الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أمير قطر يغادر قمة بغداد دون إلقاء كلمته ويكتفي بلقاء السوداني

أمير دولة قطر
أمير دولة قطر

غادر أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، دون أن يُلقي كلمته المقررة في القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي انعقدت بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب، وسط تساؤلات عن أسباب هذه الخطوة غير المعتادة.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، فقد ترأس الشيخ تميم بن حمد وفد بلاده المشارك في القمة التي استضافتها العاصمة العراقية، لكنه غادر بغداد عقب لقائه برئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، دون الإدلاء بكلمة أمام الجلسة العامة للقمة.

غياب الكلمة القطرية عن القمة يثير التساؤلات

غياب كلمة أمير قطر عن المنصة الرسمية لاجتماعات القمة أثار اهتمامًا واسعًا بين وسائل الإعلام والمراقبين، خاصة أن كلمته كانت منتظرة على خلفية التطورات المتلاحقة في المنطقة، وفي مقدمتها الحرب الجارية في غزة، وتفاقم الأزمات في السودان وسوريا ولبنان.

إلا أن الديوان الأميري القطري لم يشر في بيانه الرسمي إلى أي أسباب محددة لعدم إلقاء الكلمة، واكتفى بالإشارة إلى اللقاء الثنائي الذي جمع الشيخ تميم برئيس الحكومة العراقية، حيث تم خلاله «استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وأوجه تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية».

لقاء ثنائي مع السوداني بديلًا عن المشاركة الكاملة

من جانبه، أصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانًا رسميًا بشأن اللقاء الذي جمع السوداني بأمير قطر، والذي وصفه بأنه «لقاء ودي وبناء تناول العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان المستمر على قطاع غزة».

ورغم أن اللقاء حمل طابعًا ثنائيًا، فإن غياب الكلمة القطرية عن الجلسة الافتتاحية للقمة لفت الأنظار، خاصة في ظل مشاركة قادة عرب آخرين بكلمات رسمية ومداخلات تفصيلية حول الأزمات القائمة، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على غزة الذي شكل محورًا رئيسيًا في كلمات الزعماء المشاركين.

توقيت حساس.. ورسائل سياسية محتملة

تأتي مغادرة أمير قطر لبغداد دون خطاب في توقيت حساس تمرّ به الساحة العربية، وسط ترقب لمخرجات القمة بشأن الموقف العربي الموحد تجاه ما يحدث في فلسطين، خاصة مع اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، واستمرار الانقسام العربي في بعض الملفات الإقليمية.

ويرى محللون سياسيون أن غياب الخطاب القطري قد يحمل دلالات متعددة، أبرزها الرغبة في تجنب مواقف علنية بشأن بعض الملفات الخلافية أو ربما رغبة في توجيه رسائل غير مباشرة حول مواقف معينة داخل القمة.

 فيما أكد آخرون أن الأمر ربما يرجع لأسباب لوجستية أو بروتوكولية تم التفاهم بشأنها مسبقًا بين الجانبين القطري والعراقي.

الدوحة تحتفظ بدورها الإقليمي رغم الغياب

رغم عدم إلقاء الكلمة، تبقى لقطر مشاركتها الرسمية الكاملة في أعمال القمة، سواء من خلال الوفد المرافق أو عبر اللقاءات الثنائية، حيث شدد البيان القطري الرسمي على «أهمية التعاون العربي المشترك وضرورة توحيد الصفوف في مواجهة التحديات الكبرى التي تمر بها المنطقة».

وأكد مراقبون أن الدوحة، رغم تحفظها الظاهري في بعض المناسبات، ما تزال تلعب دورًا إقليميًا فاعلًا، سواء من خلال الوساطات أو الجهود السياسية والإنسانية، لا سيما في الملف الفلسطيني، حيث كانت لها مشاركة نشطة في جهود التهدئة في غزة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

قمة بغداد.. حضور عربي ومواقف متباينة

وكانت العاصمة العراقية بغداد قد استضافت اليوم السبت أعمال القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب، من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التونسي قيس سعيد، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء خارجية آخرين.

وتمحورت أعمال القمة حول قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السودانية، والأوضاع في سوريا، وملف الإرهاب والتدخلات الخارجية، إلى جانب بحث ملفات اقتصادية وتنموية مشتركة بين الدول العربية.

مخرجات منتظرة.. و«إعلان بغداد» قيد التبلور

وتجري حاليًا مشاورات مكثفة بين الوفود لصياغة «إعلان بغداد»، وهو البيان الختامي المنتظر الذي يُرتقب أن يتضمن مواقف عربية موحدة بشأن القضايا الساخنة، وعلى رأسها تأكيد مركزية القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإدانة العدوان الإسرائيلي.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن البيان في الجلسة الختامية مساء اليوم، في ظل توافق عام على دعم جهود إعادة الإعمار في غزة، وتكثيف العمل العربي المشترك لاحتواء الأزمات المتصاعدة في عدد من الدول العربية.

رسائل متعددة في غياب الكلمة القطرية

يبقى غياب الكلمة القطرية عن المنصة الرسمية للقمة رسالة مفتوحة لتفسيرات متعددة، لكنها لم تمنع مشاركة قطر على مستوى عالٍ، ولا تعني بالضرورة انسحابًا من المشهد العربي أو تراجعًا عن التفاعل مع الملفات الساخنة.

فالدور القطري في الملفات الإقليمية لا يزال حاضرًا، وإن بصيغ قد تكون أكثر تحفظًا أو عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة، ما يعكس تعقيدات السياسة العربية في زمن الأزمات المتلاحقة.

تم نسخ الرابط