أسعار الذهب في مصر اليوم السبت.. استقرار محلي وهبوط عالمي حاد

استقرت أسعار الذهب في السوق المحلي خلال تعاملات صباح اليوم السبت، 17 مايو 2025، مع استمرار تذبذب السوق العالمي الذي يشهد تقلبات حادة منذ مطلع الأسبوع الجاري.

وبحسب آخر تحديثات سوق الذهب المحلي، سجل جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر رواجًا بين المستهلكين في مصر سعر 4515 جنيهًا، دون احتساب المصنعية.

استقرار محلي رغم الضغوط العالمية

جاء استقرار أسعار الذهب في مصر على الرغم من الانخفاضات الحادة التي لحقت بأسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية خلال الأسبوع، مدفوعة بمتغيرات اقتصادية وجيوسياسية أبرزها تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب بيانات اقتصادية أمريكية أثرت بشكل مباشر على شهية المستثمرين تجاه الذهب.

وسجلت باقي أعيرة الذهب في السوق المحلي الأسعار التالية:

عيار 24: 5160 جنيهًا

عيار 18: 3870 جنيهًا

الجنيه الذهب: 36120 جنيهًا

هذه الأسعار لا تشمل المصنعية التي تختلف من محل لآخر حسب نوع المشغولات.

الذهب العالمي يتراجع لأدنى مستوى في أكثر من شهر

على الصعيد العالمي، شهد سعر أونصة الذهب هبوطًا بنسبة 1.3% خلال الجلسة الأخيرة، ليسجل أدنى مستوياته عند 3196 دولارًا للأونصة، بعدما افتتح التداول عند 3241 دولارًا.

 ويتداول الذهب حاليًا عند 3199 دولارًا، ما يشير إلى ضغوط بيع مستمرة أثرت على اتجاهاته الفنية.

وتشير البيانات إلى أن الذهب يتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية له منذ ستة أشهر، حيث بلغ التراجع الأسبوعي نحو 3.8%. 

وقد ساهم في هذا الهبوط الحاد التقدم الذي أُحرز في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أدت إلى تهدئة نسبية في الأجواء المتوترة بين القوتين الاقتصاديتين.

تراجع شهية المستثمرين مع عودة الثقة للأسواق

الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين تضمن تخفيضًا مؤقتًا لبعض الرسوم الجمركية المتبادلة، وهو ما شجع المستثمرين على التخلي عن الذهب كملاذ آمن والاتجاه إلى الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات. 

وقد انعكس ذلك على أداء الذهب، الذي عادةً ما يتأثر سلبًا بعودة الاستقرار للأسواق المالية العالمية.

كما أظهرت بيانات أمريكية حديثة تراجع أسعار المنتجين بشكل غير متوقع خلال أبريل، إلى جانب تباطؤ نمو مبيعات التجزئة، وهو ما ساهم في تقليص مكاسب الدولار وأضعف الطلب على الذهب.

تصريحات فيدرالية تدعم حالة عدم اليقين

في هذا السياق، صرح مايكل بار، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في حالة نمو مع اقتراب التضخم من مستهدف البنك المركزي البالغ 2%، إلا أن السياسات التجارية المستمرة قد تؤثر سلبًا على التوقعات المستقبلية للنمو والتضخم، مما يضيف مزيدًا من الضبابية للمشهد الاقتصادي.

وقد أثّر هذا التصريح على توقعات المستثمرين بشأن أسعار الفائدة المستقبلية، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحركات الذهب.

الصين تستمر في شراء الذهب وتدعم أسعاره

وعلى الجانب الآخر، أظهرت بيانات رسمية أن البنك المركزي الصيني واصل دعم احتياطياته من الذهب، حيث أضاف 2.2 طن من المعدن النفيس خلال شهر أبريل، ليصل إجمالي احتياطي الصين إلى 2295 طنًا، ما يعادل 6.8% من إجمالي الأصول الاحتياطية للبلاد.

كما شهدت صناديق الاستثمار الصينية المتداولة في الذهب تدفقات نقدية ضخمة بلغت 6.8 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 65 طنًا من الذهب، لتسجل بذلك أقوى أداء شهري لها على الإطلاق.

رؤية مستقبلية.. الذهب لا يزال يحافظ على جاذبيته

ورغم التراجعات الحادة، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته في ظل استمرار حالة الغموض في الأسواق العالمية.

 وقد أظهرت تعاملات يوم أمس تذبذبًا حادًا، حيث هبط الذهب إلى 3120 دولارًا للأونصة وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر قبل أن يرتد صعودًا ويغلق بارتفاع نسبته 2% تقريبًا.

هذا الأداء المتقلب يعكس محاولة الذهب لتحديد موقفه من مستوى الدعم النفسي 3200 دولار، والذي يمثل نقطة محورية في تحركاته خلال الفترة المقبلة.

ويظل المستثمرون في ترقب حذر لما ستسفر عنه الاجتماعات المقبلة للبنوك المركزية العالمية، إضافة إلى المتغيرات الجيوسياسية والتجارية، والتي قد تعيد تشكيل مشهد السوق خلال الأسابيع المقبلة.