مد التصويت حتى الثامنة مساءً في انتخابات الصحفيين بسبب الإقبال التاريخي

في مشهد انتخابي استثنائي، قررت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين، مساء اليوم، مد فترة التصويت حتى الساعة الثامنة مساءً، نظرًا للحشد غير المسبوق الذي شهدته النقابة طوال اليوم، في إطار انتخابات التجديد النصفي التي تشهد تنافسًا حاميًا على مقعد النقيب وعدد من المقاعد بالمجلس.

وقالت اللجنة، في بيان لها، إن هذا القرار يأتي استجابة للتوافد الكثيف من أعضاء الجمعية العمومية الذين احتشدوا منذ الصباح أمام مقرات اللجان، ما استدعى مد الوقت لإتاحة الفرصة أمام الجميع للإدلاء بأصواتهم، في ظل الأجواء التنافسية غير المسبوقة التي تسود أروقة النقابة.

23 لجنة تحت إشراف قضائي

ويُجرى التصويت داخل مقر النقابة العامة بوسط القاهرة، في عدد 23 لجنة انتخابية، حيث تتم عملية الاقتراع وفرز الأصوات تحت إشراف كامل من قضاة مجلس الدولة، وذلك لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.

وأشارت اللجنة إلى أن أعضاء النقابة الذين لم يسجلوا أسماؤهم في كشوف الجمعية العمومية، يحق لهم التوجه مباشرة إلى اللجان الانتخابية، والتصويت في الانتخابات طالما استوفوا الشروط القانونية.

وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين على مقعد النقيب على الأغلبية المطلقة «50% + 1» من الأصوات الصحيحة، سيتم إعادة الانتخابات بين أعلى مرشحين من حيث عدد الأصوات، وذلك غدًا الأحد، من الساعة الثالثة عصرًا وحتى السابعة مساءً، على أن يتم الحسم في هذه الجولة بالأغلبية النسبية.

النصاب القانوني اكتمل.. واحتفالية انتخابية في النقابة

واستطاعت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أن تحقق النصاب القانوني اللازم لانعقادها بعد أن تجاوزت نسبة الحضور 25% من إجمالي الأعضاء المسجلين، والذين يزيد عددهم عن 10 آلاف صحفي، ما أضفى طابعًا احتفاليًا على المشهد العام، وسط حضور مكثف من مختلف الأجيال والتيارات داخل النقابة.

وانطلقت عمليات التصويت منذ الساعة العاشرة صباحًا، وارتفع الإقبال بشكل ملحوظ عقب إعلان اللجنة المشرفة عن اكتمال النصاب، حيث توافدت أعداد كبيرة من الصحفيين على مقر النقابة، مرددين هتافات تؤكد على أهمية الحفاظ على استقلال النقابة، وتفعيل دورها في الدفاع عن المهنة والحقوق الاقتصادية للصحفيين.

دعم كامل لفلسطين.. ودقيقة حداد على شهداء الصحافة

وشهدت الجمعية العمومية اجتماعًا موسعًا ناقشت فيه عددًا من القضايا العامة والمهنية، إلى جانب إعلانها تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية، حيث أصدر الحضور بيانًا رسميًا أكد دعم النقابة للموقف المصري الرافض لكافة المخططات التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني أو تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.

وفي لفتة مؤثرة، وقف الصحفيون دقيقة حداد على أرواح 202 صحفي فلسطيني استشهدوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب عدد من الإعلاميين والعاملين في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الحصار والعدوان.

وأكد البيان الصادر عن الجمعية العمومية أن نقابة الصحفيين ستظل دائمًا مدافعة عن القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشددًا على رفض كافة أشكال التطبيع الإعلامي مع الكيان الإسرائيلي، وتكريس دور النقابة في دعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.

توصيات مهنية ومعيشية

ولم تغفل الجمعية العمومية المطالب المهنية والمعيشية لأعضائها، حيث تضمنت المناقشات عددًا من التوصيات المتعلقة ببدل التكنولوجيا والتدريب، داعية إلى التواصل مع الجهات المعنية لصرفه من خلال النقابة مباشرة، وضمان وصوله لجميع المستحقين في توقيت مناسب.

كما شددت التوصيات على ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين، ووضع آلية موحدة للأجور داخل المؤسسات الصحفية، بالإضافة إلى تفعيل قرارات الجمعية السابقة المتعلقة بمكافحة الفصل التعسفي، وتكليف مجلس النقابة بالتحرك القانوني ضد أي مؤسسة تنتهك حقوق الصحفيين العاملين بها.

وطالبت الجمعية كذلك بضرورة مراجعة شروط القيد داخل النقابة، وإغلاق الباب أمام التحايل من بعض الكيانات الوهمية أو الصحف غير المعترف بها، إلى جانب الدعوة لإنشاء دار رعاية للمسنين من الصحفيين الذين أفنوا حياتهم في خدمة المهنة.

أجواء مشحونة.. وتوقعات بإعادة على مقعد النقيب

وفي ظل اشتعال المنافسة على مقعد النقيب، توقعت مصادر داخل النقابة أن تشهد الانتخابات إعادة على المقعد بين اثنين من المرشحين الأبرز، في حال لم يحصل أحدهم على الأغلبية المطلقة من الجولة الأولى، ما ينذر بجولة ثانية ساخنة وحاسمة مساء الغد.

ويترقب الوسط الصحفي نتائج الانتخابات التي تمثل اختبارًا حقيقيًا لثقة الصحفيين في من يتصدر المشهد النقابي، في ظل تحديات مهنية واقتصادية متزايدة، وسط آمال عريضة بأن تسفر الانتخابات عن مجلس قادر على تحقيق تطلعات الجماعة الصحفية.