إيلون ماسك يكشف عن شريحة دماغية تعيد البصر للمكفوفين بدءًا من 2025

شريحة مبتكرة حملت اسم «Blindsight» باتت في طريقها لتغيير مفهوم الإعاقة البصرية تمامًا، حيث أعلن الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك» أن شركته الناشئة «Neuralink» على بُعد خطوات قليلة من تنفيذ أول زراعة بشرية لهذه الشريحة الذكية التي صممت خصيصًا لمنح فاقدي البصر فرصة حقيقية لاستعادة الرؤية مرة أخرى، وقد حدّد ماسك أن هذا الحدث المرتقب سيتم قبل نهاية عام 2025، مما أثار ضجة واسعة في الأوساط العلمية والطبية والتكنولوجية حول العالم.
تجارب ناجحة تمهد الطريق أمام البشر
أكد ماسك خلال مشاركته في فعالية أقيمت في ولاية «ويسكونسن» الأمريكية أن التجارب الحيوانية التي أُجريت على «شريحة Blindsight» قد أظهرت نتائج مبشرة للغاية، حيث خضعت قرود لاختبارات مكثفة وشهدت حالة صحية ممتازة بعد زراعة الشريحة في أدمغتها، مما عزز ثقة الفريق العلمي في إمكانية تكرار نفس التجربة على البشر بنجاح.
وأوضح ماسك أن أول عملية زراعة بشرية ستتم هذا العام على شخص فاقد للبصر بشكل كامل، وستكون البداية برؤية «منخفضة الدقة»، إلا أن التوقعات تشير إلى تطور ملحوظ لاحقًا، حيث أضاف قائلاً «نأمل أن تتفوق هذه الشريحة مستقبلًا على الرؤية الطبيعية للبشر، وهذا إنجاز سيكون مذهلًا».
شريحة Telepathy ومبادرات سابقة تبشّر بالمزيد
لم تكن «شريحة Blindsight» المشروع الأول ضمن مشاريع Neuralink الطموحة، فقد كانت بداية الزراعة البشرية للتقنيات العصبية قد بدأت فعليًا في يناير 2024 من خلال شريحة أخرى أطلقت عليها الشركة اسم «Telepathy»، وقد مكنت هذه التقنية المتقدمة ثلاثة مرضى من ذوي الإعاقات الحركية من التحكم بأطرافهم باستخدام الإشارات الدماغية، وهو ما اعتُبر آنذاك نقلة نوعية في مسار التعامل مع الإعاقات.
علامات تجارية تمهّد للمستقبل
ضمن الاستعدادات التنظيمية والتجارية لهذه المرحلة الجديدة، تقدّمت شركة Neuralink مؤخرًا بطلبات لتسجيل عدد من العلامات التجارية الجديدة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، وشملت هذه الطلبات أسماء مثل «Blindsight» والتي تعني «البصر الخفي»، و«Telepathy» أي «التخاطر العقلي»، و«Telekinesis» والتي تعني «التحريك الذهني».
تسجيل هذه الأسماء لم يكن مجرد خطوة شكلية، بل يُعبّر عن خطة متكاملة للشركة تسعى من خلالها إلى إدخال هذه «الشرائح» في عدد من الاستخدامات العصبية المعقدة، وهو ما يفتح آفاقًا مستقبلية لا يمكن التنبؤ بحدودها.
ردود فعل علمية ومجتمعية واسعة
في منشور سابق عبر مدونة Neuralink الرسمية خلال شهر فبراير الماضي، أكدت الشركة أن التجارب السريرية السابقة أظهرت مؤشرات واعدة للغاية فيما يتعلق بإعادة الاستقلالية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو بصرية، وأوضحت أن ملاحظات المشاركين في التجارب ساهمت بشكل مباشر في تحسين تصميم التقنية لتتناسب مع احتياجاتهم.
وأكدت الشركة أنها تسعى إلى العمل مع مزيد من المتطوعين من أصحاب الحالات الفريدة، لكي تتمكن من تطوير وظائف إضافية تلبّي احتياجاتهم اليومية، مشيرة إلى أن عملية التطوير لا تنحصر في الجانب الطبي فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الحياتية والإنسانية بشكل متكامل.
شريحة واحدة تغيّر مصير الملايين
تُعد «شريحة Blindsight» ثورة تكنولوجية بكل المقاييس، فهي لا تهدف فقط إلى تقديم حل طبي مؤقت، بل تسعى إلى إعادة بناء «رؤية» حقيقية للمكفوفين من خلال تقنيات معقدة تتيح للدماغ تفسير الإشارات الرقمية وتحويلها إلى صور، ومن ثم إعادة تشكيل تجربة البصر بالكامل.
وما يجعل هذه الشريحة أكثر أهمية هو ارتباطها بمنصة Neuralink التي تمكّن الشريحة من التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ما يفتح الباب أمام تحسين تدريجي للوظائف البصرية بما يتجاوز القدرات الفسيولوجية العادية.
الطرح التجاري.. متى يكون؟
رغم إعلان ماسك عن قرب موعد أول زراعة بشرية لـ «شريحة Blindsight»، إلا أن شركة Neuralink لم تعلن بعد عن جدول زمني واضح لإطلاق هذه التقنية على النطاق التجاري، إذ تتطلب الاختبارات السريرية وقتًا أطول، وكذلك الاعتماد من الهيئات الطبية والتنظيمية الدولية، ومع ذلك فإن الخطوة الأولى قد بدأت بالفعل.
دعم سياسي في خلفية الإعلان
حضر إيلون ماسك الحدث في ولاية ويسكونسن ضمن دعمه لحملة القاضي «براد شيميل» في انتخابات المحكمة العليا بالولاية، وهو ما يشير إلى رغبة ماسك في تسويق هذه «الشريحة» على المستوى السياسي والاجتماعي أيضًا، لا سيما في ظل التحولات القانونية المتسارعة بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية.
شريحة تنقل البشرية إلى مرحلة جديدة
بمجرد بدء زراعة «شريحة Blindsight» بشكل رسمي على البشر، ستكون البشرية قد دخلت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي، حيث تندمج «الشرائح العصبية» مع قدرات الإنسان العقلية والحسية بطريقة قد تغيّر نظرتنا للصحة والعلاج والمعرفة.
ولعل الأهم من ذلك هو أن هذه «الشريحة» لا تمثل فقط تطورًا في مجال الطب العصبي، بل تعكس أيضًا إيمانًا بإمكانية إعادة بناء القدرات البشرية بعد فقدانها، وهو ما يُعطي الأمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين حُرموا من نعمة البصر.