كيف تتصرف خلال اللحظات الحرجة لإنقاذ مريض «السكتة الدماغية»

تُعد «السكتة الدماغية» من أخطر الحالات الطبية الطارئة التي قد تواجه أي إنسان في حياته اليومية، فهي تحدث فجأة ودون سابق إنذار، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وصحيح، ولذا فإن معرفة كيفية التصرف خلال اللحظات الحرجة لإنقاذ مريض «السكتة» ليست فقط أمرًا طبيًا، بل مسؤولية إنسانية قد تُحدث الفارق بين الحياة والموت.
ما هي السكتة الدماغية؟
«السكتة الدماغية» هي حالة مرضية طارئة تحدث نتيجة توقف أو انخفاض مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان خلايا الدماغ من الأكسجين والغذاء، وتبدأ هذه الخلايا في الموت خلال دقائق معدودة، وتنقسم السكتات إلى نوعين رئيسيين، الأول هو «السكتة الإقفارية» والتي تمثل أغلب الحالات، وتنتج عن انسداد في شريان دماغي، أما النوع الثاني فهو «السكتة النزفية» والتي تنجم عن انفجار أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ.

أعراض السكتة الدماغية يجب ألا تُتجاهل
هناك مجموعة من الأعراض يجب الانتباه إليها عند الشك في إصابة شخص بـ «السكتة»، ومن أبرز هذه الأعراض حدوث ضعف مفاجئ أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم، إضافة إلى صعوبة في التحدث أو فهم الكلام، اضطراب في الرؤية سواء في إحدى العينين أو كلتيهما، فقدان التوازن أو التنسيق الحركي، وأحيانًا قد يشعر المريض بصداع شديد مفاجئ دون سبب واضح.
طريقة التصرف السريع لإنقاذ المريض
التصرف السليم في الدقائق الأولى من الإصابة بـ «السكتة» يمكن أن يُنقذ حياة المصاب ويقلل من خطورة المضاعفات، وأول ما يجب فعله هو «الاتصال الفوري بالإسعاف» دون تردد، ثم التأكد من أن المصاب في وضع آمن، ويُفضَّل أن يُستلقي على جنبه الأيسر مع رفع الرأس قليلاً لتقليل الضغط على الدماغ، ويجب تجنب إعطائه أي طعام أو شراب أو أدوية عن طريق الفم، لأن ذلك قد يسبب اختناقًا في حال فقدان المريض للقدرة على البلع.
اختبار FAST لتشخيص السكتة بسرعة
يُستخدم اختبار FAST وهو اختصار لأربع خطوات سريعة تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من «السكتة الدماغية»، وتشمل:
Face (الوجه): اطلب من المصاب الابتسام، إذا كان هناك تدلي في أحد جانبي الوجه فقد تكون علامة على السكتة
Arms (الذراعين): اطلب منه رفع كلتا الذراعين، إذا سقطت إحداهما أو لم يستطع رفعها فقد تكون السكتة هي السبب
Speech (الكلام): اطلب منه تكرار جملة بسيطة، إذا كان كلامه متداخلًا أو غير مفهوم فقد تكون السكتة هي السبب
Time (الوقت): الوقت هو العامل الحاسم، لذلك يجب «الاتصال بالإسعاف فورًا» إذا ظهرت أي من العلامات السابقة
ما لا يجب فعله إطلاقًا مع مريض السكتة
من المهم أن نعرف أن بعض ردود الفعل العفوية قد تكون ضارة جدًا، لذا يُمنع تمامًا هز المصاب أو محاولة إيقاف الرعشة إذا كان يعاني من تشنجات، كما يُمنع وضع أي شيء في فمه أو محاولة إفاقته بالقوة باستخدام الماء أو الروائح القوية، ويُفضل تجنب التجمع حوله لإعطائه مجالًا للتهوية الجيدة وعدم إزعاجه.
التصرفات الخاطئة التي يجب تجنبها
أحد الأخطاء الشائعة هو «الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الأعراض ستختفي» وهو أمر بالغ الخطورة، إذ أن كل دقيقة تأخير تعني فقدان المزيد من خلايا الدماغ، كما أن محاولة نقل المريض بالسيارة الخاصة قد تُفقده فرص العلاج الطارئ الذي لا يتوفر سوى داخل سيارات الإسعاف المجهزة، ويجب أن نُدرك أن الاستهانة بأعراض «السكتة» قد تكون قاتلة.
العلاج الفوري يصنع الفرق
في حال وصول المصاب إلى المستشفى خلال أول ثلاث إلى أربع ساعات من بداية أعراض «السكتة»، يمكن استخدام أدوية «إذابة الجلطات» في حال كانت السكتة إقفارية، ما يزيد من فرص الشفاء التام وتقليل الإعاقات، كما أن الرعاية الفورية تُقلل من المضاعفات مثل الشلل أو فقدان القدرة على الكلام أو مشاكل الذاكرة.
التوعية هي خط الدفاع الأول
أصبح من الضروري أن تشمل برامج التوعية الصحية العامة نشر المعلومات حول أعراض «السكتة» وطرق التعامل معها، فكل فرد في المجتمع قد يكون يومًا ما في مواجهة مع شخص يعاني من هذه الحالة، والوعي المسبق والتصرف السليم هو «السلاح الأقوى لإنقاذ الأرواح»، وتبقى «السرعة» في اتخاذ القرار هي العامل الأهم في الحفاظ على حياة المصاب.