الأربعاء 14 مايو 2025 الموافق 16 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

العاصمة تهتز.. مصر تحذر رعاياها في ليبيا.. وتدعو لوقف التصعيد في طرابلس

القارئ نيوز

تابعت مصر، اليوم الأربعاء، ببالغ القلق التطورات الميدانية المتسارعة في عاصمة ليبيا طرابلس، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين التشكيلات الأمنية المسلحة، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد استقرار البلاد ومقدرات الشعب الليبي.

وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أعربت القاهرة عن بالغ قلقها إزاء ما وصفته بـ«التصعيد المفتوح» الذي تشهده العاصمة الليبية، محذرة من تداعياته الخطيرة على وحدة ليبيا وسلامة مواطنيها، داعية كافة الأطراف الليبية إلى التزام ضبط النفس وتغليب صوت العقل.

تحذير للمصريين في ليبيا

وأهابت وزارة الخارجية المصرية بجميع المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، خصوصًا في العاصمة طرابلس، بضرورة توخي أقصى درجات الحذر والحيطة، والامتناع عن التنقل أو مغادرة المنازل في الوقت الراهن حتى تتضح الصورة الأمنية وتستقر الأوضاع.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم تخصيص رقم هاتف للطوارئ «00218914897985» لتلقي البلاغات والاستفسارات الخاصة بالمواطنين المصريين هناك، مع التأكيد على أهمية التواصل المباشر مع السفارة المصرية في طرابلس حال وقوع أي حوادث قد تمس سلامة المواطنين.

مصر تدعو إلى الحوار الوطني

وأكدت مصر، في بيانها، دعمها الكامل لمساعي التهدئة والحل السياسي في ليبيا، مجددة دعوتها إلى جميع الأطراف الليبية بإعلاء المصلحة الوطنية وإنهاء حالة التصعيد العسكري القائمة، والاحتكام للحوار حفاظًا على وحدة الدولة الليبية وسلامة أراضيها واستقرار مؤسساتها.

وشدد البيان على أن استمرار الاشتباكات بهذا الشكل ينذر بمزيد من الفوضى، ويمثل خطرًا كبيرًا على المدنيين والبنية التحتية، داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لاحتواء الوضع ودعم مسار التسوية السياسية الشاملة.

طرابلس تحت النار

ميدانيًا، تشهد العاصمة طرابلس منذ ساعات الصباح الأولى اشتباكات عنيفة بين تشكيلات مسلحة، أبرزها «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» من جهة، و«جهاز دعم الاستقرار» التابع لحكومة الوحدة الوطنية من جهة أخرى، وذلك في أعقاب مقتل عبد الغني الككلي، الملقب بـ«غنيوة»، أحد أقوى القادة الأمنيين في العاصمة.

وأكدت تقارير ميدانية أن قوات الردع تمكنت من التقدم في عدد من الأحياء الحيوية في طرابلس، وفرضت سيطرتها على مناطق واسعة من شارع السدرة بالقرب من مول موفنبيك، بعد إطلاق نداءات عبر مكبرات الصوت للعناصر المسلحة تطالبهم بالاستسلام الفوري، مستخدمة عبارة: "سلّم تسلم".

اشتباكات على مشارف مقرات حساسة

الاشتباكات امتدت إلى مناطق قريبة من مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة، وسط تعزيزات عسكرية وانتشار أمني كثيف. 

وشهدت مناطق مثل طريق السدرة، جزيرة المدار، والهضبة الشرقية، عمليات كر وفر بين الأطراف المتنازعة، فيما تحدث شهود عيان عن دوي انفجارات وطلقات نارية في الأحياء السكنية.

ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من حكومة الوحدة الوطنية أو الأجهزة الأمنية حول طبيعة الاشتباكات أو حصيلة الضحايا، وسط حالة من الترقب والهلع بين سكان طرابلس الذين فضلوا البقاء داخل منازلهم.

جبهة جديدة غرب العاصمة

في تطور خطير، أفادت وسائل إعلام محلية بفتح جبهة قتال جديدة غرب طرابلس، بعد دخول مجموعات مسلحة من مدينة الزاوية على خط الاشتباكات، في مواجهة مباشرة مع قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

وشهدت مناطق مثل السراج، السياحية، والغيران، معارك ضارية، زادت المشهد تعقيدًا، وسط غياب أي مؤشرات حقيقية على قرب وقف إطلاق النار، الأمر الذي يضع العاصمة الليبية على حافة انفجار أمني شامل.

مخاوف إقليمية ودولية

وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الانزلاق نحو موجة جديدة من العنف في ليبيا، قد تعرقل المساعي السياسية الرامية إلى إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات، وتزيد من معاناة المدنيين الذين أنهكتهم سنوات طويلة من الحرب والانقسام.

ويرى مراقبون أن سقوط عبد الغني الككلي، أحد أبرز رجالات التوازن الأمني في طرابلس، قد يعيد خلط الأوراق مجددًا، خاصة في ظل تصاعد نفوذ جهاز الردع، وغياب قيادة مركزية قادرة على ضبط التشكيلات المسلحة المتمركزة في العاصمة.

مستقبل غامض

وسط هذه المعطيات، يبقى المشهد الليبي مفتوحًا على كافة الاحتمالات، ما بين استمرار الاشتباكات واتساع رقعتها، أو تدخل وساطات إقليمية ودولية لفرض هدنة وفتح باب الحوار.

ويبقى الأمل معلقًا على استجابة الفرقاء الليبيين لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب بلادهم مزيدًا من الدماء والخراب، وإعادة المسار نحو الاستقرار والدولة المدنية.

تم نسخ الرابط