احذر وضع الثلج على الحروق.. «عادة شائعة» قد تُفاقم الألم وتؤخر الشفاء

الحروق هي إصابات جلدية شائعة قد تحدث بسبب تعرض الجلد للحرارة أو المواد الكيميائية أو الكهرباء، وتختلف درجة الحروق وفقًا لشدتها، من حروق بسيطة لا تتطلب أكثر من العناية المنزلية إلى حروق شديدة قد تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا، وعلى الرغم من أنه قد يبدو حلًا منطقيًا أن نضع الثلج على الحروق كطريقة لتخفيف الألم والتهيج إلا أن الدراسات الحديثة قد كشفت أن هذه «العادة الشائعة» قد تكون ضارة وتُفاقم المشكلة بدلاً من حلها، مما يؤدي إلى تأخير عملية الشفاء وتفاقم الأعراض.
لماذا لا يجب وضع الثلج على الحروق؟
عند الإصابة بـ «الحروق»، يعتقد الكثيرون أن وضع الثلج على المنطقة المصابة قد يكون طريقة فعالة لتقليل الألم والتورم، ولكن هذه الفكرة قد تكون خاطئة، إذ يؤدي التعرض المفاجئ للبرودة الشديدة إلى تضييق الأوعية الدموية في منطقة الحرق، مما يمنع تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الأنسجة التالفة، وهذا يقلل من إمداد الأنسجة بالأوكسجين والعناصر الغذائية الضرورية التي تسهم في عملية الشفاء.
من ناحية أخرى، يؤدي تطبيق الثلج على الحروق إلى زيادة حساسية الجلد وتفاقم الأعراض، حيث قد يسبب مزيدًا من الألم نتيجة التفاعل بين البرودة الشديدة والحرارة التي يعاني منها الجلد المحترق، وتظهر الأبحاث أن استخدام الثلج قد يزيد من احتمالية حدوث تلف إضافي في الأنسجة التالفة.
التأثيرات السلبية للثلج على الحروق
بينما يساعد الثلج على تخفيف الألم والتورم في بعض الحالات الأخرى مثل الإصابات الرياضية، إلا أن تأثيراته على «الحروق» قد تكون سلبية للغاية، إذ يسبب تدني درجات الحرارة المفاجئة تقلصات في الأوعية الدموية، مما يحد من قدرة الجلد على الشفاء ويؤدي إلى تدهور حالة الأنسجة، وفي بعض الحالات، قد يؤدي الاستخدام المفرط للثلج إلى ما يُعرف بـ «التهيج الجليدي»، وهي حالة تؤدي إلى تدهور الأنسجة بشكل أكبر وتؤخر عملية التعافي بشكل ملحوظ.
كيف يجب أن تُعالج الحروق بشكل صحيح؟
بدلاً من استخدام الثلج، يجب أن يكون العلاج الأولي لـ «الحروق» مبنيًا على أساس تبريد المنطقة المصابة بالماء الفاتر، حيث يساعد تدفق المياه الباردة على تبريد الحرق بشكل سريع وفعال، مما يحد من الألم والتورم دون التأثير على الأنسجة بشكل ضار، إذ يساهم الماء في تهدئة الجلد المتضرر دون التسبب في مزيد من الأضرار التي قد تنتج عن وضع الثلج.
يجب أن تكون المياه المستخدمة معتدلة الحرارة وليست باردة جدًا أو ساخنة جدًا، حيث يؤدي الماء البارد جدًا أو الثلج إلى تفاقم حالة الحرق، بينما قد يسبب الماء الساخن زيادة في التهيج وزيادة الألم، كما ينبغي ألا يتم تدليك المنطقة المحترقة أو وضع أي مواد دهنية أو كريمات قبل استشارة الطبيب.
الأسباب التي تجعل الثلج ضارًا للحروق
تعتبر فكرة أن الثلج يمكن أن يساعد في الحروق من «المفاهيم الخاطئة» التي ينتشر اعتقادها بين الكثيرين، حيث إن الثلج قد يؤدي إلى حدوث «تلف إضافي» في الأنسجة المصابة، نظرًا لأنه يقلل من تدفق الدم ويمنع الجسم من معالجة الحرق بطريقة طبيعية، كما يمكن أن يسبب تلفًا في الأعصاب السطحية للجلد، مما يزيد من الألم ويؤدي إلى تباطؤ عملية الشفاء.
كما أن تطبيق الثلج على الحروق يزيد من احتمالية حدوث «الآثار الجانبية» مثل القرحات الجلدية والتورم المستمر، وبالتالي فإنه يعد خيارًا غير آمن للتعامل مع هذه الإصابات التي تتطلب عناية خاصة.
عوامل تؤثر في كيفية علاج الحروق
تختلف طريقة علاج «الحروق» حسب درجتها، فالحروق من الدرجة الأولى (حروق سطحية) قد تتطلب علاجًا منزليًا مثل استخدام الماء الفاتر، بينما الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة قد تتطلب استشارة طبية أو علاجًا أكثر تخصصًا، مثل استخدام المضادات الحيوية أو إجراءات طبية أخرى، وينبغي في حالة الحروق الشديدة أو الكبيرة التوجه إلى المستشفى فورًا للحصول على العلاج اللازم.
إذا كانت الحروق ناتجة عن تعرض الجلد لحرارة شديدة، فيجب تجنب «الملامسة المباشرة» للمنطقة المصابة مع المواد الباردة مثل الثلج أو الماء البارد، ويجب بدلًا من ذلك تغطية الحروق بضمادة معقمة أو قماش نظيف بعد تبريد المنطقة المصابة بالماء الفاتر.
الوقاية من الحروق
أفضل وسيلة لتجنب الحروق هي الوقاية، وذلك من خلال اتباع بعض الإرشادات الأساسية مثل تجنب التعرض المباشر للحرارة أو المواد الكيميائية المسببة للحروق، كما ينبغي تعلم كيفية التعامل مع الحروق بشكل صحيح في حال حدوثها لتجنب تفاقمها، وأهم ما يمكن فعله هو تطبيق العناية المبكرة والمناسبة التي تتضمن تبريد المنطقة المصابة بالماء الفاتر وتجنب استخدام الثلج أو المواد التي قد تؤدي إلى زيادة الضرر.
كما يجب الحذر عند التعامل مع الأدوات الساخنة في المطبخ أو العمل، وتفادي التعرض المفرط لأشعة الشمس، بالإضافة إلى استخدام واقيات الشمس في الأوقات التي تكون فيها الشمس في أقوى حالاتها، وضرورة التعامل بحذر مع المواد الكيميائية في المنازل والعمل.
«الثلج» ليس الحل الأمثل لمعالجة الحروق كما يعتقد البعض، بل يمكن أن يتسبب في تدهور الحالة وتأخير الشفاء، وبالتالي يجب أن نكون حذرين في التعامل مع الحروق وعدم اللجوء إلى «الأساليب الشائعة» التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، بل يجب التوجه دائمًا إلى «الطرق الصحيحة» مثل تبريد الحرق بالماء الفاتر وعدم تعريضه للمواد الباردة كالثلج، وإذا كانت الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة، يجب استشارة الطبيب على الفور لتجنب مضاعفات خطيرة.