الرئيس السيسي يوجه بوضع استراتيجيات واضحة لتطبيق الذكاء الاصطناعي وتطوير قطاع الاتصالات

شهدت قاعة الاجتماعات الرئاسية اليوم الأحد لقاءً موسعًا جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين والأمنيين، حيث تناول الاجتماع ملفات محورية تتعلق بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتوسع في شبكات البنية التحتية الرقمية، إلى جانب وضع أطر استراتيجية لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يواكب التطور العالمي المتسارع في هذا المجال.

حضور رفيع المستوى

حضر الاجتماع كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة، واللواء عمرو عادل حسني القائم بأعمال رئيس هيئة الرقابة الإدارية، واللواء هاني محمود منصور مدير إدارة الإشارة بالقوات المسلحة.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي اطّلع خلال اللقاء على تقرير شامل تناول خطط تطوير شبكات الاتصالات، وسبل تعزيز كفاءتها وتوسيع نطاق تغطيتها، بما يضمن تقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين في مختلف محافظات الجمهورية.

دعم متواصل للبنية التحتية الرقمية

وجّه الرئيس السيسي بضرورة مواصلة دعم قدرات الشبكات وتوسيع مناطق التغطية والاستفادة القصوى من أحدث التقنيات المتاحة، لا سيّما إمكانات الجيل الخامس، الذي يُعد أحد ركائز التحول الرقمي وتحسين الخدمات الحكومية والخاصة.

كما شدّد الرئيس على أن تطوير البنية التحتية الرقمية يمثل عنصرًا محوريًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن الدولة لن تدخر جهدًا في الاستثمار بمجالات الاتصالات والتكنولوجيا، لاسيما وأنها أصبحت العمود الفقري للاقتصاد المعاصر.

خطط وزارة الاتصالات

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الاجتماع الموسع أعقبه اجتماع مصغر استعرض خلاله الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنشطة الوزارة وخططها المستقبلية.

وأكد الوزير أن الفترة من نوفمبر 2022 وحتى عام 2024 شهدت توقيع 74 شركة متخصصة في مجال التعهيد التزامات بتعيين نحو 60 ألف متخصص داخل السوق المصري، ما يعكس ثقة الشركات العالمية في الكفاءات الوطنية والبنية التكنولوجية المتطورة في مصر.

وأضاف أن مصر باتت تستضيف أكثر من 260 مركزًا لشركات التعهيد، منها 190 مركزًا لشركات عالمية كبرى، وهو ما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي في هذا المجال الحيوي.

ريادة مصر في الإلكترونيات والشركات الناشئة

وفيما يخص مجال تصميم الإلكترونيات، أوضح وزير الاتصالات أن عدد الشركات العاملة في هذا القطاع بلغ 83 شركة خلال عام 2025، مع استهداف الوصول إلى 120 شركة بحلول عام 2028.

ولفت إلى أن مصر تتصدر دول المنطقة في جذب الاستثمارات الموجهة للشركات الناشئة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي ومواردها البشرية المؤهلة.

الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية

من أبرز ما جاء في الاجتماع، توجيه الرئيس السيسي بوضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي، بما يشمل البحث والتطوير والتدريب، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتعظيم الاستفادة منها.

وأكد الرئيس أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا تكنولوجيًا بل ضرورة حتمية لتطوير القطاعات الاقتصادية والإدارية، مشددًا على أهمية إعداد الكوادر المؤهلة القادرة على قيادة هذه التحولات.

إعداد كوادر مؤهلة

شدد الرئيس السيسي على ضرورة إطلاق مبادرات وطنية وإنشاء مراكز متخصصة لتدريب الكفاءات البشرية، بحيث يتم اختيار العناصر الأكثر تميزًا وفق معايير موضوعية، مع توفير تدريب عالي المستوى لهم، بما يضمن تأهيل جيل جديد من الشباب القادر على المنافسة عالميًا في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

رؤية مستقبلية

يرى مراقبون أن هذه التوجيهات تمثل خطوة جديدة في مسيرة مصر نحو تعزيز مكانتها كدولة رائدة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على الخدمات الرقمية، والتحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

ويؤكد خبراء أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية سيُسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل نوعية، ودعم الشركات الناشئة التي تعد أحد المحركات الرئيسية للابتكار والتنمية المستدامة.

بهذا الاجتماع، يكون الرئيس السيسي قد وضع حجر أساس جديد لرؤية استراتيجية تسعى إلى توظيف أحدث ما وصل إليه العلم في خدمة الدولة والمواطن، عبر خطط مدروسة لتوسيع قدرات الاتصالات، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتخريج جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة مصر نحو المستقبل الرقمي بثقة واقتدار.