسمي، قالت الوزارة: في الثامن والعشرين من أبريل 2025، خلال الفترة من الساعة 20:20 حتى الساعة 23:00 بتوقيت موسكو، تمكنت وسائل الدفاع الجوي المناوبة من تدمير 51 طائرة مسيرة أوكرانية.
حيث تم إسقاط 40 طائرة فوق مقاطعة كورسك، وخمس طائرات فوق مقاطعة أريول، وطائرتين فوق شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى ثلاث طائرات فوق مياه البحر الأسود، وطائرة واحدة فوق مقاطعة بيلغورود.
استمرار الاستهداف الأوكراني للمناطق الروسية
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة متواصلة من محاولات الاستهداف الأوكرانية للمناطق الحدودية الجنوبية الغربية من روسيا.
وأوضحت أن الدفاعات الجوية تتصدى بشكل شبه يومي لهجمات المسيرات الأوكرانية التي تستهدف الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية.
ويوم أمس الأحد، تمكنت الدفاعات الروسية من إسقاط 115 طائرة مسيرة أوكرانية كانت تحلق فوق مناطق جنوب غربي البلاد وشبه جزيرة القرم والبحر الأسود، مما يؤكد تصاعد حدة الهجمات الجوية التي تشنها كييف في محاولة لضرب عمق الأراضي الروسية.
الجيش الروسي يوسع عملياته الدفاعية
من جانبها، أكدت القيادة العسكرية الروسية أنها مستمرة في توسيع نطاق عملياتها الدفاعية بهدف إبعاد القوات الأوكرانية عن الحدود الروسية الجديدة والقديمة.
ويشمل هذا التوسيع استهداف مواقع تجمع القوات الأوكرانية ومنصات إطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى مراكز التحكم بالطائرات المسيرة.
وبحسب البيان، فإن الجيش الروسي يبذل جهودًا مكثفة لتحييد أي تهديد محتمل قد يصل إلى الأراضي الروسية عبر استخدام الصواريخ والأسلحة الغربية التي تحصل عليها أوكرانيا.
الدفاع الجوي الروسي يثبت كفاءته
ويرى مراقبون عسكريون أن منظومة الدفاع الجوي الروسية أثبتت مرة أخرى كفاءتها العالية في التصدي للهجمات الجوية، حيث نجحت خلال ساعات قليلة في اعتراض وإسقاط هذا العدد الكبير من الطائرات دون وقوع أضرار جسيمة أو إصابات بشرية تذكر.
وأشار خبراء عسكريون إلى أن تطور الهجمات الأوكرانية من حيث الكثافة وعدد الطائرات المسيرة المستخدمة يعكس محاولة كييف المستمرة لاختبار قدرة الدفاعات الروسية واستنزافها، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف الذي عادة ما يشهد تصعيدًا ميدانيًا ملحوظًا.
تهديدات مستمرة وتكتيكات جديدة
وبينما تتواصل هذه الهجمات، يحذر مسؤولون روس من أن كييف تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة صغيرة الحجم وصواريخ الكروز التي يصعب اكتشافها في بعض الأحيان.
وقد أدى ذلك إلى استنفار متواصل لدى وحدات الدفاع الجوي في مختلف المقاطعات، إضافة إلى تحديث بعض الأنظمة الدفاعية التقليدية لمواكبة طبيعة التهديدات الجديدة.
وتؤكد التقارير الاستخباراتية الروسية أن كييف تتلقى دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا متزايدًا من قبل دول غربية، الأمر الذي ساعدها في تطوير قدرتها على شن هجمات مركزة على أهداف مدنية وعسكرية داخل روسيا.
إجراءات أمنية إضافية في المناطق الحدودية
في المقابل، تواصل السلطات الروسية اتخاذ إجراءات احترازية إضافية في المناطق الحدودية التي تتعرض لهجمات متكررة، بما يشمل تعزيز منظومات الدفاع الجوي، وزيادة عدد نقاط المراقبة الجوية، وتفعيل خطط الطوارئ لحماية السكان والمنشآت الحيوية.
كما دعت السلطات المحلية في مقاطعات كورسك وبيلغورود وأريول المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الأمنية والإبلاغ عن أي أجسام طائرة مشبوهة يتم رصدها في أجواء المنطقة.
تصعيد محتمل مع استمرار المعارك
ويرى مراقبون أن استمرار كييف في اعتماد هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى قد يدفع موسكو إلى توسيع ردودها العسكرية، سواء عبر زيادة وتيرة الضربات الصاروخية ضد البنية التحتية الأوكرانية أو عبر تنفيذ عمليات ميدانية أوسع نطاقًا لزيادة الضغط على خطوط الدفاع الأوكرانية.
وفي الوقت ذاته، تواصل روسيا التأكيد على أن عملياتها العسكرية تستهدف تحييد الخطر القادم من أوكرانيا والحفاظ على أمن واستقرار أراضيها وشعبها، في ظل ما تصفه بالمخاطر المتزايدة جراء الدعم الغربي غير المحدود لكييف.