مؤيد اللامي.. حضور السيسي للقمة العربية يمنحها ثقلا استثنائيا

أكد الكاتب الصحفي العراقي ونقيب الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي، أن القمة العربية الـ34 التي تستضيفها العاصمة العراقية بغداد تُعد واحدة من أهم القمم التي عقدت خلال العقد الأخير، نظرًا لما تتناوله من ملفات ملحة وشائكة تعصف بالساحة العربية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة، وتطورات الأوضاع في سوريا ولبنان، والصراع الداخلي في ليبيا، والأزمة المتفاقمة في السودان.
وفي لقاء خاص مع الإعلامي أحمد أبو زيد، على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أوضح اللامي أن القمة تأتي في لحظة حرجة تستدعي قرارات جادة ومخرجات واقعية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن التوقعات المرتبطة بهذه القمة عالية، نظرًا لطبيعة القضايا المطروحة وأهمية التوقيت.
غزة تتصدر جدول الأعمال.. ومأساة الشعب الفلسطيني محور القمة
وأشار مؤيد اللامي إلى أن الجلسة الافتتاحية للقمة شهدت تركيزًا واضحًا على الملف الفلسطيني، حيث استحوذ الوضع في قطاع غزة على الجزء الأكبر من المناقشات، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي، وتزايد أعداد الشهداء والضحايا المدنيين، وانهيار البنية التحتية في القطاع، وسط صمت دولي وإخفاق واضح في وقف العمليات العسكرية.
وأكد أن القادة العرب أبدوا اهتمامًا بالغًا بضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وإيجاد آلية حقيقية وفعالة لحماية الشعب الفلسطيني، وضمان عدم تهجيره من أراضيه، مشيرًا إلى أن هناك دعمًا متزايدًا للمبادرات المصرية والقطرية والأممية في هذا الشأن، وسط مساعٍ لإحياء المسار السياسي المتعثر.
سوريا ولبنان وليبيا والسودان.. ملفات متشابكة تنتظر الحسم
وفي استعراضه لباقي المحاور التي تناولتها القمة، أوضح اللامي أن الجلسة تطرقت أيضًا إلى تطورات الملف السوري، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما فتح باب الأمل أمام دمشق للانخراط مجددًا في العمل العربي المشترك، وتسريع جهود إعادة الإعمار، وسط دعم ملحوظ من دول عربية كالسعودية وتركيا.
أما في الشأن اللبناني، فقد ناقشت القمة أبعاد الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ سنوات، وضرورة إيجاد حلول عربية مستدامة لدعم الشعب اللبناني والمؤسسات الرسمية في ظل الانهيار المالي والتدهور الخدماتي.
وفي الملف الليبي، قال اللامي إن الخلافات الداخلية ما تزال تعطل تقدم البلاد نحو الاستقرار، إلا أن هناك إشارات إيجابية من بعض الأطراف الليبية التي شاركت في القمة، بما ينبئ بتحركات قريبة لعقد مؤتمر ليبي – ليبي برعاية عربية مباشرة.
وفيما يخص السودان، شدد اللامي على أن القادة العرب ناقشوا بجدية تطورات الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام، وسط جهود حثيثة من دول الجوار لوقف القتال والتوصل إلى اتفاق سياسي شامل يُنهي معاناة الشعب السوداني ويُعيد الاستقرار للمنطقة.
حضور السيسي وأمير قطر يمنحان القمة ثقلًا خاصًا
أبرز مؤيد اللامي في حديثه أهمية حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفًا مشاركتهما بأنها «ثقيلة في ميزان القمة»، نظرًا لما يمثلانه من تأثير إقليمي واسع، وقدرة على التوسط وتشكيل التوافقات السياسية المطلوبة.
وأوضح أن الرئيس السيسي يحمل معه رصيدًا كبيرًا من التحركات الدبلوماسية النشطة خلال الأشهر الماضية، خاصة في ملف غزة، فضلًا عن التنسيق المستمر مع الولايات المتحدة وقطر في هذا الإطار، مضيفًا أن مشاركة أمير قطر تعكس حرص الدوحة على البقاء طرفًا فاعلًا في جهود الوساطة العربية.

تفاوت التمثيل لا يُضعف القمة
ورغم غياب عدد من الرؤساء والملوك عن القمة، شدد اللامي على أن ذلك لا يؤثر على مضمونها أو قوتها، مشيرًا إلى أن الدول المشاركة أرسلت وفودًا رفيعة المستوى، وهو ما يعكس اهتمامًا سياسيًا كبيرًا بالقضايا المطروحة.
وأضاف: "العراقيون، بمن فيهم المسؤولون الرسميون، تعاملوا بهدوء مع قضية الحضور، ولم يولوا اهتمامًا كبيرًا للشكليات، بل ركزوا على النتائج والمخرجات، وهو ما يعكس وعيًا ناضجًا بالتحديات الإقليمية".
وأكد أن التفاوت في مستوى التمثيل لا يجب أن يكون مقياسًا لنجاح القمة، خاصة في ظل الاجتماعات الثنائية والثلاثية والرباعية التي تُعقد على هامشها، والتي قد تفرز تفاهمات مهمة تخدم مصالح شعوب المنطقة.
مخرجات مرتقبة وتأثير واسع
اختتم اللامي حديثه بالإشارة إلى أن القمة مرشحة لإنتاج مخرجات قوية ومؤثرة، نظرًا لتقاطعها مع أحداث مصيرية تهدد الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن بغداد تسعى جاهدة للخروج من هذه القمة بنتائج ملموسة تُحدث فرقًا حقيقيًا في الواقع العربي، لا سيما في الملفات الساخنة كفلسطين وسوريا والسودان.
وقال إن الرؤية العراقية تقوم على تعزيز التكامل العربي في مختلف المجالات، والانفتاح على كل الأطراف، وتوظيف العلاقات الدولية لخدمة الأجندة العربية، وهو ما بدأ يظهر جليًا في مؤتمرات إقليمية سابقة كانت بغداد طرفًا فيها.
تفاؤل عراقي حذر
تعكس تصريحات مؤيد اللامي حالة من التفاؤل الحذر تجاه مخرجات قمة بغداد، إذ ترى الأوساط العراقية الرسمية والشعبية أن القمة تمثل فرصة ثمينة لبلورة موقف عربي مشترك، يعيد ترتيب الأولويات، ويضع حدًا للأزمات المتفاقمة، في ظل واقع إقليمي متغير وتهديدات متصاعدة.